أظهر الاتحاد الأوروبي ردًا قويًا على فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، معلنًا عن إجراءات انتقامية على مرحلتين، تشمل 26 مليار يورو من الصادرات الأمريكية، وهو ما تجاوز بكثير الحرب التجارية التي اندلعت خلال ولايته الأولى.
وأعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستعيد فرض الرسوم الجمركية اعتبارًا من الأول من أبريل المقبل ردًا على رسوم جمركية أمريكية بقيمة 8 مليارات يورو، تشمل منتجات أمريكية شهيرة مثل الدراجات النارية، والمشروبات الكحولية، وأقمشة الجينز.
وابتداءً من منتصف أبريل المقبل، ستفرض أوروبا تدابير مضادة إضافية مقابل رسوم جمركية أمريكية جديدة بقيمة 18 مليار يورو، رهنًا بموافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي؛ فيما يُشبه الضرب بـ"مطرقة ثقيلة" بهدف استعادة التوازن.
وستقدم المفوضية الأوروبية -وهي الجهاز التنفيذي للتكتل- إحاطة للدول الأعضاء، الأربعاء، بعد ساعات قليلة من دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ.
في الأسابيع التي تلت عودة ترامب إلى البيت الأبيض وبدء إعلانه عن الرسوم الجمركية، أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده للرد على "الرسوم الجمركية غير المبررة".
وأول أمس الاثنين، صرّح مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش بأن الاتحاد "مستعد لحماية أعماله وعماله ومستهلكيه".
وتنقل النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" عن دبلوماسي أوروبي: "لم يعد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة. إنه واقع جديد، لذا علينا أن نكون صارمين في الرد، فهذا هو الحل الوحيد".
كان دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ممثل عن صناعة الصلب، يتوقعون أن تكون حزمة رد الاتحاد الأوروبي أشد وطأة من التعريفات الجمركية المعلقة منذ عام 2018. ويعود ذلك إلى أن إدارة ترامب -بناءً على أوامره التنفيذية الصادرة في منتصف فبراير الماضي- غيّرت ممارساتها المتعلقة بالرسوم الجمركية بشكل كبير.
والأهم من ذلك، سترتفع رسوم الألومنيوم من 10% إلى 25% في المرة السابقة؛ بينما لن يتمتع الاتحاد الأوروبي أيضًا بالحصص التي تم تمديدها في عهد الإدارة السابقة للرئيس جو بايدن، التي سمحت له بالتصدير معفاة من الرسوم الجمركية إلى الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، سيضيف ترامب المنتجات المصنوعة في الغالب من الفولاذ إلى قائمة السلع الخاضعة للرسوم الجمركية.
يشير تقرير "بوليتيكو" إلى أن الرسوم الجمركية تُعّد بمثابة ضرائب تضر بالأعمال التجارية، وتشكل ضررًا بالغًا للمستهلكين، سواء في أمريكا أو القارة الأوروبية.
ويلفت التقرير إلى أن هذه الرسوم "تُعطّل سلاسل التوريد، وتُثير حالة من عدم اليقين في الاقتصاد"، مشيرا إلى أن الكثير من الوظائف صارت على المحك، والأسعار سترتفع، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة.
وينقل التقرير عن أحد ممثلي صناعة الصلب الأوروبية أن بروكسل "ستتصرف بكل قوتها لأنها سئمت من ترامب".
لذا، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان صدر صباح اليوم: "نحن نأسف بشدة لهذا الإجراء". حيث يريد الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة -وهو سوق مشتركة تضم 450 مليون شخص- أن يرسل رسالة لا لبس فيها مفادها أنه جاد في الدفاع عن مصالحه الاقتصادية في حال شنَّ ترامب حربًا تجارية واسعة النطاق.
كانت العلاقات التجارية عبر الأطلسي، البالغة قيمتها 1.7 تريليون دولار، محوريةً في ازدهار الغرب بعد الحرب العالمية الثانية. لكن ترامب -الغاضب من العجز التجاري الأمريكي المستمر في السلع- يرى في الرسوم الجمركية وسيلةً لإجبار الشركات على إعادة الاستثمارات الصناعية والوظائف إلى الولايات المتحدة.
وتلفت "بوليتيكو" إلى أن الرسوم الأمريكية على الصلب والألمنيوم ستُلحق الضرر الأكبر بكندا والمكسيك، لكن الاتحاد الأوروبي -بصفته ثالث أكبر مُورّد للصلب إلى أمريكا- لن ينجو منها سالمًا.
وتخشى بروكسل من أن تُلحق الرسوم الجمركية "المتبادلة" التي هدّد ترامب بفرضها، في حال تطبيقها، ضررًا بصادرات السيارات والأدوية والأغذية.
وتركت المفوضية الباب مفتوحًا أمام التوصل إلى اتفاق مع ترامب، قائلة إنها "تظل مستعدة للعمل مع الإدارة الأمريكية لإيجاد حل تفاوضي"، مضيفة أن إجراءاتها "يمكن التراجع عنها في أي وقت إذا تم التوصل إلى مثل هذا الحل".
مع هذا، لم يُثر هذا الأمر استياء الممثل التجاري الأمريكي، جيميسون جرير، الذي أشار في بيان إلى أن "الإجراء العقابي الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي يتجاهل تمامًا ضرورات الأمن القومي للولايات المتحدة، بل والأمن الدولي أيضًا، وهو مؤشر آخر على أن سياسات الاتحاد الأوروبي التجارية والاقتصادية لا تتفق مع الواقع".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.