بدأ اللقاء بكلمة الوزير الترحيبية، تلاها فتح أبواب النقاش، وتدفقت الأسئلة لتشكّل طريقاً مملوءة بالأرقام، وحينما جاء دوري، سألتُ بحكم عملي في مجال الطيران، عن التحولات التي شهدتها هيئة الطيران المدني عبر تاريخها، فقد شهدت انفصالين وانضماما.. الانفصال الأول كان عن الخطوط السعودية عام 1959م، والثاني كان عن وزارة الدفاع عام 2011م، لتعود وتنضوي تحت مظلة وزارة النقل عام 2017م..
كيف يرى معالي الوزير هذا التطور؟ وما أثره على أداء قطاع الطيران السعودي؟
الوزير أجاب بصدق، واضعًا الصورة في إطارها الأوسع، حيث أوضح أن الحكومة حوّلت مئات الجهات المختلفة إلى منظوماتٍ رئيسية متكاملة كالنقل والتجارة والأمن والتعليم، لضمان التناغم بين القطاعات وتحقيق مستهدفات الرؤية. وأكد أن انضمام هيئة الطيران المدني إلى وزارة النقل لم يكن تقييدًا لاستقلالها، بل هو تعزيزٌ للمرونة، وتمكينٌ للدعم، وضمانٌ للتكامل مع إستراتيجية النقل والخدمات اللوجستية.
الحديث امتد إلى الإصلاحات الجوهرية في منظومة النقل، التي أحدثت قفزاتٍ كبرى في المؤشرات الدولية، مؤكدًا أن رؤية 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، أعادت تشكيل العمل الحكومي وفق إستراتيجياتٍ وطنية طموحة، كان قطاع النقل إحدى ركائزها الأساسية.
وتفصيلاً، تشير الإحصاءات إلى أن «حركة النقل الجوي» شهدت عام 2024 نموًا استثنائيًا، حيث ارتفعت بنسبة 15% مقارنة بعام 2023، ومتجاوزة مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 25%، في دلالةٍ واضحة على تعافي القطاع وانطلاقه بقوة نحو المستقبل. أما في قطاع السكك الحديدية، فقد زادت أطوال الشبكة بنسبة 20% مقارنة بعام 2019م، بينما حققت الموانئ السعودية إنجازًا عالميًا بصعود ثلاثة منها إلى قائمة أكبر 100 ميناء عالمي وفق تصنيف لويدز لعام 2024م، كما ارتفع الطلب على السفن التجارية التي يتم تلبيتها محليّاً بنسبة 60% بعد أن كان صفرًا في 2019.
وفي قطاع الطرق، تصدّرت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في مؤشر ترابط الطرق، بينما حمل التوطين بُعدًا اقتصاديًا وإنسانيًا كبيرًا، إذ وفر قطاع النقل والخدمات اللوجستية فرصًا وظيفية بلغت قيمتها 1.4 مليار ريال سنويًا، وارتفع عدد العاملين إلى 593 ألفاً في 2024 مقارنة بـ 241 ألفاً عام 2019م.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصاءاتٍ جامدة، بل هي شواهد نابضة، تلامس تفاصيل الحياة اليومية لكل مواطن ومقيم، وتؤكد أن وزارة النقل تسير بخطى متسارعة نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً، في ظل قيادةٍ تحيل الطموحات لواقع، وتصنع من التحديات إنجازات لوطنٍ اعتاد أن يكون دائمًا «فوق هام السحب».
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.