في مشهد درامي يُذكّر بالأفلام السينمائية، شهد إقليم بلوشستان الباكستاني واحدة من أكثر الحوادث الإرهابية إثارة للقلق، إذ هاجمت مجموعة مسلحة قطار الركاب "جعفر إكسبرس" في أثناء رحلته من مدينة كويتا متجهًا إلى مدينة بيشاور.
وخلال الرحلة تحول القطار ــ يقل أكثر من 450 راكبًاــ إلى ساحة معركة دامية، بعدما احتجز مسلحون الركاب كرهائن في منطقة جبلية نائية، وسط تصعيد أمني وتحركات طارئة من قبل السلطات لإنقاذ الموقف.
ذكرت صحيفة "نيوز إنترناشيونال" الباكستانية أن قوات الأمن شنت عملية تطهير لإنقاذ الركاب، الذين احتجزتهم مجموعة من الإرهابيين في منطقة بولان بإقليم بلوشستان.
ووفقًا لمصادر أمنية نقلت عنها الصحيفة، تعرض "جعفر إكسبرس"، الذي كان يقل أكثر من 450 راكبًا في تسع عربات، لإطلاق نار كثيف عند مروره في منطقة بيرو كانري بمقاطعة كاش النائية، وأصيب السائق بجروح بعدما سيطر المسلحون على القطار داخل نفق، محولين الركاب إلى رهائن في منطقة جبلية وعرة.
وأشارت تقارير إلى أن المسلحين فجروا خط السكة الحديد قبل أن يفتحوا النار على القطار، وحسب صحيفة "ديلي جانج" نقلًا عن محمد كاشف، المسؤول الكبير في حكومة السكك الحديدية بمدينة كويتا، فإن القطار كان يحمل على متنه ما يقرب من 450 راكبًا، بينهم نساء وأطفال، فيما أشارت صحيفة "نيوز إنترناشيونال" إلى أن الاشتباكات بين المهاجمين وقوات الأمن استمرت بشكل مكثف عقب الهجوم، ما زاد من تعقيد الموقف.
في استجابة سريعة للحادث، أعلنت حكومة بلوشستان حالة الطوارئ، وقامت بتعبئة جميع المؤسسات المعنية لمواجهة الوضع، وتم إرسال قطار إغاثة وقوات أمنية إضافية إلى الموقع، كما فرضت حالة الطوارئ في مستشفى كويتا المدني ومستشفى سيبي لاستقبال المصابين، وذكرت إدارة الصحة الإقليمية أن جميع الكوادر الطبية وشبه الطبية تم استدعاؤهم لمواجهة أي تطورات طارئة.
أدان وزير الداخلية الباكستاني، محسن نقفي، الهجوم، واصفًا منفذيه بـ"الوحوش الذين لا يستحقون أي تسامح"، كما أعلن رئيس حكومة السند، ضياء الحسن لنجار، دعمه الكامل لحكومة بلوشستان في مواجهة هذا التهديد الإرهابي، ووصف الرئيس السابق عارف علوي الهجوم بأنه "شنيع وجبان"، مؤكدًا ضرورة تدخل القوات المسلحة بشكل مكثف لاحتواء التهديدات الأمنية.
ووفقًا لمعهد باكستان لدراسات الصراع والأمن "PICSS"، شهدت البلاد تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات الإرهابية، خلال يناير 2025، بنسبة 42% مقارنة بالشهر السابق، إذ تم تسجيل ما لا يقل عن 74 هجومًا إرهابيًا في أنحاء البلاد، أودت بحياة 91 شخصًا، بينهم 35 من أفراد الأمن، و20 مدنيًا، و36 مسلحًا، كما أصيب 117 شخصًا آخرين بجروح متفاوتة.
وتعاني بلوشستان - ذات نظام الحكم البرلماني مثل باقي أقاليم باكستان - تصاعدًا كبيرًا في العمليات الإرهابية، إذ شهد الإقليم خلال الشهر نفسه 24 هجومًا مسلحًا، أسفرت عن مقتل 26 شخصًا، بينهم 11 من أفراد الأمن، و6 مدنيين، و9 مسلحين، ووفق صحيفة "داون" الباكستانية أن حكومة الإقليم أرسلت فرق إنقاذ وسط تقارير عن استمرار تبادل إطلاق النار بكثافة.
وأوضحت السلطات المحلية أن التضاريس الجبلية الوعرة حالت دون وصول فرق الإنقاذ بسرعة إلى موقع الحادث، وذكرت وكالة "رويترز" أن قوات الأمن سمعت دوي انفجار بالقرب من النفق الذي احتجز فيه القطار، وأكدت استمرار تبادل إطلاق النار مع المسلحين.
وذكر مدير السكك الحديدية، محمد كاشف، أن قطار "جعفر إكسبرس" كان يقل نحو 500 راكب عند وقوع الهجوم، مضيفًا أن المسلحين تمكنوا من إيقاف القطار داخل النفق رقم 8، ما أدى إلى تعقيد جهود الإنقاذ والتواصل مع الركاب والطاقم.
وتم فرض حالة الطوارئ في مستشفى سيبي ومستشفى كويتا المدني، إذ تم استدعاء كل الفرق الطبية للتعامل مع الإصابات المتوقعة، وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة، الدكتور وسيم بيج، أنه تم إخلاء بعض الأجنحة وتجهيزها لاستقبال المصابين.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان، أنها لن تتهاون مع أي أعمال إرهابية تهدد أمن البلاد، وقالت الحكومة إن جميع الأجهزة الأمنية في حالة استنفار لمواجهة التهديدات الإرهابية المحتملة، كما شدد البيان على ضرورة اتخاذ تدابير احترازية مشددة لحماية وسائل النقل والمرافق الحيوية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.