في الآونة الأخيرة، انشرت في مواقع التواصل مواضيع تتحدث عن ظاهرة غياب الأبناء عن المدرسة خلال شهر رمضان، حيث تزعم أن الأمهات هن من نسقن هذا الغياب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقروبات الواتساب. وقد قام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتداول هذا الموضوع بشكل واسع، لكن العديد من المتابعين أبدوا استيائهم من هذا التحليل.
بصراحة، لا أعتقد أن هذا التفسير يعكس الواقع بشكل دقيق.. شهر رمضان المبارك هو وقت مميز تتجلى فيه روح العطاء والتواصل الأسري. الأمهات، اللواتي يتحملن عبء تدبير المنزل وتحضير الإفطار والسحور، لا يُعتبرن سببًا في غياب أبنائهن عن الدراسة. بل إنهن يمثلن العمود الفقري للأسرة، حيث يبذلن جهدًا كبيرًا في الحفاظ على توازن الحياة اليومية، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل.
قد يكون من الأجدر أن ننظر إلى الأسباب الأخرى التي قد تؤثر على انتظام الأبناء في الدراسة، مثل ضغط الفصول الدراسية الثالثة والاختبارات المتزامنة. فالأمهات غالبًا ما يكون لديهن أدوار متعددة، حيث يتابعن دراسات أبنائهن ويشرفن على تحضيرهم للاختبارات، مما يعكس حرصهن على نجاحهم وتفوقهم.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نُقدّر الجهود التي تبذلها الأمهات في هذا الشهر، حيث يُعتبر رمضان فرصة لتعزيز الروابط الأسرية وتعليم الأبناء القيم الروحية والتعاون. الأمهات لهن فضل كبير في خلق بيئة دافئة وملائمة لتعليم الأبناء، سواء في المنزل أو في المدرسة.
إن التركيز على الدور السلبي المحتمل للأمهات في غياب أبنائهن، بدلاً من تسليط الضوء على الجهود الإيجابية التي يبذلنها، يعد تضليلًا للرأي العام. وقد عبّر رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من مثل هذا الطرح، مطالبين بتقدير جهود الأمهات بدلاً من لومهن.
قبل الختام، آمل من الجهات المعنية التي تسعى إلى الحد من ظاهرة التسرب الدراسي أن تكون موضوعية وفي شفافية حقيقية في البحث عن مسببات التسرب الدراسي الفعلية. لا يمكننا أن نرمي الأمر برمته ونحمله على الأمهات. إذا كان هذا ما يرمي إليه صانعوا تلك المواضيع ومن يتناقلونها، فهذه كارثة.
وبالنهاية الأسرة هي سند للمدرسة وشريك في العملية التعليمية والتربوية؟ والأمر يحتاج إلى إعادة نظر من قبل الجميع، لنضع النقاط على الحروف ونبحث عن حلول حقيقية لهذه المسألة.
@alnajaei_1
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.