بيكا لوندمارك هو شخصية بارزة في مجال التكنولوجيا والاتصالات ويشغل حالياً منصب الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا، الشركة الفنلندية العملاقة التي تُعَدّ واحدة من أكبر اللاعبين في صناعة الاتصالات والتكنولوجيا عالمياً.
تولى لوندمارك هذا المنصب في أغسطس 2020 في وقت كانت فيه الشركة تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك المنافسة الشديدة في سوق معدات الاتصالات وتكنولوجيا الجيل الخامس.
وُلد لوندمارك في فنلندا في 9 ديسمبر 1963، حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعة هلسنكي للتكنولوجيا، التي تُعَدّ إحدى الجامعات الرائدة في فنلندا. وبفضل تعليمه الهندسي القوي، بدأ مسيرته المهنية في مجال الهندسة والإدارة، حيث شغل مناصب قيادية في عدة شركات.
بدأ لوندمارك مسيرته المهنية في شركة نوكيا خلال فترة التسعينيات، حيث شغل مناصب عدة وقد عمل في أقسام مختلفة في الشركة، بما في ذلك قسم شبكات الاتصالات وهذه الفترة الأولى في نوكيا سمحت له بفهم تعقيدات صناعة الاتصالات من الداخل وأكسبته خبرة واسعة في هذا المجال.
في عام 2000، غادر لوندمارك «نوكيا» ليبدأ مسيرته المهنية في شركات أخرى وشغل مناصب عليا في عدة شركات فنلندية، بما في ذلك شركة «Konecranes» وهي شركة عالمية متخصصة في تصنيع الرافعات ومعدات مناولة المواد وخلال فترة عمله كرئيس تنفيذي في الشركة من 2005 إلى 2015، نجح في تحويل الشركة إلى لاعب عالمي بارز من خلال التركيز على التوسع الدولي والتحول الرقمي.
في أغسطس 2020، عاد لوندمارك إلى شركة نوكيا ليشغل منصب الرئيس التنفيذي وذلك بعد فترة عمل ناجحة كرئيس تنفيذي لشركة «فورتوم» وهي شركة طاقة فنلندية وقد عاد إلى «نوكيا» في وقت كانت فيه الشركة تعاني من تحديات كبيرة في سوق الاتصالات، لا سيما في مجال الجيل الخامس، حيث كانت تواجه منافسة شديدة من شركات مثل «هواوي» و«إريكسون».
وللتغلب على هذه التحديات، بدأ لوندمارك في تنفيذ خطة استراتيجية تهدف إلى إعادة هيكلة الشركة وتحسين أدائها. وكانت خطته تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية وهي تبسيط العمليات الداخلية وتحسين المنتجات التقنية وتعزيز الابتكار في مجالات مثل شبكات الجيل الخامس والخدمات السحابية والشبكات الخاصة كما قام بتغيير هيكل الإدارة في الشركة لتسريع اتخاذ القرارات وتحسين الكفاءة التشغيلية.
ومنذ توليه قيادة نوكيا، حققت الشركة بعض التحسنات الملحوظة في أدائها، إذ تمكنت نوكيا من تأمين عقود جديدة لتقديم حلول شبكات الجيل الخامس مع شركات اتصالات كبرى حول العالم، بما في ذلك في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، كما تمكنت الشركة من تحسين أدائها المالي وتقليل التكاليف التشغيلية.