اقتصاد / صحيفة الخليج

نيجيريا تسعى إلى الاستفادة من ارتفاع أسعار الكاكاو

تثير أسعار الكاكاو المرتفعة الاهتمام بتحويل نيجيريا إلى لاعب أكبر في القطاع، على أمل تحدي المنتجين الرئيسيين ساحل العاج وغانا، حيث تضررت المحاصيل بسبب تغير المناخ والأمراض.
وتكافح نيجيريا لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط، لكن المستثمرين أعادوا النظر في حبوب الكاكاو بعد ارتفاع الأسعار العالمية إلى مستوى قياسي بلغ 12 ألف دولار للطن في ديسمبر/ كانون الأول.
وقال باتريك أديبولا، المدير التنفيذي لمعهد أبحاث الكاكاو في نيجيريا لوكالة فرانس برس: «لم يسبق للمزارعين أن حظوا بمثل هذا القدر من النجاح».
وأعربت أكثر من اثنتي عشرة شركة محلية عن اهتمامها بالاستثمار في إنتاجها أو توسيعه هذا العام، في حين ضخت ذراع التمويل التنموي للحكومة البريطانية مؤخراً 40.5 مليون دولار في شركة جونفينتس النيجيرية للأعمال الزراعية.
وتعتبر نيجيريا سابع أكبر منتج لحبوب الكاكاو في العالم، حيث تنتج أكثر من 280 ألف طن في عام ، وفقاً لأحدث البيانات التي جمعتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.
وحددت الحكومة هدفاً طموحاً للإنتاج يبلغ 500 ألف طن لموسم 2024-2025، وهو ما من شأنه أن يجعلها في المركز الرابع خلف ساحل العاج وغانا وإندونيسيا.
ويشكك أديبولا في قدرة نيجيريا على تحقيق الهدف هذا الموسم، لكنه يعتقد أن ذلك ممكن في السنوات القليلة المقبلة مع تزايد الاهتمام بإعادة تأهيل المزارع القديمة أو إنشاء مزارع جديدة.
وقال: «إن المزارعين النيجيريين أكثر تعرضاً للتقلبات في سوق الكاكاو العالمية مقارنة بنظرائهم في ساحل العاج وغانا لأن الأسعار منظمة في تلك البلدان».
انخفضت عقود الكاكاو الآجلة في نيويورك من مستواها القياسي في ديسمبر لكنها تظل مرتفعة عند أكثر من 8000 دولار للطن. وتراوحت أسعار الكاكاو عادة بين 2000 دولار و 3000 دولار قبل الارتفاع الأخير.
وقال أديولا أديجوك، رئيس جمعية مزارعي الكاكاو في نيجيريا: «يتجه الأفراد إلى إنتاج الكاكاو على كل المستويات... للتأكد من أنهم يتمتعون أيضاً بالسعر الحالي».
محصول أحادي
وتعد ساحل العاج أكبر مزارع في العالم بفارق كبير، حيث تنتج أكثر من مليوني طن من حبوب الكاكاو في عام 2023، تليها غانا بنحو 650 ألف طن.
لكن البلدين كانا يعانيان ضعف الحصاد العام الماضي حيث تضررت المحاصيل بسبب سوء الأحوال الجوية والأمراض، ما تسبب في نقص العرض الذي دفع الأسعار العالمية إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
ونجا الكاكاو النيجيري إلى حد كبير حتى الآن من أسوأ آثار تغير المناخ، لكن توسيع المحصول قد يحمل مخاطر بيئية.
وكثفت الحكومة جهودها لتعزيز القطاع الذي لم يخضع للتنظيم لفترة طويلة من خلال اللجنة الوطنية لإدارة الكاكاو، التي تأسست في عام 2022 لتنظيم الصناعة ودعم المزارعين.
لكن جهود تحديث الزراعة شجعت على تطوير مزارع أحادية المحصول «تتعرض لأشعة الشمس الكاملة» تركز فقط على زراعة حبوب الكاكاو، من دون استخدام النباتات أو الأشجار المصاحبة.
وأثارت دراسة حديثة في مجلة Agroforestry Systems مخاوف بشأن هذا النهج، قائلة: «إن زراعة المحصول الواحد يمكن أن تكون أقل استدامة مقارنة بزراعة الحبوب بجانب أشجار الظل، وتعزيز التنوع البيولوجي وتحسين الصحة البيئية».
الأرض والمال؟
قد يكون توسيع نطاق القطاع صعباً أيضاً لأن جزءاً كبيراً من الكاكاو في نيجيريا يزرعه مزارعون صغار.
وأخبر بيتر أوكوندي، وهو مزارع في ولاية أوجون، وكالة فرانس برس أنه «يفتقر إلى رأس المال والأرض لتوسيع مزرعة الكاكاو التي تبلغ مساحتها أربعة هكتارات (10 أفدنة)».
وقال أوكوندي، 49 عاماً: «إن الأرض هي الأداة الرئيسية التي يحتاج إليها المزارعون... والأموال لتطويرها».
لكن جون ألامو، المدير الإداري لمجموعة جونفينتس، قال لشبكة سي إن بي سي إفريقيا هذا الأسبوع: «إن المشكلة ليست مساحة الأرض».
وأشار إلى أن نيجيريا لديها 1.4 مليون هكتار مخصصة لإنتاج الكاكاو، أكثر من 1.1 مليون هكتار في غانا، وقال للإذاعة: «إن هناك حاجة إلى نهج أكثر شمولاً».
وأضاف: «هذه هي الأشياء التي استخدمتها (الحكومات الأخرى) لدعم المزارعين: توفير الشتلات، والتدريب على الممارسات الزراعية الجيدة، والتركيز الحقيقي على الزراعة المستدامة».
وتابع: «هذه هي الأمور الرئيسية التي ستكون مسؤولة عن إعادة نيجيريا إلى موقعها القيادي».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا