حذّر قانونيون وأطباء، السائقين من عدم السيطرة على مشاعر الغضب والعصبية وتقلب المزاج التي قد تصيب البعض أثناء الصيام، بسبب تغير الروتين اليومي والسهر والانقطاع عن الكافيين والتدخين وغير ذلك، ما يورطهم في ارتكاب سلوكيات خطرة مثل القيادة العدوانية أو الدخول في مشاحنات وتوجيه عبارات تهديد وسب وقذف إلى الآخرين، الأمر الذي يعرّضهم للمساءلة القانونية.
وأكّدوا أهمية التحلي بالصبر وممارسة التسامح والتحلي بالأجواء الروحانية للشهر الفضيل، وعدم اتخاذ الصيام عذراً للاعتداء على الآخرين أو ارتكاب المخالفات التي يُعاقب عليها القانون.
وقال المحامي، علي مصبح، إن «بعض الناس يعتقد أن الصيام يولّد مشاعر العصبية والمزاج السيّئ طوال نهار رمضان، ويتقمص دور المهاجم والمتشاجر والسباب، خصوصاً أثناء قيادة المركبة على الطرقات، وأثناء فترة الذروة خلال رحلة الذهاب إلى العمل أو الرجوع إلى البيت، ولكن في الواقع الصيام ليس كذلك، فلو انشغل السائق بالذكر أو سماع القرآن أو الأحاديث لما وصلت عصبيته إلى هذه المرحلة».
وحذّر مصبح من «عدم سيطرة بعض السائقين على مشاعر الغضب التي قد تتملكه، إذ قد تدفعه إلى ارتكاب جرائم يُعاقب عليها القانون، وعلى سبيل المثال وليس الحصر، قيادة المركبة بسرعة جنونية أو بطيش وتهور معرضاً حياة الآخرين للخطر، وما يترتب عليه من غرامات مرورية وحجز المركبة، كذلك يمكن أن يتسبب في حادث مروري يؤدي إلى إصابات بليغة بالآخرين قد يُعاقب بها بالحبس والغرامة».
كما حذّر من تقلب مزاج وعصبية بعض السائقين أثناء القيادة في نهار رمضان، إذ قد يورطه ذلك في ارتكاب جرائم مثل السب والشتم بحق الآخرين، أو قد يتطوّر الجدال مع الآخرين بسبب أمور بسيطة، إلى مشاجرة يترتب عليها إصابات قد تكون بليغة، وينتهي به المطاف إلى الحبس بسبب عصبية لا مبرر لها.. فقط لأنه صائم.
وأكّد مصبح أهمية عدم أخذ الصيام عذراً لارتكاب الجرائم، وهو بريء منها، وعلى السائقين التذكر دائماً أن رمضان شهر الرحمة والتسامح والتغافل عن أذى الآخرين، وبما أن من قواعد الصيام الامتناع عن الأكل والشرب، كذلك هو الامتناع عن أذى الآخرين الذي قد يؤدي إلى جرح صيامه أو إبطال صيامه بالقول أو الفعل.
وتابع: «يجب أن نستقبل شهر رمضان بتغيير سلوكياتنا إلى الأفضل والأحسن، لأن الصيام أخلاق بكل معانيه وتربية لكل شخص مسلم، وحتى لا يسيء غير المسلم الفهم بمعنى الصيام، فيجب أن نكون مثالاً للشخص الصائم المسلم التقي النقي».
وخلص أطباء مختصون إلى مجموعة من الأسباب الرئيسة وراء تغيّر سلوكيات بعض الأشخاص خلال شهر رمضان، ومنها تغيّر عاداتهم بالسهر وقلة النوم، والتدخين طوال الليل، ثم الذهاب إلى العمل، ما يجعلهم طوال نهار رمضان وحتى موعد الإفطار متوترين وفي حالة مزاجية متقلبة وعصبية، ولا يتحملون النقاش مع أي شخص، وتظهر هذه المشكلة بشكل رئيس عندما يكون الشخص من المدخنين، أو ممن اعتادوا شرب المنبهات في النهار، في المقابل هناك أناس كثيرون قادرون على ضبط سلوكياتهم وانفعالاتهم خلال شهر رمضان، وتوزيع أوقاتهم بين العبادة والحصول على قسط كافٍ من النوم.
وأرجع استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل السجواني، أسباب مشاعر العصبية والغضب التي قد تصيب بعض الأفراد أثناء الصيام، إلى عوامل عدة منها، تعودهم المسبق على منبهات الكافيين مثل الشاي والقهوة، وامتناعهم عنها بشكل مفاجئ عند دخول شهر رمضان المبارك، ما يصيبهم بنوع من العصبية ويظهر ذلك بوضوح من خلال سلوكياتهم أثناء قيادة المركبة في نهار رمضان.
وأرجع مشاعر العصبية والغضب التي قد تصيب بعض الصائمين إلى عوامل أخرى، مثل العطش الذي قد يفقد الشخص القدرة على التحكم في أعصابه في موقف ما، مؤكداً أن الحل دائماً هو تقليل السهر والتحلي بالتسامح والصفات الروحانية التي يتسم بها الشهر الكريم.
ولفت إلى أن هناك بعض الأشخاص يعتقدون أنه يجب عليهم الوصول إلى المنزل قبل أذان المغرب في رمضان، وبأي طريقة كانت، فنجد الفرد يقود مركبته بسرعة زائدة أو بتهور من أجل اللحاق بموعد الإفطار، ما قد يورطه في حوادث مرورية جسيمة وتعريض حياة الآخرين للخطر، لذا من الأهمية أن يتعامل السائق في الفترة التي تسبق الأذان بحكمة، وأنه يمكن أن يفطر على الطريق وداخل المركبة، إلى أن يصل بالسلامة إلى منزله من دون أن يعرض نفسه أو الآخرين للخطر.
من جانبه، أكد المستشار القانوني، يوسف الشريف، أن البعض يتخذ من الصيام ذريعة للانفعال، رغم أن شهر رمضان هو موسم الأخلاق وتكثيف العبادات، التي تساعد الإنسان على تهذيب النفس وإظهار الأخلاق الحميدة، وتقويم السلوكيات وتعزيز أواصر المحبة والوئام بين الأفراد.
وأكّد أن تغير العادات اليومية لدى البعض خلال فترة الصيام، يجعله حاداً في مواجهة الآخرين، ومتأهباً للشجار والتفوه بعبارات انفعالية، ومنها عبارة «لا تخليني أفطر عليك»، أو «بكسر راسك»، وهو غير مدرك للعواقب القانونية المترتبة على ذلك، والتي قد يعاقب عليها وفقاً للقانون بتهمة التهديد.
وأشار إلى أن هؤلاء الأشخاص يكونون في حالة مزاجية متوترة وعصبية، ويتشاجرون مع من حولهم، سواء في المواصلات العامة أو أثناء قيادة المركبة، أو في العمل، أو حتى في المنزل مع زوجاتهم وأولادهم، ما يسبب الضرر والأذى النفسي للآخرين، بسبب ما يتلفظون به من عبارات مستهجنة.
ونبه الشريف إلى أهمية أن يضبط الأفراد سلوكياتهم وانفعالاتهم أثناء الصيام، وأن يُدركوا أن قوانين الدولة لا تعذر صائماً عندما يعتدي على الآخرين بالكلمة أو غيرها، أو في حالة مخالفته للقوانين والتعليمات، ومنها قانون السير والمرور.
وسجلت إدارات المرور على مستوى الدولة حوادث جسيمة، وقعت خلال شهور رمضان الماضية، خلّفت إصابات ووفيات، ووفقاً لتقارير هذه الحوادث فإن السائقين كانوا يقودون سياراتهم بطريقة متهورة وعدوانية، وارتكبوا مخالفات جسيمة كالسرعة الزائدة، وعدم ترك المسافة الآمنة بين المركبات، والتجاوز بطريقة خطرة، وعدم الالتزام بخط السير الإلزامي.
ومن واقع إحصاءات وزارة الداخلية، تسبب سائقون، خلال الأسبوع الأول من رمضان 2017، في وفاة ثمانية أشخاص، وإصابة 66 آخرين في 48 حادثاً مرورياً على مستوى الدولة، كما توفي ستة أشخاص وأصيب أربعة بإصابات بليغة في 21 حادثاً بأبوظبي، خلال الأسبوع الأول من رمضان 2016، وتنوّعت بين حوادث صدم ودهس وتدهور، إضافة إلى تحرير 21 ألفاً و590 مخالفة، وسجلت الأيام العشرة الأولى من رمضان 2022، وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة 34 آخرين، في 47 حادثاً مرورياً، في دبي، في حين سجلت خلال الفترة نفسها من عام 2021 وفاة شخص وإصابة 23 آخرين من إجمالي 29 حادثاً مرورياً.
«قيادة آمنة»
أكّدت قيادات شرطية أهمية أخذ الحيطة والانتباه أثناء القيادة في شهر رمضان، والالتزام بقوانين السير والمرور لتجنب الحوادث المرورية، وما تخلّفه من خسائر مادية وبشرية.
ودعوا السائقين، خصوصاً قبل أذان المغرب، إلى ضرورة القيادة بتأنٍّ، وعدم السرعة لإدراك الإفطار، وربط حزام الأمان، وعدم استخدام الهاتف أثناء القيادة، والانتباه لعدم تجاوز الإشارات الضوئية، واستخدام الإشارات الجانبية، والانتباه قبل الانعطاف يميناً أو يساراً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.