كتبت سماح لبيب

التقط تلسكوب هابل الفضائى التابع لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية صورة مذهلة لسحابة العنكبوت التي  تظهر مشهدًا كونيًا مليئًا بالغاز والغبار، حيث تقع هذه السحابة على بعد حوالي 160.000 سنة ضوئية فى سحابة ماجلان الكبرى ، وهي معروفة بأنها واحدة من أكثر مناطق تكوين النجوم نشاطًا في الكون.

وتكشف الصورة عن طبقات معقدة من سحب الغبار، مع تكوينات حمراء داكنة تحجب الضوء وعناقيد كثيفة تبدو سوداء تقريبًا ، وتمتد السحب الشاحبة الرقيقة عبر المشهد، تشبه الدخان المتلألئ عبر الفضاء، بينما تظهر عدد لاحصر له من النجوم بظلال من اللون الأزرق والأرجواني والأحمر، مما يعكس أعماقها المتنوعة داخل السحابة.

ويتكون الغبار الكونى من جزيئات قائمة على الكربون أو سيليكات تحتوي على السيليكون والأكسجين، و تلعب هذه الجسيمات على الرغم من صغر حجمها دورًا حاسمًا فى العمليات السماوية.

و وجد الباحثون، أن الغبار الكونى له دور فعال فى تكوين النجوم والكواكب، وتتجمع حبيبات الغبار فى الأقراص الكوكبية الأولية حول النجوم الصغيرة تدريجيًا معًا، لتشكل أجسامًا أكبر تتطور فى النهاية إلى كواكب.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد الغبار فى تبريد سحب الغاز بين النجوم، مما يسمح لها بالتكاثف وتكوين نجوم جديدة ، ويساهم وجود الغبار أيضًا في تكوين الجزيئات، حيث يعمل كوسيط لترابط الذرات في المساحة الشاسعة من الفضاء.

وتظل سحابة العنكبوت بمثابة نقطة محورية لعلماء الفلك الذين يدرسون تطور النجوم وديناميكيات الغبار الكونى، ومع ظهور بيانات جديدة، يهدف العلماء إلى الكشف عن مزيد من التفاصيل حول بنيتها والدور الأساسى الذى يلعبه الغبار فى تشكيل المجرات، وتساهم مثل هذه الملاحظات في فهم أوسع لطبيعة الكون المعقدة والمتغيرة باستمرار.