أكد السفير خالد بحاح، سفير اليمن لدى القاهرة، مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن انعقاد القمة العربية الطارئة المقررة في الـ4 من مارس المقبل بالقاهرة، يأتي في توقيت دقيق وحاسم حيث تعيش المنطقة ظروفاً استثنائية بعد الحرب التدميرية التي قادتها دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

يضيف السفير اليمنى ، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إنها قمة "التحدي والتضامن العربي" ضد الصلف الإسرائيلي المدعوم غربياً ضد قضيتنا المركزية التي كانت في صدارة المشهد السياسي العربي خلال العقود الثمانية الماضية، ولطالما عشنا موجات من الصراع العربي الإسرائيلي وموجات من الحروب التدميرية المجازر البشعة التي نفذها جيش الاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني وفي لبنان وسوريا، لكن ما حدث العام الماضي في غزة كان استثنائياً بكل مقاييس الجرائم التي تعرضت لها البشرية؛ فهناك أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني في غزة ، فما حدث هو بكل المقاييس "جريمة إبادة جماعية" غير مسبوقة، ولم إضافة إلى دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من غزة في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية انعقاد القمة العربية الطارئة لتوحيد الموقف العربي تجاه هذه الدعوات.

ويشير السفير اليمنى، إلى دور مصر المحورى في غزة، قائلاً "لقد كانت مصر وستظل الحامل العربي الرئيسي للقضية الفلسطينية، بما تمثله غزة من عمق جغرافي لمصر وجزء مهم من أمنها الأمن القومى؛ مضيفاً أن مصر هي خاصرة الوطن العربي والكبير الذي لطالما قاد قضاياه وتحمل الكثير مقابل ذلك، ولهذا تظل مسئولية الكبير دوماً كبيرة وهذا ما اعتدناه من مصر.

واستطرد السفير اليمنى، قائلاً: خلال الفترة الماضية وبالتزامن مع أزمة غزة ظهر الدور المصري جليا سواء على الصعيد الإنسانى من خلال تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلىا لقطاع واستقبال الجرحي لتلقى العلاج في مستشفياتها وأيضا استقبال كبار السن ذوى الحالات الحرجة، إضافة إلى دورها المحورى على الصعيد السياسى في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بالتعاون مع الأشقاء في قطر، ولا يمكن لأي دبلوماسي أو سياسي عربي إلا أن يكون شاهداً على تحركات الدبلوماسية المصرية خلال الفترة الماضية من اقاصي العالم إلى أقاصيه لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وعلى صعيد متصل ، شدد سفير اليمن ـ فى تصريحاته الخاصة ـ على موقف بلاده الداعم للقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الموقف يأتي في إطار الموقف العربي الموحد من قضية الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه المشروعة بإقامة دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية التي كان اليمن أبرز داعميها، كما شدد على موقف اليمن الرافض لدعوات التهجير القسرى، داعيا إلى دعم الحق الفلسطيني ودعم الخطوات كافة التي تسهم في تحقيق السلام الشامل بالمنطقة.

وتوقع السفير"بحاح"، أن تتمخض القمة المقبلة عن موقف عربي موحد رافض لدعوات التهجير، داعياً لوقف العنف، وداعماً لجهود الوصول إلى اتفاق سلام شامل وفقاً للمبادرة العربية للوصول إلى حل الدولتين، فالقمة تمثل القمة فرصةً حقيقةً لتشكيل هذا الموقف الذى انتظرته شعوبنا طويلاً، إضافة إلى دعم الخطة العربية لإعادة إعمار غزة التي ستكون مصر ركيزتها الأساسية وفقاً لمسئولية دولية تساهم فيها كجزء من تعويض مستحق للشعب الفلسطيني الذي عانى الويلات جراء جرائم الاحتلال، إضافة إلى الاستمرار في دعم السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع وإنهاء ذرائع الاحتلال، وملاحقة مرتكبي جرائم الحرب التي لن تسقط بالتقادم.