محافظات / اليوم السابع

حضور الفنون الصينية القديمة فى فعاليات أيام الشارقة التراثية

الشارقة - محمد حسين

السبت، 22 فبراير 2025 09:40 ص

شهدت الدورة الثانية والعشرون من أيام الشارقة التراثية حضورًا للفنون الصينية التقليدية، من خلال ورش عمل وجلسات ثقافية ألقت الضوء على العمق التاريخي والإبداعي للتراث الفني الصيني، حيث شكلت هذه الفعاليات جزءًا من الجهود الرامية إلى تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب، وإتاحة الفرصة للجمهور لاستكشاف تقنيات فنية نادرة، تجسّد التراث الإنساني العريق.

ونظّمت الإدارة الأكاديمية في معهد الشارقة للتراث ورشة فنية بعنوان “ الرسم التقليدي الصيني”، قدّمها الفنان الصيني يانغ دونغيو، خلالها سلط الضوء على تقنيات الرسم التقليدي التي تجمع بين الحرفية العالية والرمزية العميقة، بما يعكس الإرث الثقافي والفني للصين.

واستخدم الفنان يانغ دونغيو خلال الورشة تقنية “الورق الذهبي المضلع والمرشوش”، التي كانت حكرًا على البلاط الإمبراطوري في القديمة، حيث يتم رش الورق برقائق ذهبية ناعمة مقاومة للماء، مما يجعله مثاليًا لاستخدام الألوان الثقيلة بالفرشاة. كما استعرض تقنية “ثلاثة شب وتسعة أصباغ”، وهي طريقة معقدة لصبغ الأصباغ المعدنية المستخرجة من الأحجار الكريمة، تتطلب عشرات الطبقات من التلوين للوصول إلى النسيج البصري المطلوب، في انعكاس لفخامة الفن التقليدي الصيني.

كما نظّم معهد الشارقة للتراث ورشة أخرى بعنوان “قص الورق التقليدي الصيني والعربي”، قدّمها الفنان الصيني ما جينتساي، الذي استعرض واحدًا من أقدم الفنون الصينية، وهو فن قص الورق متعدد الطبقات، الذي يمتد تاريخه لأكثر من 300 عام.

وتعتمد هذه الحرفة على تقنيات دقيقة، حيث يتم إعداد كل طبقة من ورق الأرز التقليدي يدويًا، باستخدام طرق تشمل القص، القطف، الحفر، والتلوين اليدوي بصبغات مائية ومعدنية. كما أشار الفنان إلى أن الأعمال المؤطرة بالحرير والجينلينغ يمكن أن تدوم أكثر من 1000 عام دون الحاجة إلى شروط تخزين خاصة، مما يجعلها من أطول الفنون عمرًا في العالم.

وفي تعليقه على الورشة، قال الدكتور خالد الشحي، مدير الإدارة الأكاديمية في معهد الشارقة للتراث، إن هذه الفعاليات تمثل فرصة فريدة لتعريف الجمهور بتقنيات تراثية تجمع بين الحرفية والإبداع، وتعزز التفاعل الثقافي بين الشعوب، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام المهتمين بالفنون التقليدية.

لم يقتصر الحضور الصيني في أيام الشارقة التراثية على الجوانب الفنية، بل امتد إلى المقهى الثقافي، حيث عُقدت جلسة حوارية بعنوان “التراث الصيني وحمايته وإرثه في الوقت الحاضر”، استضافت البروفيسور خليل لوه لين، عميد كلية دراسات الشرق الأوسط في جامعة اللغات والثقافة ببكين، وأدارها الدكتور مني بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر في المعهد.

تناول لوه لين أبرز الجهود الصينية في حفظ التراث الثقافي، مشيرًا إلى أن الصين أدرجت 59 موقعًا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي خلال عام 2024، بما في ذلك مواقع ثقافية شهيرة مثل المدينة المحرمة وسور الصين العظيم. كما تصدّرت الصين قائمة التراث الثقافي غير المادي عالميًا، بإدراج 44 عنصرًا ضمن القائمة الأممية، مما يعكس التزامها العميق بحماية الإرث الإنساني.

كما ناقش المتحدث دور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية في حفظ التراث، مؤكدًا أن التقنيات الحديثة لا تمنع الخسائر غير القابلة للإصلاح فحسب، بل توفر أيضًا أدوات متطورة لتحليل وعرض وتوثيق الموروث الثقافي، مما يسهم في ضمان استمرارية التراث الإنساني عبر الأجيال.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا