سياسة / اليوم السابع

نص كلمة النائب العام فى مراسم إطلاق استراتيجية النيابة العامة للتدريب

كتب إبراهيم قاسم - أمنية الموجى

الخميس، 20 فبراير 2025 08:06 م

ألقى المستشار محمد شوقى، النائب العام، كلمة خلال الاحتفالية التى حضرها الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، بمناسبة إطلاق "استراتيجية النيابة العامة للتدريب"، بحضور عدد من الوزراء، وعدد من النــواب العموم العرب، ولفيف من القضـــاة، ورؤســاء الجهات والهيـــئات القضائية.

واستهل النائب العام كلمته بالترحيب برئيس مجلس الوزراء، والوزراء الحضور، والنواب العموم العرب لدول: فلسطين، ومملكة البحرينِ، والسودان، ورئيس محكمة التمييز البحرينية، وقضاة الأجلاء، رؤساء الجهات والهيئات القضائية.

وفى مستهل كلمته، قال النائب العام: قبلَ أن أقفَ أمامَ حضراتِكمُ اليومَ، ناظرًا لهذا المشهدِ المشرقِ، الذى كنتُ أتأملُهُ حُلْمًا وهدفًا، جالَ بخاطرى الوقوفُ والبحثُ عن المسبباتِ الواقعيةِ البعيدةِ، التى أودتْ إلى حدوثِه وجعلِه واقعًا؛ مشيرا إلى أن الرؤيةُ، والتخطيط، والتنفيذ، والمتابعةُ، - من بعدِ توفيقٍ من اللهِ أولًا وأخيرًا، - حتمًا كانوا جانبًا مباشرًا وراءَ ذلك، إلا أن السببَ البعيدَ كان لا بدَّ لهُ أن يكونَ أعمقَ وأسمى من ذلك.

وفى هذا الإطار، أوضح المستشار محمد شوقى أن السبب وراء ذلك أنه من بعدِ رؤيةٍ وقراءةٍ صريحةٍ للمشهدِ العامِ على مدارِ السنواتِ الماضيةِ، واستنباطًا صائبًا كالذى نطبِّقُهُ فى أحكامِنا، كانت الإجابةُ أن السببَ وراءَ ذلكَ كلِّهِ أنَّنا فى مصر، وإنَّنا مصريُّونَ، ذلكَ البلدُ المنيعُ المُحَصَّنُ بلُحمةِ رجالِهِ وتكاتُفِ أبنائِهِ، فكانتْ لهم دولةٌ تغيَّرَتْ حدودُ العالمِ من حولِها، دونَ أن تتغيَّرَ، وماجَتِ الصراعاتُ عليها، دونَ أن تحيدَ أو تميدَ، وَتِدٌ راسخٌ فى جذورِ التاريخِ، ترسمُ هى ملامحَهُ، مهما حاولَ أخفياءُ التدبيرِ أن يُعيدوا رسمَها عبثًا.
وفى السياق نفسه أيضا، أضاف النائب العام : كانتِ الفرصةُ لأبنائِها وبناتِها أن يهنأوا بوطنٍ يُبدِعونَ فيهِ ويُفكِّرونَ، لهم جيشُهم ورجالُ أمنِهم وقضاؤُهم، يَحْرُسُونَ الأرضَ والعِرضَ، ويُمهِّدونَ المجالَ لظروفٍ تسمحُ بالإبداعِ والثقافةِ والعلمِ، فتَحينُ لنا نحنُ الفرصةُ لأن نجتمعَ فى حدثٍ بقيمةِ ما اجتمعنا لأجلِه اليومَ، فهذا هو السببُ الواقعى البعيدُ تأملتُهُ وأردتُ أن أُصارحَ بهِ نفسى وإيَّاكم - كفَضْلٍ كبيرٍ من اللهِ - ومنحةٍ لوطنِنا الغالى مصر، الذى أعيشُ فيهِ إنسانا ومواطنًا، قبلَ أن أكونَ قاضيًا أو نائبًا عامًّا.

واستطرد المستشار النائب العام: ومن ذلكَ المُنْطَلَقِ الإنسانى، لم أستطعْ حينَ كتابةِ كلمتى إلا أن أبوحَ بما يُمليهِ على ضميرى القضائى، - فيما يدورُ حولَنا - من رِدَّةٍ حاصلةٍ على الأعرافِ والمواثيقِ والاتفاقاتِ الدوليةِ، بل وحقوقِ الإنسان البَدَائِيَّةِ، التى اتَّفقتْ عليها الفِطْرَةُ البشريَّةُ، قبلَ أن يبدأَ التشريعُ ويُعْرَفَ القانونُ، فشريعةُ الغابِ لم يسبقْ لها أن تسودَ الأرضَ، إلا فى أزمنةٍ سحيقةٍ تجاوزَتْها البشريَّةُ - دونَ مبالغةٍ - منذُ آلافِ السنينَ، أمَّا البوحُ بالظلمِ، والمجاهرةُ بالجَوْرِ، والترويجُ لتطبيعِ مخالفةِ القانونِ لَهُوَ صدمةٌ تُروِّعُ الآمالَ، وتُهيلُ الثرى على تاريخِ تطوُّرِ الأخلاقِ.

وفى الوقت نفسه، أضاف النائب العام: وإنى أعلمُ تمامَ العلمِ أننى أولًا وأخيرًا قاضٍ، بعيدٌ كلَّ البُعْدِ عن الخوضِ فى شأنٍ قد يظنُّهُ البعضُ خوضًا فى عملٍ سياسى، إلا أن ما تحدَّثتُ عنهُ الآنَ لَهُوَ أمرٌ بعيدٌ كلَّ البُعْدِ عن السياسةِ فى حدِّ ذاتِها، بل هو من أوجبِ موجباتِ الضميرِ القضائى، الذى يجبُ أن يصدعَ بالحقِّ حالَ مُعاداةِ الإنسانيَّةِ، ومخالفةِ القوانينِ والمواثيقِ الدوليَّةِ، فلطالما عُرِفَ القضاءُ على أنَّهُ ضميرُ تلكَ الأمَّةِ التى أوكلَ اللهُ لها قَدَرًا - ليس فقط أن تكونَ حارسةً للسِّلمِ بمحيطِها الإقليمى والقاريِّ-، بل كانَ قدرُها أن تهبَ البشريَّةَ حضارةً وعلمًا، وأن تصونَ للإنسان كرامتَهُ فى شتَّى ربوعِ الأرضِ، ولو حتى بإنصافِ الكلمةِ أو الدَّعوةِ للاصطفافِ خلفَ الحقِّ، كسبيلٍ وحيدٍ لإخمادِ الفتنِ ووأْدِ جرائمِ الحروبِ.

وخلال كلمته، قال النائب العام أيضا: لقد تعلَّمنا من التاريخِ أن أحلكَ فتراتِ البشريَّةِ لم تنقشعْ غُمَّتُها إلا بالكلماتِ والعلمِ، ومن هنا أُعلنُ أن النيابةَ العامةَ المصريَّةَ، بيتَ العلمِ القانونى والقضائى، تضطلعُ بدورِها كمؤسسةٍ مستقلَّةٍ أصيلةٍ من مؤسساتِ الدولةِ، لتنفيذِ مبادرةِ فخامةِ الرئيسِ عبدِ الفتاحِ السيسى، رئيسِ الجمهوريةِ، لبناءِ الإنسان المصرى، وفقًا لرؤيةِ مصرَ 2030، التى نسعى بإصرارٍ ودَأَبٍ على مواكبةِ خُطاها - كلٌّ فى موقعِه.

وفيما يتعلق بالجهود التى تمت فى هذا الشأن، أوضح المستشار محمد شوقى أنه ما كانَ منَّا على مدارِ الأشهرِ الماضيةِ إلا التحضيرَ والسعى الجادَّ لإطلاقِ مبادرةِ اليومِ بعنوانِ "استراتيجيةُ النيابةِ العامةِ للتدريبِ 2025 - 2030"، بحضورِ صفوةٍ من رجالِ وسيداتِ مصرَ، ونخبةٍ من الأشقاءِ العربِ، وقاماتٍ علميَّةٍ، وطلابٍ دوليِّينَ، حاملينَ على كوأهلهم عاتقَ المشاركةِ والإسهامِ فى أى عملٍ أو مبادرةٍ ترمى إلى رفعةِ الأوطانِ وازدهارِ العلمِ وإعلاءِ القيمِ الإنسانيَّةِ.

واختتم النائب العام كلمته بالإشارة إلى أن سيادته يتوجه بهذه الكلمة إلى ضمائرِ العالمِ الحيَّةِ، قاضيًا متحيِّزًا للحقِّ، - عسى أن يريدَ اللهُ أن تَقْرَعَ كلماتُنا آذانَهم -، لعلَّهم يتدبَّرونَ قائلا: "افسحوا مجالًا للتكاملِ والعلمِ والثقافةِ، ولا تُرْجِعُوا بالإنسانيَّةِ إلى الوراءِ، كونوا دعاةَ علمٍ وسلامٍ، واسعَوا لمثلِ ما نسعى لهُ اليومَ تعليمٍ، وتدريبٍ، وتكاملٍ، وتطوُّرٍ، وأهدافٍ استراتيجيَّةٍ مستنيرةٍ، سأتركُ المجالَ لاستعراضِها... بمعرفةِ أحدِ كوادرِ النيابةِ العامةِ المُضيئةِ"، مكررا الشكر لرئيس مجلس الوزراء، والضيوف الحضور، كما عبر عن اعتزازه وخالصَ مودَّته بتشريفِهم احتفالية إطلاق استراتيجية النيابة العامة للتدريب.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا