عرب وعالم / السعودية / عكاظ

(ساهر).. مُقترحات نحو ٍ أفضل

شكّل نظام (ساهر) نقطة تحوّل فارقة في الالتزام بالأنظمة المرورية، وتغيّرت معه سلوكيات قائدي السيارات في المملكة، ومع إطلاق رؤية (٢٠٣٠) وبرامج التحول الرقمي والحزم في الأنظمة ارتقى نظام (ساهر) إلى مستويات متقدمة في الضبط والانتشار، مما انعكس على رفع السلامة المرورية في طرق وشوارع مدن المملكة ومحافظاتها، وانخفاض الحوادث المرورية بنسبة كبيرة، لكن على الجانب الآخر تسبّب هذا النظام في زيادة رصد المخالفات على قائدي السيارات، ونسبة من هذه المخالفات يمكن وصفها بمخالفات (الغَفْلة) الناتجة ليس عن تهوّر أو تعمّد لارتكاب المخالفات بقدر ماهي تجاوُز يسير ناتج -في جزء منه- عن في النظام، فنظام (ساهر) مثله مثل أي نظام آخر يحتاج بين الفينة والأخرى إلى المراجعة والتقييم والتطوير، فالهدف من (ساهر) ليس تحصيل الأموال وإنّما «تحسين مستوى السلامة المرورية، والسعي إلى إيجاد بيئة مرورية آمنة»، كما تؤكد ذلك الإدارة العامة للمرور في موقعها الإلكتروني.

ولا أشك أن المسؤولين في الإدارة العامة للمرور حريصون على أن يكون الالتزام والانضباط في قيادة السيارات ومراعاة اشتراطات السلامة جزءًا من ثقافة المواطن والمقيم في المملكة، فالسعودية أصبحت الآن أُنموذجًا في الكثير من المجالات وليس بعيدًا أن تكون أيضًا أُنموذجًا في القيادة الآمنة.

هذه مقترحات تتعلق بنظام (ساهر) أرجو أن تحظى باهتمام مسؤولي المرور سعيًا إلى الارتقاء بمستوى السلامة المرورية ورفع الالتزام بقيادة السيارات في طرق المملكة وشوارعها:

(١) زيادة اللوحات الإرشادية الموضَّح فيها الحد الأعلى للسرعة في الطرق والشوارع داخل المدن والمحافظات، فالمُلاحظ أن بعض الشوارع والطرق ليس فيها إلا لوحة أو لوحتان في بداية الطريق، وقد تكون متوارية عن الأنظار وغير واضحة، ومع ضغوط الحياة يصعب على السائق/‏ة التركيز الدائم على البحث عن اللوحات الموضّح فيها الحد الأعلى للسرعة، وبالتالي يقع في تجاوز السرعة الخفيف ومن ثم تسجيل مخالفة، فكثير من قائدي السيارات يحرص على عدم تجاوز السرعة والالتزام بالحد المسموح، لكن أحيانًا وبسبب قلة اللوحات الإرشادية عن حد السرعة يغفل قائد/‏ة السيارة فيزيد على حد السرعة قليلًا فيصحُو على صدمة ضوء (ساهر).

هنا ومن مبدأ الإنصاف ينبغي زيادة اللوحات الإرشادية وإبرازها لقائدي المركبات، ويمكن استخدام أعمدة الإنارة في جوانب الطريق ووسطه لوضع لوحات عادية وأخرى مُضاءة موضّحًا فيها حد السرعة، كما يمكن استخدام أعمدة إشارات المرور الضوئية في التقاطعات.

(٢) إعادة تقييم مستويات السرعة في الشوارع الرئيسة والطرق داخل المدن والنظر في رفع حد السرعة في بعض الطرق، فهناك تباين في مستويات السرعة بين شوارع وطرق متشابهة في المدينة أو المحافظة نفسها، فأحيانًا يتفاجأ قائد المركبة بأن حد السرعة في طريق ما منخفض مقارنة بطريق مثله في جهة أخرى من المدينة أو المحافظة.

(٣) تكثيف التوعية المرورية قبل إدراج مخالفة جديدة في ساهر، فهناك عدد من المخالفات التي تُقرّ ويُعمل بها وتدرج ضمن المخالفات المرصودة عبر (ساهر) دون أن يسبقها توعية كافية وواسعة، وحبّذا لو نفّذَ المرور فترة تطبيق تجريبية (٦ أشهر، أو سنة) لأي مخالفة جديدة، بحيث تُرصد المخالفة وتصل رسالة لقائد المركبة دون أن تُسجَّل غرامة، وهذا المقترح ينطبق أيضًا على جميع المخالفات بما فيها تلك التي تُرصد عن طريق المرور مثل عدم استخدام إشارة الانعطاف، وعدم الالتزام بالمسار، وعدم ترك مسافة عن المركبة التي أمامك ونحوها من المخالفات، فهذه المخالفات تحتاج توعية مكثفة وفترة من الوقت لكي يلتزم بها قائدو المركبات.

وأخيرًا من المهم الإشادة بالإدارة العامة للمرور التي تُعد من أنشط الجهات الحكومية في مسايرة التطورات التقنية واستخدام الذكاء الاصطناعي.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا