في يوم عيد الحب، رحل مخترع النوتيلا، فرانشيسكو ريفيلا، الكيميائي الإيطالي الذي ارتبط اسمه بشركة فيريرو ومنتجها الأشهر نوتيلا، توفي عن عمر 97 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً كبيراً في عالم صناعة الحلويات.

فرانشيسكو ريفيلا، الذي عرف بـ "أبو النوتيلا"، كان جزءاً من رحلة التحول التي شهدتها صناعة الحلويات في العالم، من خلال ابتكاراته التي أسهمت في جعل نوتيلا إحدى العلامات التجارية العالمية.

بداية مسيرة فرانشيسكو ريفيلا مع فيريرو

انضم فرانشيسكو ريفيلا إلى شركة فيريرو في عام 1952، عندما كانت الشركة لا تزال صغيرة في بلدة ألبا شمال إيطاليا، في ذلك الوقت، كانت فيريرو بعيدة عن أن تصبح ما هي عليه اليوم، حيث كانت لا تزال تتعامل مع العديد من الابتكارات الصغيرة في صناعة الحلويات.

بدأ ريفيلا في الشركة ككيميائي، حيث كان دوره الأساسي في دراسة وتحليل المواد الخام التي تُستخدم في صناعة المنتجات، وهو ما قاده إلى إحداث تغييرات جوهرية في طريقة تطوير المنتجات.

دور ريفيلا في تطوير نوتيلا

في عام 1964، قدم ريفيلا مساهمته الأبرز عندما ساعد في تحويل "سوبر كريما" إلى منتج نوتيلا الذي نعرفه اليوم، نوتيلا، التي ابتكر اسمها من دمج كلمتي "نوت" التي تعني البندق و"إيلا" التي تعكس الاسم الإيطالي، أصبحت واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم.

في مرحلة مبكرة، كان المنتج يحمل اسم "سوبر كريما"، ولكن بسبب قيود في السوق الإيطالي، كان لا بد من تغييره إلى الاسم الذي نعرفه اليوم، نوتيلا، وكان ريفيلا جزءاً من الفريق الذي عمل على هذا التحول، وكان مسؤولاً عن تطوير مزيج النوتيلا الذي يعتمد على البندق والشوكولاتة.

ريفيلا ومنتجات أخرى مع فيريرو

إلى جانب نوتيلا، كان ريفيلا أيضاً جزءاً من الفريق الذي أسهم في تطوير منتجات أخرى شهيرة، مثل "مون شيري" و"كيندر شوكولاته"، كان ريفيلا يعمل على تحسين الصيغ الكيميائية لتلك المنتجات، وكان له دور أساسي في اختيار المكونات المثالية التي تجعل كل منتج فريداً.

مع مرور الوقت، أصبح ريفيلا يعرف في الأوساط العلمية والصناعية باعتباره خبيراً رائداً في مجال الكيمياء الغذائية، وبينما استمر في تطوير المكونات المختلفة، كان دوره أيضاً يتضمن توجيه الشركة نحو معايير عالية في الجودة، وبفضل جهوده، توسعت فيريرو بسرعة لتصبح واحدة من أكبر شركات صناعة الحلويات في العالم.

منذ ذلك الوقت، أصبح إنتاج نوتيلا جزءاً أساسياً من شركة فيريرو التي توسعت لتصل إلى أكثر من 170 دولة. ويُنتج سنوياً نحو 500,000 طن من نوتيلا. لا يُعد هذا المنتج مجرد مكون غذائي بل أصبح رمزاً ثقافياً في العديد من البلدان، حيث يحرص العديد من المستهلكين على تناوله كجزء من وجباتهم اليومية.

ومع ذلك، ظل المنتج محاطاً ببعض الجدل البيئي، لا سيما بسبب استخدام زيت النخيل في صناعته، ورغم الادعاءات التي تقول إن فيريرو تستخدم زيت النخيل المستدام، استمرت الانتقادات بسبب ارتباط هذا المكون بإزالة الغابات.

الجنازة والوداع الأخير

أعلن أبناء فرانشيسكو ريفيلا عن وفاته يوم 14 فبراير، وأقيمت مراسم جنازته في كاتدرائية سان لورنزو في بلدته ألبا، في تلك اللحظات الحزينة، قدّم العديد من الأشخاص تعازيهم لأسرته، بما في ذلك نادي روتاري في ألبا الذي وصفه بأنه "شخصية لا تعوّض"، كما أشاروا إلى أنه كان "صديقاً عزيزاً" و"شخصاً مهماً في تاريخ النادي".