تعددت قضايا وموضوعات مقالات الصحف السعودية اليوم، حيث يناقش كاتب الأهمية الكبرى لقرار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء القاضي بالتزام طلاب التعليم العام ارتداء الزي الوطني، وفي مقال آخر يطرح كاتب ثانٍ فكرة جعل الدراسة أربعة أيام مع الاستفادة بيوم الخميس للأنشطة والهوايات وتدريب المعلمين، وفي مقال أخير تكشف كاتبة السر وراء اختيار الرئيس السوري أحمد الشرع المملكة لتكون محطته الأولى.

في مقاله "تعزيز الهوية الوطنية" بافتتاحية صحيفة "الرياض"، يناقش الكاتب الصحفي خالد الربيش الأبعاد الوطنية لقرار صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء القاضي بالتزام طلاب التعليم العام ارتداء الزي الوطني بمكوناته (الثوب والشماغ أو الغترة) داخل مدارس المملكة، مؤكدًا أن القرار يأتي في إطار اهتمام رؤية 2030 بتعزيز الهوية السعودية، وإبرازها وتسويقها ورفع اعتزاز المواطنين بها.

ويقول "الربيش": "القرار يعكس اهتمام سمو ولي العهد بموضوع إبراز الهوية الوطنية، وهذا الاهتمام ينبع من اعتزاز سموه بأصالة الموروث الوطني، وضرورة المُحافظة عليه، وتعريف العالم به، وما يتميز به من غنى حضاري وثقافي، يؤكد عمق ارتباط الهوية السعودية بأرض الجزيرة العربية، وتبرز أهمية ترسيخ الهوية الوطنية لدى الناشئة وصغار السن من خلال تعزيز ارتباطهم بوطنهم، باعتبار ذلك إحدى الوسائل الرامية لحمايتهم وتحصينهم ضد أي مُهددات أو مشروعات تسعى لتمييعها أو تذويبها".

وفي قضية أخرى مرتبطة بالتعليم، يطرح الكاتب الصحفي عادل الحربي، فكرة منح الطلاب إجازة يوم الخميس، وفي مقاله "إجازة يوم الخميس للطلاب" بصحيفة "الرياض"، يعدد "الحربي" طرق ووسائل استغلال يوم الخميس، ويقول : "إن هذه الخطوة قد تفتح المجال لفرص أخرى، مثل استخدامه (عن بعد) لتسليم الواجبات المدرسية، دروس التقوية، وقد يفتح أمام الطلاب آفاقًا جديدة لاكتشاف مهاراتهم وتوجهاتهم؛ فالطالب الذي يمتلك مساحة زمنية أكبر قد يجد الفرصة لتطوير مواهبه، سواء في المجالات العلمية والتقنية أو الفنية أو الرياضية، بالإضافة إلى إمكانية أن يكون هذا اليوم مخصصًا للمعلمين من أجل التدريب والتطوير المهني، وإعداد الدروس، مما يعزز كفاءة العملية التعليمية دون المساس بوقت الطلاب".

وينهي "الحربي" قائلاً : "إن الانتقال إلى نموذج دراسي بأربعة أيام ليس مجرد فكرة لمواجهة ظاهرة الغياب يوم الخميس، بل هو مقترح يحمل العديد من الفوائد التعليمية والتربوية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية، ومع وجود تجارب عالمية، فإن دراسة هذه التجارب وتقييم مدى ملاءمتها لواقعنا التعليمي ومتطلبات المرحلة ستكون خطوة تستحق الاهتمام والبحث".

وفي شأن عربي، تكشف الكاتبة والمحللة أمل عبد العزيز الهزاني، سبب اختيار الرئيس السوري أحمد الشرع، الرياض لتكون وجهته الأولى، وفي مقالها "الرياض تحتضن دمشق" بصحيفة "الشرق الأوسط"، تقدم "الهزاني" موجزًا تاريخيًا لعلاقة المملكة بسوريا، وتقول : "هذا الموجز التاريخي هو أحد أهم الأسباب التي جعلت من الرياض الخيار الأول لزيارة أحمد الشرع؛ السعودية لا تملك أجندات، ولا تطمح للسيادة على أراضي الغير، أو معتقداتهم، أو تأسيس أحزاب وفصائل، أو الدفع بهذا الاتجاه. أعلى اهتمامات المملكة في هذه المرحلة من عمر الدولة السورية الجديدة هو الأمن، الأمن سبب ونتيجة، سبب للاستقرار والرخاء، ونتيجة لهما. والحقيقة أنه العامل الأصعب، لأن سوريا لم تخلُ حتى اليوم من المرتزقة، وفلول النظام القديم، وبقايا الفصائل المسلحة سواء السنية أو الشيعية، وكل هؤلاء سيشكلون تحديًا أمنيًا للرئيس الجديد. كلما كانت سوريا آمنة، ارتفعت فرص التغيير الإيجابي والجنوح تجاه الحياة الطبيعية، حتى مع كل العراقيل الاقتصادية التي تأتي في آخر قائمة ما يقلق السعودية".

وتضيف "الهزاني" قائلة : "الرئيس أحمد الشرع، فطين، حاد الذكاء، مدرك لواقع المرحلة وتوازن القوى، والسعودية بالنسبة إليه قوة سياسية بأبعاد متعددة؛ دبلوماسيتها العالية مع الدول الغربية التي يحتاج إلى اعتراف منها بشرعيته أولاً، ثم رفع العقوبات عن بلده، ودبلوماسيتها كذلك من خلال منع تدخل بعض الدول الطامحة لأن يكون لها تأثير في المستقبل السوري أو تغيير موازين القوى الحزبية في الداخل.