عقارات / متر مربع

الإعلامية نهاد حديني تكتب عن عقدة الفقد

الإعلامية نهاد حديني تكتب عن عقدة الفقد

لا أنسى هذه اللحظة وأمي، تلك السيدة الصعيدية الطيبة، تنظف شرفة منزلنا المطلة على الطريق في بلدتنا. وكل من يذهب إلى عمله ترد عليه السلام: “يصبحك بالخير يا خويا”. ويذهب هو في طريقه وتبقى هي صامتة، صمتًا يعادل حزنها بفقد توأمها التي توفيت فجأة دون سابق مرض .
صمت يعانق ذهولي بكل ما يحدث.. صمت ولدت معه فكرة وإحساس الفقد والغياب.. لا أدري ما الذي جعلني أهاب الفقد بكل ما تعنيه الكلمة، فقد الأشخاص، فقد الأماكن، فقد الحب..

 

حتى أنني احيانا أفتقد الألم من الجرح الذي يسببه البعض لنا، سواء بوعي أو حتى بدون وعي، هذه العقدة “التروما”، التي تشكل وعيًا انتقاميًا طوال الوقت من كل من يقترب منا رغم أنه قد يكون اقترابًا محملًا بمشاعر حب أو ربما نشوة، ربما جرح، وهو لا يدري أن كل المشاعر موجودة عندنا .

مشاعر ربما تتماس وتلتقي مع مشاعره في نفس اللحظة. وكلما يبتعد نجذبه لنا بسبب هذه العقدة “التروما”. وعلى سبيل المثال، ردة الفعل الطبيعية من الجسم والعقل التي تحدث لحمايتك من تأثير الصدمة. إذا واجهتك صعوبة في تقبل الحدث، فقد تكون ردة فعلك هي الإنكار للتعامل مع تلك العواطف أو الواقع الصعب .

على الرغم من أنّ تأثير الصدمات على الصحة النفسية يكون واضحًا في الفترة الأولى بعد الحدث، إلا أنّنا لا نفهم تمامًا تأثير هذه الصدمات على الدماغ بعد فترة طويلة من حدوثها .

 

إنّ الأفراد الذين لم يُعالجوا صدماتهم القديمة يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بأمراض الدماغ في المستقبل، مثل الخرف، والخرف هو مصطلح يضم مجموعة من الأمراض التي تؤثر في الذاكرة والتفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية، والتي أشهرها ألزهايمر .

والذين تعرضوا للصدمات في وقت مبكر من حياتهم يميلون إلى الانعزال أو الانفصال الذهني عن الأشخاص من حولهم. ويمكن توضيح هذه الفكرة بمثال صغير: فمثلًا، “إذا كنت تتحدث مع شخص ما، ولكنك في الوقت نفسه تفكر في أمر آخر، فمن الواضح أنك لن تكون منتبهًا لكل ما يقوله الشخص، ولذا فإنك إذا سُئلت عن تلك المحادثة، فمن المرجح أن تنسى تفاصيلها”. يمكن أن يؤدي الانفصال الذهني إلى مشاكل كبيرة في الذاكرة .

إن تأثير الصدمات والشدائد التي يعيشها الإنسان في مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن تؤدي إلى تغييراتٍ مدى الحياة تؤثر على طريقة تطور الدماغ. هذه التغييرات تجعل الفرد عرضةً للخرف في منتصف العمر والشيخوخة ايضا .

أظهرت الدراسات أنّ الأفراد الذين يعانون من ضغوط أو صدمات مزمنة لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول، وهو هرمون الإجهاد الذي يمكن أن يُلحق الضرر بالمخ. ومن هنا يمكن القول: سلام الله عليكِ يا أمي وعلى كل من عانى إحساس الفقد .
مقدمة في الهيئة الوطنية للاعلام

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا