دبي: عهود النقبي
استعرضت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، 19 مشروعاً مبتكراً عبر 6 محاور رئيسية، وذلك خلال معرض الصحة العربي في دورته الـ50، وتضمنت هذه المشاريع «خدمات صحة الأسرة»، المنفذة بالشراكة مع الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، بهدف تعزيز الرعاية الأسرية، حيث تقدم حزمة واسعة من الخدمات التي تغطي مختلف مراحل تأسيس الأسرة ونموها، وتشمل الزواج والحمل والولادة ونمو الطفل والتعليم، وتعتمد منصة «أسرتي» على الربط بين الجهات ولا تحتاج أي وثيقة من المتعامل للتقديم على الخدمات.
كما تضمنت مشروع فحوص المقبلين على الزواج، والذي يتضمن الفحص الجيني والذي يعد إلزامياً منذ بداية هذا العام، وهو أحد مشاريع المؤسسة التي تم تنفيذها بالشراكة مع مجلس الإمارات للجينوم بـ 22 مركزاً من مراكز الرعاية الصحية الأولية، استكمالاً للدراسات التجريبية التي تعمل عليها المؤسسة، وتم إجراء الفحص لأكثر من 200 من المقبلين على الزواج، وتحويل الحالات التي تم اكتشاف الأمراض الجينية في نتائجها إلى الأخصائيين المعنيين لمعالجتها.
ويكشف الفحص الجيني عن ما يقارب 570 جيناً لتحديد عدد من الأمراض الوراثية وفرصة انتقالها للأبناء وذلك لتوعية الأزواج وتقديم حلول أو بدائل فيما يخص الإنجاب مستقبلاً.
أما العلاج الجيني أثناء الحمل، هو مشروع استباقي قيد الدراسة يركز على تصحيح الطفرات الجينية بشكل دائم ومباشر عن طريق تعديل الحمض النووي في الكبد، سواء أثناء الحمل أو بعد الولادة بفترة قصيرة، وذلك بالتعاون مع باحثين من مستشفى فيلادلفيا للأطفال، وتم تطبيق التقنية على بعض الأمراض الوراثية الاستقلابية مثل «الفينيل كيتونيا» باستخدام جسيمات نانوية دهنية لتعديل الجينات في مناطق مختلفة من الجسم.
وتتمثل أهمية هذا العلاج في سرعة التحكم في الجينات نظراً لصغر حجم الجنين، وعدم نضج الجهاز المناعي والذي يسهم في التقليل من خطر رفض العلاج، كذلك الخلايا المستهدفة في الجنين والتي تكون أكثر عدداً مقارنة بفترة ما بعد الولادة وتستمر في التكاثر طوال حياة الفرد، ما يجعل النتائج أسرع وأكثر فعالية.
وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، تستكمل المؤسسة سلسلة مشاريعها، حيث تم إطلاق حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي للمعلمات الأصغر سناً ما بين 30 و40 عاماً باستخدام جهاز «بيكسا»، بجهاز استشعار المرونة المحمول والمدعم بالذكاء الاصطناعي، ويستعمل بتركيز الموجات الصوتية للكشف بحساسية عالية، ويعتبر جهازاً مكملاً لجهاز الماموجرام ويمكن الاستفادة منه كفحص أول تُحول بعده المريضة للتصوير الدقيق إذا ما كشف عن وجود ورم أثناء الفحص.
وتقدم المؤسسة ضمن محور «مستقبل الرعاية الصحية» تقنيات ثورية تهدف لإعادة تعريف معايير رعاية الأمراض المزمنة وتعزيز جودة الحياة، ويتضمن هذا المحور مشروعين مبتكرين، هما زراعة القلب الصناعي وزراعة خلايا البنكرياس.
وأكّد الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في المؤسسة، أن المشاركة في معرض ومؤتمر الصحة العربي 2025 تعكس التزامها بتقديم حلول مبتكرة تُحدث فرقاً ملموساً في حياة المرضى، مشيراً إلى أن المشاريع تُعدّ نقلة نوعية في علاج الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الأول.