26 يناير 2025, 9:16 مساءً
بعد أن قضت قرابة الأربعين عامًا تبكي ابنها الوحيد، وتُقبِّل صورته، وتحضن ثلاجة قهوته، وبعد أن جف دمعها، لفظت الجدة شريفة بنت محمد عسيري، التي يتجاوز عمرها المئة عام، أنفاسها الأخيرة أمس؛ ليبكيها المجتمع العسيري بأكمله، وكل من عرف قصتها.
وكانت صحة الجدة قد تدهورت مؤخرًا قبل أن يعلَن وفاتها، وذلك بعد قصة محزنة عاشتها تلك المسنة، وروت تفاصيلها صحف وقنوات تلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
ونشرت "سبق" قصة الفقيدة بتاريخ 28 مارس 2024م بعنوان "بالفيديو.. سعودية تجاوزت الـ100 عام: حكوماتنا طيبة.. وحزني على ابني منذ 30 عامًا.. ما زلت احتفظ بـ(ثلاجة) الشاي وصورته".
وجاء في الخبر: "جسدت الجدة شريفة بنت محمد عسيري، التي يتجاوز عمرها المئة عام، وتعيش في إحدى قرى عسير، حبها لوطنها السعودية بعبارات صادقة نابعة من قلب معمرة، عاشت حقبة زمنية كبيرة، أدركت فيها حياة التعب والشدة، ثم الرخاء والنعيم الذي نعيشه في الوقت الحاضر.
وقالت الجدة شريفة أمس في مقطع لها، ظهرت فيه وهي تتحدث بلهجتها العامية، وصفاء ونقاء سريرتها، اللذين سبر أغوارهما حب هذه المملكة، التي تجاوز عطاؤها حدودها؛ ليمتد إلى أصقاع المعمورة: "أما الآن فتوسعت الدنيا، ودهنت الأرض، ووُضع الأسفلت.. والله يديم الحكومة. لم يحفظنا ويرحمنا إلا هي. حكومتنا ليست مثل حكام العرب، حكومتنا السعودية طيبون ويرحمون".
وختمت حديثها بالدعاء للقيادة الرشيدة بأن يحفظهم الله، ويديمهم، ويبعد عنهم كل شر.
وكان صيت الجدة “شريفة“ قد ذاع بعد انتشار عدد من المقاطع في أوقات سابقة وهي تسرد فيها جوانب من حياتها، إلا أن الحزن كان سيد الموقف؛ إذ لازمها منذ عشرات السنين بعد وفاة ابنها الذي لم تنسه، وهي تعيش معه يوميًّا من خلال “ثلاجة“ كانت تضع له فيها الشاي منذ أن كان صغيرًا عند ذهابه إلى مدرسته الابتدائية إلى أن التحق بالسلك العسكري.
ولم تتوقف عن صنيعها ذلك إلا بعد وفاته قبل 30 عامًا في حادث مروري؛ لتبقى لديها الثلاجة وصورة له، تقوم بمسحها بعد أن تبلل القماش الذي تستخدمه بدموعها، وتزيل به الغبار عن تلك الصورة يوميًّا منذ أن مات -رحمه الله-.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.