الشارقة - «الخليج»
أجرى الأطباء أول عملية جراحية في المملكة المتحدة لإزالة ورم في المخ غير قابل للجراحة سابقاً باستخدام جراحة ثقب المفتاح من خلال تجويف عين المريض، وأصبحت السيدة روفيمبو كافيا، 40 عاماً، أول شخص في المملكة المتحدة تتم إزالة ورم في المخ لديها من الجيب الكهفي، المساحة الموجودة أسفل المخ وخلف العينين، من خلال النوع الجديد الرائد من الجراحة.
وبحسب موقع «الجارديان» البريطانية كان العديد من الأورام في هذا الجزء من المخ تعدّ في السابق غير قابلة للجراحة، أو تتطلب جراحة معقدة تتضمن إزالة جزء كبير من الجمجمة وتحريك المخ، ما قد يؤدي إلى مضاعفات مثل نوبات الصرع.
وكان الجراحون من مستشفيات ليدز التعليمية التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أول من استخدم نهج المنظار الداخلي في المملكة المتحدة في عملية استغرقت ثلاث ساعات فقط.
واستطاعت المريضة أن تنهض وبدأت في المشي في وقت لاحق من نفس اليوم بعد العملية.
تم إجراء الجراحة الآن عدة مرات، ما أعطى الأمل للمرضى في المملكة المتحدة الذين كانت حالات السرطان التي يعانونها غير قابلة للجراحة في السابق.
وتم تشخيص إصابة كافيا بورم سحائي في عام 2023، بعد معاناتها من صداع شديد، وتم العثور على ورم سحائي ثانٍ في أكتوبر من ذلك العام.
وقالت كافيا، التي عادت الآن للعمل كممرضة لإعادة تأهيل السكتة الدماغية: «كانت هذه هي المرة الأولى التي يقومون فيها بهذا الإجراء. لم يكن لديّ خيار للموافقة لأن الألم كان شديداً للغاية، لم أفكر حتى في أنها المرة الأولى، كل ما كنت بحاجة إليه هو إزالته».
وأضافت: «كنت أعاني بعض الصداع، والذي شعرت به وكأنه صدمة كهربائية على وجهي. لم أستطع حتى لمس بشرتي، لم أستطع الأكل، لم أستطع تنظيف أسناني، كان الأمر فظيعاً حقاً».
واستشار الأطباء في بريطانيا خبراء في إسبانيا، وقالوا إنها ستكون مرشحة جيدة لهذه الجراحة الجديدة وأُجريت العملية في فبراير 2024.
وقالت كافيا التي لديها ثلاثة أطفال، إن عائلتها كانت متشككة في الإجراء، وقيل لها إن هناك مخاطرة، وقالت لهم فقط «يجب أن أفعل هذا، إما أن أفعل ذلك أو يستمر الورم في النمو، وربما أموت. هناك مرة أولى لكل شيء. لذلك لا تعرف أبداً، قد تكون هذه أفضل فرصة لي لإجراء العملية».
وأضافت أنها عادت إلى المنزل من المستشفى في غضون أيام، وباستثناء ندبة «صغيرة حقاً»، ورؤية مزدوجة لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، لم تعانِ من أي آثار جانبية.
مارس الخبراء في المستشفى الجراحة عدة مرات، أولاً باستخدام نماذج ثلاثية الأبعاد لرأس كافيا، ثم في مختبر الجثث.
وقال الأطباء: «بهذه الطريقة، لا نلمس الدماغ حتى. إنها منطقة يصعب الوصول إليها، وهذا يسمح بالوصول المباشر دون أي تنازل عن الضغط على الدماغ».
وابتكر الأطباء والجراحين تقنية حيث تم قطع جزء صغير من الجدار الخارجي لمحجر العين للسماح بمزيد من الوصول.