تحتل المملكة العربية السعودية موقعاً جغرافياً إستراتيجياً، وتمثل ثقلاً سياسياً واجتماعياً وثقافياً وفكرياً، ومحوراً اقتصادياً مهماً على كافة الأصعدة والمستويات؛ ولذا دأبت منذ تأسيسها على يد المؤسس - طيّب الله ثراه - على دعم وحدة الصف العربي وتضامنه وتكاتفه في مواجهة الأخطار والتحديات والمتغيرات التي مرت بها المنطقة العربية على مرّ العصور والأزمان، والتعامل مع المنعطفات السياسية المهمة بحكمة وحنكة والتي ألقت بظلالها على معظم دول المنطقة بهدف حماية البيت العربي ودعم قضاياه إقليمياً وعالمياً من خلال سياساتها الداخلية والخارجية؛ سعياً لتعزيز الاستقرار والمصير العربي المشترك عبر أدوار عدة تمثلت في القيادة السياسية والدبلوماسية الفريدة والتي تسعى من خلالها إلى إيجاد الحلول السلمية للنزاعات الإقليمية بهدف دعم الحكومات والشعوب العربية في الحفاظ على مقدراتها البشرية والمادية،
وكما عملت الدبلوماسية السعودية ضمن مظلة الجامعة العربية في توحيد الموقف العربي وتنسيق مواقفه، والدفاع عن مصالح الأعضاء المشتركة على الساحتين الإقليمية والدولية، وانتهاج سياسة التضامن العربي، والتي تجلت في مبادراتها المتعددة في إنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وحقن دماء الأبرياء من المدنيين العُزل، ودعمهم لممارسة حقوقهم المشروعة عبر مؤسساتهم المدنية والسياسية.
كما برز دورها المحوري في دعم الحكومة الشرعية باليمن الشقيق وتوجيه القرار السياسي العالمي نحو ذلك، وتسيير الحملات الإغاثية والعلاجية للشعب اليمني بكافة أطيافه ومحافظاته، وكذلك دعمها للاستقرار الأمني والسياسي بالعراق ومدّ جسور التعاون الاقتصادي والتنموي مع كافة مؤسساته وقطاعاته، ودعم جهوده في مكافحة التطرف والإرهاب.
وامتداداً لجهودها في تعزيز الأمن والاستقرار العربي والإقليمي، حرصت على استضافة أطراف الصراع في السودان، والتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتجنيب السودان مآلات الصراع الحالي، وسعياً لحقن الدماء وإيجاد آلية للحوار بين طرفي الأزمة، وحرصاً على تثبيت الهدنة وتسهيل الأعمال الإنسانية وتقديم الإغاثة العاجلة لتخفيف آثار الأوضاع التي يمر بها الشعب، وإجلاء الرعايا والدبلوماسيين ليصلوا إلى بلدانهم بسلامة ويسر.
واليوم تجسد المملكة العربية السعودية أروع الأمثلة في دعم الجهود الدولية لاستقرار سوريا، ودعم الجهود الرامية لاستقرارها وحل أزمتها السياسية، والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها، وإعادتها إلى المحيط العربي بعد غياب تجاوز الاثني عشر عاماً. وانطلاقاً من روابط الأخوة التي تجمع شعبي المملكة والجمهورية العربية السورية، أطلقت حكومة المملكة جسوراً برية وجوية لإغاثة الشعب السوري وتعزيز مسيرته التنموية القادمة، والإسهام في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتعزيز الجهود القائمة لمكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية المهددة لأمن سوريا وللدول العربية، وتمكين مؤسسات الدولة من الحفاظ على سيادتها على أراضيها وإنهاء التدخلات الخارجية.
وأخيراً.. تتبوأ المملكة العربية السعودية تلك المكانة والمنزلة بين الدول العربية أجمع، فهي قبلة الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين، ومأرز الإيمان، ومنبع السلام، وينبوع الإنسانية، وموطن الحكمة والرأي السديد، ووجهة السياسية العالمية، ومهد العروبة، وموطن الحضارة، حفظها الله تعالى من كل سوء ومكروه.
@mesfer753
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.