فيديو / صحيفة اليوم

بومبوني جيرل


إن سلمنا جدلاً بأن الفتيات يكن في سن طائش و لا يعقلن وقد تخدعهن المظاهر، أو يكويهن الفقر والحاجة وإن لم يكن الفقر يوماً مبررا للغوص في الوحل والعيش في هذا الذل والهوان، فأين عقل ذلك الرجل الناضج!! الذي ما كان ليحقق ثروة لو لم يكن يملك عقلا راجحاً، وإذا قلنا أن حاجة الإنسان للشعور بأنه مازال محبوبا قد تبرح رجاحة العقل ضرباً حتى تغيبها، فأين النخوة والشهامة التي تردعه عن استغلال حاجة فتاة صغيرة بعمر أبنائه أو أحفاده حتى. إنني بصراحة لا أعلم من الجاني أو المجني عليه في تلك العلاقة؟ من المستغل ومن الأناني ؟ فالطرفان مجرمان فهي جنت على كرامتها وعزة نفسها من أجل المال، دون أن تكترث لكونها مجرد أدة للتسلية يسهل استبدالها بغيرها وكأنها قطعة حلوى تلفظ بعد أن تلوكها الألسن، فكما أنها تبحث عن صراف آلي على هيئة رجل يلبي احتياجاتها ليصبح لها شوجر دادي فتتحول من إنسانة وكيان يفرض احترامه على الجميع إلى مجرد بومبوني جيرل، فهو أيضا جنى على نخوته ورجولته من أجل لحظات تافهة وسعادة زائفة، حيث يبحث عن أكسير الشباب الذي يظن أنه يستقيه من تلك الفتاة فلا تظني أنه سيهديك أرق المشاعر أو سوف يحيطك بقلب محب وروح هائمة وعشق جارف بل كل ما يبحث عنه هو أيضا بومبوني جيرل يتباهى بها، والأهم أن الطرفين نسيا دينهما وقتلا الخوف من الله في نفسيهما ونسيا أن الدنيا زائلة.
وفي لا يجب أن ننسى اليد الآثمة والعليا في تلك الكوارث، وهي وسائل التواصل العمياء والإعلام الأسود، الذي لم يصدر لنا من الغرب إلا كل ما يضعف قيمنا ويزعزع ثوابتنا، وإن كان في الغرب يعتبر الموضوع عادي، حيث لا دين يردع خطأ ولا عادات تمنع زلل، كما أن التقاليد السيئة في عالم الغرب المتطور تقضي بأن تطرد الفتيات من بيوت أهلهن ويلقين في الشوارع، لتتكفلن في أنفسهن فيجدن أنفسهن من سن الثامنة عشر، بلا حماية أبوية، وبلا سكن ولا إنفاق فليس أمامهن سوى أن يوفرن بأنفسهن مصاريف الجامعة والسكن والطعام والشراب مما يجعل بعضهن يلجأن « للشوجر دادي» ليوفر لهم احتياجاتهن، ولايأبين بأن يكن مجرد بومبوني جيرل وقد لا يكون هذا عذرا، لكنه احتياج من وجهة نظر غربية، ولكن أنتن يابنات العرب والمسلمين، فقد كرمكن الإسلام بأسرة تحتضن، ومنزل يؤي، وأب ينفق ويحمي، وأم تعطف، فمالذي يجبركن على هدر كرامتكن بهذا الشكل المهين؟
وهنا لا نملك إلا أن نسأل الله الحماية والهداية والستر والشفاء من داء المظاهر، وحب امتلاك كل شيء، الذي بدأ يستشري في مجتمعاتنا حتى بات الكثير منا يظنون أن الثياب والمجوهرات والأحذية، هي من تصنع قيمتهم، فأصبحوا فارغي العقول خاويي المشاعر تافهي التفكير، فهم ينفقون على أجسادهم أكثر مما ينفقون على عقولهم لذلك أصبحت ملابسهم أغلى منهم.
RatroutNahed@

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا