في رحلة الدكتوراه تصادفك مواقف لم تتخيل في يوم أنك تعيشها، وتخوض تجارب مثيرة تطورك، تصقلك، تمتعك، وتبقى تفاصيلها في ذاكرتك، ومن المواقف التي لم تمر مرور الكرام هو دراستي لمقرر الإنتاج الإعلامي الرقمي حيث كنت الطالبة الوحيدة المسجلة بهذا المقرر، قد يبدو غريبًا أن تكون وحيدًا رغم أنه كان لدي الفرصة باستبداله بمقرر آخر إلا أن إصراري على دراسته كان كبيرًا؛ لكونه من الموضوعات التي أجد نفسي فيها وأمارسه بين الحين والآخر بكل شغف.
يعد مفهوم الإنتاج الإعلامي مفهومًا واسعًا وحاضرًا على مر الأزمان، إذ يشمل العديد من الأنواع والأشكال التي تختلف باختلاف الوسائل والأغراض والمضامين التي تعبر عنها، وتنبع أهميته من أهمية الرسالة التي ينقلها للجمهور، ومن أهمية الدور الذي يلعبه في نقل الحقائق ووجهات النظر والقصص والقضايا؛ لإحاطة الرأي العام بكل جديد، وتثقيفهم، وإمتاعهم.
تمتاز صناعة الإنتاج الإعلامي بالديناميكية التي لا تعرف معنى الثبات على رتم واحد، فهي تواكب كل جديد في المجال لتغذية المنتج المقدم بالثراء المعرفي والإبداع الفني للوصول إلى التأثير المأمول وما هو أبعد، ونتيجة للتطورات التكنولوجية الحديثة نهض الإنتاج الإعلامي نهوضًا ملحوظًا من حيث الأفكار، التقنيات، والكوادر البشرية القائمة على ذلك الإنتاج، فمنذ سنوات قليلة كان ذلك حكرًا على القائمين بالاتصال والإعلام، أما عن اليوم فإننا نشهد إقبالًا من الجمهور في صناعة وإنتاج المحتوى الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة بحرفية من جانب وعفوية من جانب آخر.
ويعد الذكاء الاصطناعي من أحدث التطورات التكنولوجية التي أثرت على الإنتاج الإعلامي، إذ أصبح له القدرة على إحداث تغيير جذري في إنتاج الوسائط الإعلامية وتوزيعها واستهلاكها بطريقة مبتكرة، ويتيح أيضًا للمستخدمين صناعة المحتوى على نطاق واسع باستخدام الخوارزميات، بالإضافة إلى كتابة السيناريو، وإنتاج الفيديو، فضلًا عن استخدامه في تحسين جودة الصورة والصوت، الأمر الذي يسهم بتعزيز إنتاج الأعمال الإبداعية، وتكوين تجربة جذابة للمستخدمين، وزيادة كفاءة قدراتهم الإعلامية.
ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذا المجال أرى أن الإنتاج الإعلامي الرقمي أحد أهم المهارات الصاعدة في الوقت الراهن، كما أنه من المهارات التي قد تحظى بتنافسية عالية خاصة أنه يتطلب إبداعًا متفردًا في النص والصورة والصوت؛ لتشكل توليفة مبتكرة على هيئة فيديو تنقل الرسالة بأقل عدد من الثواني تضمن أن المشاهد لا يغادره إلا منتهيًا لا مفرغًا. لذلك، أوصي كل هاوٍ بعدم التوقف عن ممارسة هذه المهارة التي قد تتحول لقيمة اقتصادية مجزية إذا احترفت، بالإضافة إلى التغذية البصرية المستمرة بهذا المجال التي قد تكون محركًا للإلهام، والحرص على التطوير الدائم للذات وتجديد الأدوات من فترة لأخرى، فالساحة اليوم مليئة بالأدوات والتطبيقات التي تسهل عملية الإنتاج، وخلاصة القول: تعلّم، جرّب، حاكي، جدّد، وأضف بصمتك بإبداع.
@ syalaboud
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.