فيديو / صحيفة اليوم

قُضاة البشر


في حوار جميل مع زملاء أعرفهم ولا أعرفهم في أحد المنصات التقنية، طُرح سؤال عام للنقاش عن رأي كل منا في المظهر العام وآدابه أو بالأصح الذوق العام ولكن ليس من منظور إجرائي وقانوني بل من نظرة مجتمعية صرفه، كان الحوار عن نظرة المجتمع لهذا الشخص وليس للعقوبة المقررة تجاهه إن كان مخطئا، فبدأ الكثيرون بالمهاجمة وإطلاق الأحكام والأوصاف على مرتكبي الأفعال أعلاه، بينما جاء آخرون مدافعين رافعين رايات الحرية وأن كل إنسان حر في ما يلبسه ويختاره للظهور أمام الناس ما دام غير مخالف للقانون ولم يتجاوز على غيره.
رد الفريق المهاجم أن التربية والأعراف لهما ثقل ودور في ذلك التصرف، فبادر المدافعون قائلين أن ذاك الثقل في أمور أخرى أكبر وأهم وأكثر جدية وليست لهذه الأمور البسيطة في نظرهم وبين مد وجزر في تلك النقاشات التي حقيقة كانت مثرية بغض النظر عن مدى الإتفاق والإختلاف معها إلا أن لكل فريق وجهة نظر لا يمكن تهميشها أو على الأقل إلغاؤها، فإما الاتفاق جزئيا أو الإختلاف جزئيا. لكنني وجدت أن الموضوع من كلا الفريقين أخذ أكبر من حجمه، فإن كان من يلبس قصيرا جدا أو من كانت متعطرة أكثر من اللازم وجب علينا أن لا نطلق أحكامنا على من لم نعرفهم ولا نعلم ظرفهم ؟
أعلم تماما أنه ليس بالضرورة أن يكون لكل منهم مبرر ولكني أتكلم عن مبدأ هل نحن مكلفون بإطلاق الأحكام على البشر وتصنيفهم وفق ظواهرهم وصمتهم ؟ من أوكل لنا هذه المهمة وصرنا حراسا ومراقبين بل وآمرين على تصرفات البشر والوصاية عليهم، لست مهاجما ولا مدافعا فلي رأيي الخاص ولكني أتحدث عن القضية برمتها، فعلا أناس كثيرا وكلوا أنفسهم قضاة على تصرفات البشر، بل وصلوا حتى الى النوايا التي لا يعلمها الا الله سبحانه، فلان كذا وفلانة كذا .
دعوا الخلق للخالق فلكل ألف عذر وعذر، نعم يبقى الخطأ خطأ مهما كان والصواب صوابا مهما كان ولكن ليس مطلوبا منا التحري والتأكد والحكم فالحياة أكثر أهمية من أمور جانبية كهذه. كم يمضي هؤلاء من الوقت والتفكير في تصرفات الآخرين وتفسير أفعالهم دون أي حاجة، مؤسف أن يُحكم على الإنسان من خلال موقف لا يتجاوز عدة دقائق يصل هذا الحكم لنواياه وتربيته بل وقد يصل إلى علاقته مع ربه.
@Majid_alsuhaimi

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا