حسب المجلس الصحي فإن مشي 30 دقيقة يومياً فقط يؤثر إيجابياً على القلق والاكتئاب بالإضافة إلى الفوائد الصحية العظيمة والمتعددة. ومع شكري وتقديري لحرص المجلس الصحي على التوعية وبيان أهمية المشي إلا أني اعتقد أن القلق والاكتئاب يحتاج إلى أكثر من 30 دقيقة، خصوصاُ في هذا الوقت الذي تزايد فيه ما يسبب القلق ويؤدي إلى الاكتئاب.
اليوم كل ما حولنا يُقلق وقد يؤدي إلى الاكتئاب، ففي البيت شريك الحياة يبحث عن القلق والاكتئاب لك وله، من البحث عن الخطأ وتضخيمه وذكر القصص التي لا زمام لها ولا خطام، وبعضها مبطنة وموجهة، مما يذكرني بقصة المتقاعد الذي جاء إلى أهله يبحث عن القلق فقال: من الذي نظف الطاولة؟ قالت الزوجة: نحن نظفناها، ولماذا أنت غاضب.
فقال: لقد كتبت على الغبار الموجود على الطاولة رقماً، وأنتم بنظافتكم أضعتموه. حتى على النظافة لم أسلم من القلق! أيضلً أولادك بعدم مبالاتهم بمستقبلهم وعدم حرصهم يسببون القلق، فبالطلب من والديهم سريعي المبادرة وبما يُطلب منهم يثيرون القلق. أيضاً إذا خرجت إلى الشارع فكأن من حولك من السائقين والسائقات يبحثون عن القلق لك ولهم، سرعات زائدة، دخول خاطئ، السير في المسار غير المناسب، توقف عند الإشارة المرورية طويل وإذا مررت بجانب الواقف وجدته يتابع جواله.
حتى إذا ذهبت إلى مكان عام، فكل ما حولك يسبب القلق من الاستعراضات الجوفاء، وكأن الرجل بجواله أو بحذائه أو بسبحته أو بما يشتري، وكأن المرأة بما تلبس. وإذا ذهبت إلى مجلس تريد القصة الجميلة والخبرة الهادفة لم تسمع إلا الكذب والقصص التي بلا أسانيد والطعن بكل من يخرج مع الباب.
وإذا أتيت مقر عملك وجدت المنافسة الشرسة على المكاسب التي لا تساوي ما يُخسر بسببها من صحة وسلامة قلب وعلاقات طبيعية مع الزملاء، وهي الذخر الباقي بعد ترك مقاعد العمل.
شكراً للمجلس الصحي العزيز، ولكن نحتاج إلى أكثر من 30 دقيقة، أو نحتاج مع 30 دقيقة مشي سمواً في العقل وتصحيحاً لمسار القلب، حتى لا نقلق فنكتئب، والعاقل لا يكتئب.
@shlash2020
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.