فيديو / صحيفة اليوم

طه صبان.. معرض وتكريم


الأسبوع الماضي تم الإعلان وتوزيع الجوائز الوطنية برعاية وتنظيم وزارة الثقافة وضمنها «الفنون البصرية»، وقد منحتها الوزارة للفنان طه صبان، وهي المرة الأولى التي تُمنح لفنان من الأجيال الأولى بعد ان منحت في الدورات السابقة لفنانين شباب يتوجهون إلى الأعمال المعاصرة.
قبل هذا الموعد بأشهر وفي كان معرض الفنان طه صبان الشخصي، ونظمه معهد مسك للفنون في بادرة لتقديم الفنانين السعوديين بمعارض فردية، هذا التكريم أو الاختيار للفنان هو استحقاق لإسم بنى وأسس لنفسه منذ ستينيات القرن الماضي، عندما انطلق باحثا عن مواطن الفن ومؤسساته، مبكرا لم يكن سوى مركز الفنون الجميلة بجدة والذي كان يديره الفنان عبدالحليم رضوي وأتاح الفرصة للموهوبين منذ 1967 للمشاركة في معارضه. شارك الصبان في المعرض الأول للمركز وكان حافزا للبحث عن مواقع أخرى يتعلم فيها الفن ويقدم من خلالها نفسه.
في السبعينيات سافر إلى إيطاليا وأقام أوائل عروضه الفردية وكانت محطة هامة للتعرف عن قرب على الفن والفنانين، منطلقات كان الفنان فيها شغوفا متطلعا إلى آفاق أرحب متفائلا بمستقبل كان له فيه حضورا وتأثيرا، عندما بدأت حركة المعارض في تتخذ منحى جادا وبدأت بعض الأساليب الفنية أكثر وضوحا كانت بعض مشاركاته المتفرقة مع بعض زملائه، إلى أن أطلق أول عروضه الفردية في العام 1993 وبعد أكثر من خمس عشرة عاما من معارضه الأولى، أقام معرضه بجدة في قاعة بيت التشكيليين الذي كان دور صبان فيه كبيرا، ورئاسته لعدة أعوام، وقد اجتمع حول البيت عدد من الداعمين.
ولد طه صبان في مكة المكرمة عام 1948، ولذا، فتأثيرها وأجوائها وفضاءاتها كان واضحا وانعكس في عدد من أعماله، رسم المكي وانعكست أجواؤه في أعمال أخرى، فالدائرة أو الخطوط المنحنية والمتحركة توحي بالطواف كما كانت حركة الناس في أعماله، وكان انتقاله الى فضاءات أخرى كما هي مدينة جدة واستقراره فيها ذا تأثير، كانت أكثر وضوحا من خلال مواضيعه الأثيرية عن حياة الناس والمعمار والبحر والشخوص، ارتبط صبان مبكرا بالفنان عبدالحليم رضوي وهي معرفة فيها الكثير من تقدير رضوي وتجربته وعلاقته بالفن. كان لهذه العلاقة تأثيرها في بعض مراحل تجربته، لكنه سرعان ما تميز باختياراته الخاصة ومواضيعه وحتى تكويناته، تعبر أعمال صبان عن روح شفافة وشاعرية وقد لمسنا ذلك أكثر عندما رسم النساء بأزيائهن التقليدية وفي حلوله الفنية عندما عانقهن بالسماء، في تشكيل لملابسهن ورشاقة قوامهن واختياراته اللونية التي تناسبت ومواضيعه، وفي معرضه بقاعة الأمير فيصل بن فهد قدم نماذج كثيرة من هذه التجربة وقد عبرت عن الشاعرية التي ترتسم بالجمال، والتعبير عنه، لخص كثيرا من المعطيات التي أغنتنا عن تفاصيل المشهد فهو يرسم بكل العاطفة والنقاء الذي تمليه مشاعره واحساسه بالكيان الإنساني والشخصية التي يجد فيها الحياة والطمأنينة.
كانت أعمال المعرض بشكل عام تاريخا يوثق مسار قرابة الخمسين عاما مع تقديم وعرض آخر اعماله وهو عمل مؤرخ بـ 2024.
طه صبان اسم كبير في ساحة الفنون ودوره وحضوره مؤثر وبارز والحدثين الهامين «المعرض والتكريم» يستحقهما بجدارة.
[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا