رياضة / صحيفة الخليج

التوجيه لا التجريح

ليكن في علمك أيها المتندّر الشامت وأنت في زحمة سباقك المحموم، غير المبرر، بالتجريح والسخرية ببعض لاعبي منتخبنا صباحاً ومساءً عبر الرسائل ووسائل التواصل، الذين لم يرق لك أداؤهم في دورة الخليج، إرضاءً لغرورك ولحاجة في نفسك وربما تسوّلاً لمديح أصحابك وأترابك وأقرانك؛ كي يقال عنك «غيور وعلى» الأبيض «مقهور»، أن ذلك لن يجدي نفعاً ولن يجلب لنا كأساً ولا أظنه يجوز عرفاً ولا شرعاً.
واعلم، هداك الله، أن العبد الفقير، مسطر هذه الكلمات، لا يفتقر إلى القدرة لتوجيه سهام السخط القاسية وإشهار سيف النقد اللاذع على اللاعبين، حتى يقال عنه جريء وصريح. ولكن ما هكذا تورد الإبل. واعلم، أصلحك المولى، أن اللاعبين مهما أبدوا أو أخفوا، هم في قرارة أنفسهم متألمون وغير راضين عن أخطائهم، ومحصلة نتائج مبارياتهم في دورة الخليج.. ويقيني الجازم أن القائمين على المنتخب لا يقلّوا حزناً وأسىً على ضياع الفرصة تلو الأخرى، وصولاً للنتائج التي أخرجتنا من البطولة الغالية علينا.
ومع ما قررناه أعلاه، لا نسجل عتباً أو لوماً كبيراً على المحبين الصادقين الذين أفرغوا ما في جوف صدورهم من حنق، وصبوا جام غضبهم على أداء المدرب وقناعاته، وأخطاء بعض اللاعبين في الملعب وتصريحاتهم خارجه؛ لأن هذه المرحلة، بما فيها من سخط وكمد وألم، تقتضي ذلك.. ولهم الحق وعلى المعنيين تقبل ذلك وبذل الجهد الجهيد والسعي الحثيث لتغيير الواقع المر سريعاً.
مَثَلي ومَثَلُ لاعب المنتخب الذي أخطأ، كمثل الوالد مع ولده الطالب الذي لم يجلب النتيجة المرجوة؛ يرى أن ابنه درس وحضّر لمادته العلمية وقدم واجتهد وربما أخطأ هنا وهناك، ولكنه لم يرمِ ابنه برماح الإساءة والتقريع، بل صبر عليه ووجهه، بل وراجع معه بكل تأنٍ أسباب الخطأ لتجنب تكراره، رغم ما في قلب الوالد من حسرة مُرّة.. وإن كانت ثمة ملامة، فالمنظومة التعليمية من مدرس وإدارة المدرسة هي التي تتحمل الجُرم!
نعم، يا أخي، إن أردت توجيه اللوم، فاتحاد الكرة هو المسؤول الأول عن كل نجاح وإخفاق.. وهنا أتساءل: لماذا لم يتم تأجيل جولة في الدوري؛ كي يكون التحضير أفضل والدراسة للخصوم أعمق كما فعلنا في تصفيات كأس آسيا وأفلحنا؟ لماذا لا يتم الجلوس مع المدرب لإقناعه باستدعاء «العليين»، علي مبخوت وعلي صالح، وترك المسألة برمتها لقناعات المدرب غير المقنعة.
ألخص ختاماً لكم أسباب عدم توفيقنا: أولاً: مدة التحضير القصيرة جداً للمنتخب لهذه البطولة. ثانياً: عدم وجود المهاجم الصريح ورأس الحربة المُخلِّص. ثالثاً: عدم معالجة الأخطاء (أغلبها دفاعية) المتكررة، بشكل جيد. رابعاً: استعجال النتائج وقلة التركيز في المباريات. خامساً: عدم إدراك حساسية هذه البطولة، وأنها مختلفة عن باقي البطولات، وهذه مسؤولية إدارية وفنية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا