لقد حان الوقت لريال مدريد أن يتخذ خطوة منطقية وحاسمة من شأنها أن تساعد في إعادة التوازن إلى الفريق وحتى تأمين المستقبل إلى حد ما. في ضوء التقارير التي تفيد بأن العائلة المالكة تفكر بالفعل في تحركات كبيرة في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، فقد حان الوقت للتعاقد مع جوشوا كيميتش في يناير المقبل. وينتهي عقد كيميتش، الذي سيبلغ 30 عامًا في فبراير المقبل، مع بايرن ميونخ بنهاية الموسم الحالي. قبل شهر، ذكرت جميع التقارير أن هناك “مناقشات إيجابية” حول تمديد عقده للاستمرار مع العملاق البافاري حتى يونيو 2025. قد يكون ذلك صحيحا، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فهذا يعني أن لديه الحق في الرحيل إلى أي وكيل آخر حر في نهاية الموسم الحالي. بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أنه لم يوقع عقدًا جديدًا من المفترض أن يكون بنفس مبلغ عقده الحالي – فهو بالفعل من بين اللاعبين الأعلى أجرًا في النادي، حيث يتجاوز 20 مليون دولار في الموسم – يشير إلى أنه منفتح على سماع عروض أخرى، حتى لو فقط… – بحسب تقرير غابرييلي ماركوتي على موقع ESPN – بهدف ممارسة الضغط خلال المفاوضات مع بايرن ميونخ. مع مرور الوقت، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا، لذا سيكون من الحماقة أن لا يحاول المسؤولون في ريال مدريد الاستفادة من هذا الوضع. ولكي تتم هذه الصفقة، يجب على ريال مدريد القيام بأمرين: تقديم عرض لكيميتش، بما في ذلك مدة العقد والراتب الذي سيحصل عليه اللاعب، بالإضافة إلى الاتفاق مع بايرن ميونخ على تحديد قيمة الصفقة. . ومن الواضح أن كلاهما قابل للتفاوض، ولكن لا يبدو أن أياً منهما بعيد المنال. دعونا كسرها.

لماذا يجب أن ينتقل كيميتش إلى ريال مدريد؟

وهذا هو الموسم العاشر لكيميتش مع بايرن ميونخ، وقد فاز بثمانية ألقاب في الدوري الألماني وأربعة كؤوس محلية ودوري أبطال أوروبا. إذا كان يريد تجربة تجربة جديدة وهو لا يزال في ذروة مسيرته الكروية، فهذا هو الوقت المثالي لذلك. سيمنحه ريال مدريد فرصة كبيرة أخرى للتألق على أعلى المستويات. سيواجه تحديًا جديدًا في بيئة مختلفة مع زملاء مختلفين، وهو ما سيساعده على الأرجح على التطور بشكل أكبر. إذا أراد كيميتش الفوز بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى، فمن المؤكد أن فرص ذلك أكبر بكثير في ريال مدريد.

لماذا من المنطقي أن يتركه بايرن ميونخ يرحل؟

النقطة الواضحة هي أنه إذا كان بايرن ميونخ قادرًا على تحمل خسارة كيميش مقابل لا شيء، فسيكون من الأفضل له التفاوض وبيع اللاعب قبل انتهاء عقده. ومن المؤكد أن بايرن ميونخ لن يحصل على القيمة السوقية الكاملة للاعب في هذه الحالة، لأنه سيكون على بعد ستة أشهر فقط من انتقاله المجاني، لكن العملاق البافاري سيحصل على مبلغ جيد مقابل بيعه، ناهيك عن ذلك سيتم خصم راتبه لمدة ستة أشهر من البيانات المالية. وبالأخذ بعين الاعتبار راتب اللاعب لمدة نصف موسم وقيمة الصفقة، فهذا يعني أن بايرن ميونخ سيحصل على ما يتراوح بين 30 إلى 50 مليون يورو، وربما أكثر، بدلاً من انتظار رحيل اللاعب مجانًا في نهاية الموسم كما هو متوقع. حسنًا. .

من المؤكد أن بايرن ميونخ يريد المنافسة بقوة على الدوريات والألقاب هذا الموسم وسيحتاج إلى التعاقد مع بديل لكيميتش في حالة رحيله. هل يثق النادي في ألكسندر بافلوفيتش، الذي سيعود من الإصابة في ديسمبر، ليحل محل كيميتش إلى جانب جواو بالينها و/أو كونراد لايمر؟ أم يجب على النادي دخول سوق الانتقالات للبحث فورًا عن بديل كيميتش وكم سيكلفه ذلك؟ ومن الواضح أن هناك العديد من الأسئلة المهمة التي يجب الإجابة عليها في هذا الصدد.

ومن الواضح أن رحيل كيميتش سيجعل بايرن ميونخ أقل قوة هذا الموسم، لكن هل سيمنعهم ذلك من الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في ألمانيا والمنافسة على لقب دوري أبطال أوروبا؟ ومن المنطقي استبعاد ذلك. ولن يكون رحيل كيميتش نهاية العالم بالنسبة للعملاق البافاري، خاصة في ظل وجود مدير فني جديد (فينسنت كومباني) هذا الموسم وتنامي مكانة جمال موسيالا.

ولن يكون كيميتش اللاعب الوحيد الذي سينتهي عقده في نهاية الموسم، إذ سيغيب حراس المرمى مانويل نوير وسفين أولريش والمهاجمان توماس مولر وليروي ساني والمدافعان إيريك داير وألفونسو ديفيز في يونيو/حزيران المقبل. قد يستمر البعض في صفقات “صديقة للفريق”، وبينما نوير وديفيز فقط هما اللاعبان الأساسيان بين هؤلاء اللاعبين، فإن ترك كل هؤلاء اللاعبين معًا سيعني تغييرًا كبيرًا في صفوف الفريق.

لماذا يعتبر كيميتش خيارًا منطقيًا لريال مدريد؟

دعونا نتفق على أن هذه الصفقة وحدها لن تحل مشاكل ريال مدريد، إذ ستظل هناك مشاكل واضحة في خط الدفاع. وحتى في الهجوم، سيتعين على فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي معرفة كيفية اللعب معًا، وحقيقة أن هذين اللاعبين لا يضغطان على الخصم ويتحركان كثيرًا بدون الكرة سيضع عبئًا إضافيًا على بقية اللاعبين. لاعبي الفريق.

لكن التعاقد مع كيميتش يعني إضافة لاعب مبدع يتمتع بخبرة واسعة في خط الوسط. ربما لم يكن بنفس مستوى توني كروس الموسم الماضي، لكنه ليس بعيدًا عن مستوى النجم الألماني في الواقع. علاوة على ذلك، فإن الفريق الحالي لريال مدريد لا يضم لاعبًا بنفس مؤهلات كيميتش، على الأقل بين اللاعب البالغ من العمر 38 عامًا وتحت الفريق. (صحيح أن لوكا مودريتش، البالغ من العمر 39 عامًا، لا يزال يقدم مستوى ممتازًا، لكن من الواضح أنه لا يستطيع اللعب بانتظام).

علاوة على ذلك، يجيد كيميتش التحكم في الأمور عند الاستحواذ، وهو ما سيكون مهمًا جدًا لريال مدريد لأنه عندما تلعب فرق الخصم في تشكيل دفاعي، لا توجد مساحات كبيرة لفينيسيوس ومبابي. . مع عدم قيام فينيسيوس ومبابي بالضغط على المنافس في الثلث الأخير من الملعب، لن يتمكن ريال مدريد من خلق الفرص بهذه الطريقة أيضًا. على هذا النحو، يعتمد ريال مدريد على الكرات الثابتة أو لحظات المهارات الفردية، مما يعني أنهم لا يلتزمون بلعبة واضحة. لكن مع كيميتش، سيحظى ريال مدريد بلاعب يتمتع بالقدرة على اختراق دفاعات الخصم بفضل تمريراته المثالية للأمام.

أبعد من ذلك، فإن قدرة كيميتش على اللعب في أكثر من مركز تعني أنه يضيف الكثير من الخيارات للمدير الفني. في بعض الحالات، يمكن الاعتماد على أوريليان شواميني (عندما يعود من الإصابة) في خط الدفاع الثلاثي ويمكن حتى الاعتماد على كيميش نفسه في قلب الدفاع لأنه لعب بالفعل في هذا المركز. يمكنه بالطبع اللعب في مركز الظهير الأيمن، ومع غياب داني كارفاخال لبقية الموسم بسبب الإصابة، فمن الواضح أن ريال مدريد بحاجة إلى بديل للوكاس فاسكيز في هذا المركز. (الميزة الكبيرة هنا هي أن التعاقد مع كيميتش لن يمنع ريال مدريد من محاولة التعاقد مع ظهير أيمن آخر ينتهي عقده بنهاية الموسم الحالي، وهو ترينت ألكسندر أرنولد، لأن كيميتش يفضل اللعب في خط الوسط).

من المؤكد أن توقيع كيميش لن يكون رخيصًا، لكن ريال مدريد أصبح أول ناد يتجاوز مليار يورو من الإيرادات العام الماضي، مع الحفاظ على الأرباح، ومن المتوقع أن يظل هذا هو الحال هذا العام. سيتطلع أفراد العائلة المالكة إلى التعاقد مع مدافع هذا الصيف، ولكن بعد ذلك، إذا تعاقدوا مع كيميتش، فسيكون الفريق مستقرًا ولن تكون هناك أولويات واضحة في الانتقالات. (بمعنى آخر، إذا لم تقم بالتعاقد مع كيميتش الآن، فستحتاج إلى شراء لاعب مبدع يتمتع بمهارات قريبة من كروس أو مودريتش في الصيف، وإذا تعاقد ريال مدريد مع مثل هذا اللاعب، فسيكلفهم ذلك الكثير). مما يدفعونه الآن مقابل Kimmich.)

هناك مزايا أخرى، بما في ذلك حقيقة أن كيميش لعب سابقًا تحت قيادة المدير الفني الحالي لريال مدريد كارلو أنشيلوتي ولعب أيضًا جنبًا إلى جنب مع المدير الفني المستقبلي للنادي، تشابي ألونسو. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع كيميتش بمهارات قيادية طبيعية، فهو قائد المنتخب الألماني وسبق له اللعب في بطولات ومعارك كرة قدم صاخبة مع بايرن ميونخ، ما يجعله أكثر قدرة على التكيف مع أجواء “سانتياغو برنابيو”. مقارنة بالعديد من اللاعبين الآخرين.

وقد ترددت شائعات منذ فترة عن هذا السيناريو، لكنه بدا في السابق أشبه بمراوغات من معسكر كيميتش للضغط على بايرن ميونخ خلال المفاوضات. لكن هزيمة ريال مدريد في الكلاسيكو ودوري أبطال أوروبا أعادته إلى الواجهة من جديد. وفي غضون 50 يومًا، يحق لكيميتش التوقيع لأي نادٍ في العالم في صفقة انتقال مجانية قبل بداية الموسم المقبل. من المعروف أن بايرن ميونخ وريال مدريد، على الرغم من كل نجاحهما، من الأندية ذات الوعي المالي وقد حققا أرباحًا خلال معظم العقود القليلة الماضية. قرار التعاقد مع كيميتش سيكون رائعًا من الناحية التجارية، وليس الرياضية فقط.