حمدي رزق
عبد العاطى فى دمشق (تمهُّل القاهرة ليس تلكؤًا)
العجلة من الشيطان، والشيطان يكمن فى تفاصيل المشهد السورى الملتبس سياسيا حتى على السوريين أنفسهم، دعك من مليونيات الملتحين قبالة المسجد الأموى، ودعك من كرافتات الجولانى الخضراء، صور فحسب للتصدير.. وبعضها للاستهلاك المحلى.
دقق فى الصورة، أشباح الإرهاب ووجوهه فى الخلفية، ومصر لا تتعامل سياسيا مع أشباح ملتحية، ولا تصافح إرهابيين مُقنَّعين، مصر تتحسب سياسيا، وتتمهل، والتمهل من حسن تصريف أمور السياسة الخارجية.
تعجل البعض (حماسة) زيارة وزير الخارجية الدكتور «بدر عبد العاطى» إلى دمشق، للحاق بركب وزراء الخارجية العرب والأوروبيين الذين يتوافدون مبتسمين تباعا على العاصمة السورية، أخشى يحمل نوعا من العجلة السياسية لا محل لها من الإعراب السياسى فى الحالة المصرية.. فى العجلة الندامة، والندامة السياسية مكلفة جدا.
يقينا سيحين وقتها، والزيارة على وقتها، عاجلا أو آجلا، لا تستعجلوا الوزير عبدالعاطى، توقيتاته مضبوطة على ساعة القيادة السياسية.
ربما يفاجئنا لاحقا بدر الدبلوماسية المصرى فى دمشق، متباحثا مع سلطة الأمر الواقع (كما يصفها) ويلتقط صورا مع قائد الإدارة الجديدة فى سوريا أحمد الشرع (الجولانى سابقا).
حتما ستكون مفاجأة سياسية، والإدارة السورية الجديدة تتمناها زيارة عاجلة، لا تزال تبحث عن شرعيتها المفتقدة، والقاهرة واحدة من بوابات الشرعية العربية والدولية المعتمدة.
مقتضيات السياسة الخارجية المصرية تمليها المصالح السياسية الوطنية المتيقنة، وفق تقدير القيادة السياسية، لا ترتهن بحسابات إلكترونية (مجهولة)، أو مقالات وتحليلات إخبارية تطلقها منصات إلكترونيّة ممسوسة إخوانيا، تضغط القاهرة لتعجل بالتطبيع السياسى مع الإدارة الجديدة.
فكرة من يصل دمشق أولا يكسب كثيرا، لا محل لها من الإعراب مصريا، القاهرة تتمهل، وتتحسب للمآلات فى الحالة السورية، لسنا فى سباق عربى/ غربى، مصر مواقيتها مضبوطة على بوصلتها السياسية التى عنوانها التمهل الإيجابى، طائرة مساعدات ربما تلحقها طائرة الوزير بدر.
التمهل فى الحالة المصرية لا يفسر أبدا تلكؤا، ولكنها حسابات سياسية معقدة، تحديدا القاهرة عليها أن تفكر كثيرا وبعمق قبل ركوب الطائرة، القاهرة اكتوت بنار مثل هذه جماعات إرهابية ارتدت مسوح الديمقراطية وفى أعناقها كرافتات خضراء.
الزلزال السورى لم يهدأ بعد، وتوابعه جد مقلقة، واحتضان دمشق لنفر من الإرهابيين الفارين من المحاكمات المصرية مزعج تماما ويحتاج إلى تفسيرات وتطمينات.
الخشية القاهرية مبررة تماما من أن تتحول دمشق إلى مزرعة شمالية للإرهابيين المصريين، وتحتضن الفارين منهم، وتجيّشهم لإقلاق القاهرة، وبالسوابق الإرهابية يعرفون.. كفانا مزارع الشرق والغرب والجنوب!. فضلا، القاهرة لا تتنافس على مصالح وقتية عابرة فى الأراضى السورية، تروم علاقة استراتيجية مبنية على قواعد حاكمة مستدامة تحكم السياسة الخارجية المصرية، مؤداها، لا تدخل فى الشؤون الداخلية، واحترام خيارات الشعب السورى، والحفاظ على الدولة الوطنية، ووحدة الأراضى السورية وحدودها المعلومة للكافة.
على هذه القواعد تتحرك مصر سياسيا وتعبر دبلوماسيا، مصر لا تبغى مغنما، ولا تتوق لقطعة من اللحم السورى، ولا تطلب قضمة من كيكة الإعمار، مصر تتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف، ولن تخاتل الجولانى بغية مصلحة عابرة، والعبرة كما يقولون بالخواتيم.
عندما تتقرر زيارة وزير الخارجية عبدالعاطى إلى دمشق سيَصدر بيان قاهرى لا لبس فيه، يبين مقتضيات الزيارة وجدول أعمالها، وعندما تنتهى الزيارة سيَصدر بيان يحمل التفاصيل، قبلها لا مجال للتكهنات، والعنعنات، وضغط القاهرة لتسريع الخطى نحو دمشق لا يقدم ساعة القاهرة ولا يؤخرها، بين القاهرة ودمشق فحسب مسافة السكة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.