شارل فؤاد المصري يكتب : سوريا والعرب
والعراب هنا هو الأب الروحي للسياسات الأمريكية الصهيو/ نية وهو مهندس إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط عبر التقسيم. هو المؤرخ البريطاني اليهودي برنارد لويس.
برنارد لويس الذي هاجم العرب في كتابه “الإيمان والقوة: السياسة والدين في الشرق الأوسط”، الذي يعتبر المرجع الفكري الأول لسياسات الغدر الأمريكية المتعاقبة حول شؤون الشرق الأوسط وصاحب النظرية التي تتبناها واشنطن حتى الآن. هذه النظرية التي تقول: “الطريق إلى الديمقراطية في الشرق الأوسط لابد وأن تمر عبر التقسيم” .
كتاب “الإيمان والقوة: السياسة والدين في الشرق الأوسط” للمؤرخ البريطاني برنارد لويس يقدم تحليلاً عميقاً للعلاقة بين الدين والسياسة في الشرق الأوسط. يستعرض لويس كيف أن الدين كان له تأثير كبير على السياسة والحكم في المنطقة، وكيف أن القادة السياسيين استخدموا الدين لتعزيز سلطتهم وتحقيق أهدافهم.
يتناول الكتاب أيضاً تأثير الإسلام والمسيحية على الحضارات المختلفة في الشرق الأوسط، وكيف أن الدين كان له دور في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية للشعوب المختلفة. يعرض لويس أيضاً كيف أن الصراعات الدينية كانت تؤدي إلى تغيرات كبيرة في السياسة والحكم في المنطقة.
وأهمية الكتاب تكمن في ضوء حقيقة جلية كون قراءته أشبه بعمليات الاستكشاف الجراحية للطريقة التي تفكر بها النخبة السياسية سواء الحاكمة أو غير الحاكمة في أمريكا، والآليات التي تعمل بها وتقدم الإطار النظري للمخططات للمؤامرات الصهيو- أمريكية، التي جرت أو لا تزال تجري عملية إحكام الخناق على دول الشرق الأوسط، بهدف إخضاعها لهيمنة واشنطن وحليفتها تل أبيب.
في عام 2005 أطلق لويس تصريحه الشهير حيث قال: “إن العرب قوم فاسدون مفسدون فوضويون”، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية.
إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية. وإذا نظرت إلى ما يحدث عزيزي القارئ في الدول العربية ستجد أن هذه المقولة تمت ترجمتها إلى واقع، وللأسف واقع حزين.
وللعلم لقد ظل برنارد لويس طوال سنوات مستشاراً لإدارتي كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب والابن، ثم مستشاراً لوزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط. ويقول عن سوريا إنه يجب أن يتم تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقياً أو دينياً أو مذهبياً إلى أربع دويلات: دولة علوية شيعية “على امتداد الساحل”، ودولة سنية حول حلب، ودولة سنية حول دمشق، ودولة الدروز في الجولان ولبنان “الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية.”
للأسف هذا المخطط يتم تنفيذه الآن على الأرض سواء بأيادٍ إسرائيلية أو أمريكية أو حتى بمشاركة عربية أقلها الصمت عما يحدث .
عزيزي القارئ، انظر ماذا فعلوا في الدول العربية دولة دولة واربط بين مخطط برنارد لويس وماذا يخططون لنا وكم التحديات التي تواجه مصر رغم المؤامرات من حصار اقتصادي وإشعال الحرائق على الخط الاستراتيجي الغربي والجنوبي والشرقي الذي اشتعل منذ عام ويزداد اشتعالاً.
لابد من العمل على إبقاء وحدة الأراضي السورية أياً ما كان نظام الحكم، ولكن يبدو لي أن ذلك ضرب من ضروب المستحيل خاصة مع الأخبار المتواترة يومياً والسرعة غير الطبيعية التي تسقط بها المدن الرئيسية في سوريا وانسحابات الجيش العربي السوري التي تحتاج إلى مقال آخر.
وفي النهاية، هل وصلتكم إجابة سؤال دائماً تطرحونه؟ سأكتبه لكم بالعامية كما كنتم تطرحونه في مجالسكم: “هو إحنا هنعمل إيه بالسلاح ده كله؟” كان هذا سؤالكم في فترة ما ليست بالبعيدة.. هل وصلتكم الإجابة الآن؟ وأزيدكم من الكلمات مقولة “العفي محدش يقدر ياكل لقمته” .
ربنا يحفظ لنا بلدنا مصر وقواتنا المسلحة
دمتم بخير.
عضو الهيئة الوطنية للصحافة سابقاً
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.