عقارات / متر مربع

حمدي رزق : دعوة الحوار الباباوية.. هل من مستجيب؟!

حمدي رزق :

دعوة الحوار الباباوية.. هل من مستجيب؟!

«دود المش منه فيه»، وصف عابر لا يحمل تجاوزًا فى حق المحبين، وترجمته فى هذا المقام أن الخطر على كنيسة الوطن (للأسف) من داخلها، ما يشجع أعداء الكنيسة التقليديين من خارجها (جماعات الإسلام السياسى) على الخوض فى عِرض الكنيسة كما لم يفعلوها قبلًا.

 

التجاوز فى حق بابا المصريين، البابا «تواضروس الثانى»، بابا الإسكندرية، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، على قنوات الإخوان صدى للخلاف الحاد الحادث بين أقطاب مقدرة فى الكنيسة والبابا الطيب، حول شؤون كنسية بحتة، يمكن علاجها بأريحية أخوية فى «المجمع المقدس»، أعلى هيئة كنسية، تجمع بين أجيال من الأساقفة المبجلين.

كالعادة يتهموننا بالانحياز للبابا، وهذا شرف لا ندعيه وتهمة لا ننكرها، والانحياز من جانبنا ليس للبابا فى شخصه، والمحبة عنوان، ولكن لكنيسة الوطن خشية عليها من الفتنة، بفعل فيروسات خبيثة تسللت إليها ونحن عنها غافلون، ولعمرى هى أخطر على الكنيسة من أعداء الأمس واليوم والغد.

معلوم أن قداسته مستهدف من جماعات الإسلام السياسى استهدافًا لقلب الكنيسة النابض، منذ وقفته التاريخية الوطنية، وفى ظهره أقباط ، فى قلب الجماعة الوطنية لاستنقاذ هوية مصر المختطفة من براثن إخوان الشيطان.

البابا مستهدف استهداف كل مَن وقف وقفته الشجاعة على (منصة 30 يونيو)، وهذا ليس بجديد على الأسماع، فحسب للتذكرة، والذكرى تنفع الحادبين على سلام كنيسة الوطن.

تجنبت دومًا الدخول فى متاهة التفاصيل الداخلية فى الكنيسة، وهى بالضرورة مزعجة، باعتبار أن أهل الكنيسة أدْرَى بأوجاعها، ولكن خروج البابا على الشعب (الأربعاء الماضى) ليحذر من الأكاذيب التى تلف الفضاء الإلكترونى، وخطورتها على سلام الكنيسة، (كما أسلفنا فى مقال أمس)، يترجم أن الخطر داهم، ويلزم التوقى والحذر من اختلاط مياه الاختلاف الكنسى بمياه غريبة، فتُمرِّر (من المرارة) نهر الكنيسة العذب فى أفواه الشعب الذى يعتوره القلق على سلام كنيسته.

محبة نقولها، ولا نبتغى مغنمًا من وراء القصد، البابا تواضروس، وله كل الاحترام، يتحمل كامل المسؤولية عما أصاب الكنيسة من قلق، ويتحمل الغرم أيضًا، مسؤولية البابا رص الصف، وجبر الخواطر، وترضية الغاضب، والطبطبة على ظهر المتعب، وتجفيف منابع التوتر، والأخذ بالأسباب المانعة لتسلل فيروسات الفتنة إلى عصب الكنيسة.

 

سياسة «فتح الأبواب» التى يبشر بها البابا قد تُجدى نفعًا وتوفر علاجًا مؤقتًا، وعليه مستوجب أن يتلقف المختلفون والمخالفون هذه الدعوة الباباوية السمحة للجلوس إلى البابا بمحبة، ورغبة فى طى صفحة الخلاف، وعفا الله عما سلف، ولنفتح جميعًا صفحة جديدة، تنبنى عليها منظومة حوارية، تُحبِّذ المتفَق عليه، وتُنَحِّى المختلَف فيه.

دعوة البابا تترجم حوارًا إيجابيًّا على أرضية المحبة، وتستشرف آفاقًا جديدة تسير فيها سفينة الكنيسة العريقة بأمان بعيدًا عن تلاطم الأمواج فى الفضاء الإلكترونى، ما يستتبعه استكمال مقومات ومقويات الحوار بتفعيل المنابر الكنسية، دينية وعلمانية، وجمع الصف القبطى على كلمة سواء، ليس على طريقة تمرير العاصفة، بل لرصف طريق إلى المستقبل، وتعبيد الطريق لإقامة جسور الحوار المفتقد.

مضى زمن كانت العقوبات الكنسية علاجًا، فى الكنيسة آخر الدواء ليس الكى، لم نصل إلى هذه المرحلة بعد ولن نصل إليها، المحبة لا تزال فى جيبى، والمحبة فى الكنيسة دستور، مستوجب تجليس دستور المحبة، وتفعيله، له مفعول السحر، والدعاء موصول، اللهم احفظ الكنيسة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا