تعرف على ما هو حسن الخلق وعلى بعض الأحاديث النبوية عن فضائل حسن الخلق عبر موقع محيط، حيث يعد حسن الخلق أفضل الصفات الحميدة التي من الممكن أن يتصف بها المرء، ولحسن الخلق الكثير من الفوائد والمنافع التي تعود على من يتصف به، فنجد من يتحلى بحسن الخلق محبوب من الله والناس أجمعين، وفيما يلي سنتعرف على ما هو حسن الخلق بالتفصيل، كما أننا سنتعرف على بعض الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضائل حسن الخلق.
ما هو حسن الخلق
يعرف الحسن في اللغة العربية بأنه الجمال، فهو كل ما كان ضد القبح، كأن تقول إمرأة حسناء أي أنها إمرأة شديدة الجمال، وأحاسن القوم أفضلهم.
وقد أمر الله عز وجل عباده المؤمنين بالقول الحسن، وهو ما ورد في سورة البقرة في قوله تعالى:
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)
وتدور أقوال العلماء في وصف حسن الخلق وتعريفه حول العطاء والنُبل والعفو وكظم الغيظ والتسامح والإحتمال والطاعة وبسط الوجه والصلة واللطف في التعامل وكذلك حسن العشرة والصحبة.
وفيما يلي بعض أقوال العلماء في تعريف حسن الخلق:
- عرف ابن القيم (رحمه الله) حسن الخلق بأنه يقوم على أربعة عوامل أساسية وهي: الصبر والشجاعة والعفة والعدل.
- وصف الماوردي (رحمه الله) من يتحلى بحسن الخلق بأنه لابد أن يكون سهل العريكة، طليق الوجه، لين الجانب، قليل النفور وطيب الكلمة، فهو بذلك يتصف بحسن الخلق.
- عرف الشيخ ابن سعدي (رحمه الله) حسن الخلق بأنه خلق عظيم وفاضل ويكون أساسه الصبر والرغبة في التمتع بمكارم الأخلاق، ومن آثاره الجلية العفو والصفح عن المسيئين، والرغبة في إيصال المنافع لكافة الخلق أجمعين، وقد أمرنا الله عز وجل بذلك في سورة الأعراف حيث قال:
(خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ)
- وقال الحسن (رضي الله عنه) أن حسن الخلق هو الكرم والاحتمال والبذلة.
- وعرف على (رضى الله عنه) حسن الخلق بأنه اجتناب جميع المحارم وطلب الحلال وكذلك التوسعة على العيال.
وقد جاء في الحديث الشريف عن النبي (صل الله عليه وسلم) أنه قال:
(ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسَنٍ، فإنَّ اللَّهَ تعالى ليُبغِضُ الفاحشَ البَذيءَ)
فقد أوضح الحديث الشريف فضل حسن الخلق ومكانته عند الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، فأخبرنا (صلوات الله وسلامه عليه) أن حسن الخلق أثقل ما يقاس يوم القيامة في الميزان وقت الحساب.
لا تفوت فرصة التعرف على: مكارم الأخلاق معناها وأهميتها للمجتمع والفرد وصفاتها في الإسلام
كيف يكون حسن الخلق مع الله عز وجل
قد يظن البعض أن حسن الخلق يقتصر على معاملات الناس فيما بينهم، وهو بالطبع جانب هام للتعامل بحسن الخلق، ولكن الجانب الأهم هو التعامل مع الله سبحانه وتعالى بحسن الخلق.
ولكي نتعامل مع الله جل جلاله بحسن الخلق يجب علينا القيام بثلاثة أمور هامة، ألا وهي:
الإيمان بالسمعيات وبكل ما جاء من الله عز وجل
حيث يجب على كل مسلم التصديق الجازم بكل ما أتى من الله الواحد الأحد، وعدم الشعور بالشك أو التردد ولو لوهلة صغيرة في قدرة الله سبحانه وتعالى.
كما يجب أن يكون لدى المسلم اليقين التام بأن كل ما جاء من الله عز وجل هو الحق، فهو خالق الكون والعليم بكل أموره، فقد قال سبحانه وتعالى في سورة النساء:
(وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا)
كما تتواجد الكثير من الأحاديث النبوية التي تخبرنا ببعض الأمور التي لا يمكن للعقل تصديقها، ولكنه يجب على كل مسلم الإيمان بها وتصديق كل ما جاء من الله سبحانه وتعالى وأيضا كل ما ورد عن رسوله الكريم (صلوات الله وسلامه عليه).
فقد ورد عن الرسول (صل الله عليه وسلم) أنه قال:
(تُدْنَى الشَّمْسُ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حتَّى تَكُونَ منهمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ)
فقد جاء في الحديث الشريف أمر من الأمور الغيبية التى لا يعلمها إلا الله عز وجل، وقد أخبر الله سبحانه وتعالى عباده بذلك النبأ الخاص بيوم القيامة عن طريق النبي محمد (صل الله عليه وسلم).
وقد أثبتت الكثير من الدراسات العلمية أن الشمس لو إقتربت مقدار أنملة واحدة لإحترقت الأرض بما فيها، فكيف لنا أن نصدق بأن الشمس يوم القيامة ستقترب كل هذا القدر من الأرض ولن يحترق الناس.
فهنا يأتي الإختبار الذي يختبر مدى إيمان المرء وتصديقه لله عز وجل ورسوله (صلوات الله وسلامه عليه)، والله يعلم ما تخفي الصدور، لذا يجب أن لا نفكر في الكيفية ونصدق بما جاء من السمعيات تمام التصديق.
لا تفوت فرصة التعرف على: بحث عن الأخلاق | اهمية الاخلاق وانواعها
تلقي تكاليف وأحكام الله عز وجل بالقبول
يعد تلقي أحكام الله تعالى بالقبول والشروع بتنفيذها وتطبيقها على أكمل وجه من الأمور الهامة التي يجب إتباعها للتعامل بحسن خلق مع الله سبحانه وتعالى.
فيجب على المسلم الحق أن يتبع تلك الأحكام ولا يرد منها شيئا، وإن قام برد شيئا منها جحودا منه وإنكارا أو كسلا وإستكبارا عن العمل بها، كان ذلك أحد صور سوء الخلق مع الله عز وجل.
فعلى سبيل المثال يوجد تكليف الصيام، فهو حكم أمرنا الله سبحانه وتعالى بإتباعه وصيام شهر رمضان المبارك، فهو فريضة على كل مسلم مكلف وقادر على تأديته.
وهو أحد الأحكام الشاقة لما فيه من المشقة التي تتواجد في الإمتناع عن تناول الطعام والشراب وكذلك الإبتعاد عن النكاح من طلوع الشمس حتى غروبها.
فكان من حسن الخلق أن يتيقن المسلم من منفعة الصيام له ولصحة جسده وأن يؤدي تلك العبادة وينفذ حكم الله تعالى بدون تذمر أو سخط.
وينطبق الحال على كافة أحكام وتكاليف الله سبحانه وتعالى التي فرضها على المسلمين أجمعين، فيجب على المسلم قبول تلك الأحكام برضا وتسليم.
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي أخلاقيات العمل واهم اهدافها
الرضا بأقدار الله سبحانه وتعالى والصبر عليها
يجب على المسلم تلقي أقدار الله بالرضا والصبر واحتساب الأجر عند الله تعالى، ويكون ذلك دليل على قوة إيمانه وحسن خلقه مع الله عز وجل.
حيث أن الدنيا دار امتحان وابتلاء ويجب أن لا يسخط المسلم ويتساءل لماذا يحدث له هذا، أو غيره من الكلام الذي يعبر عن السخط وعدم الصبر على قضاء الله وقدره.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة:
(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
لذا يجب أن يرضى الإنسان بحكم الله تعالى وأن يصبر على المصيبة ويستسلم لحكم ربه ويتقبله بنفس مطمئنة وصدر منشرح.
لا تفوت فرصة التعرف على: احاديث عن الاخلاق | اخلاق المؤمن التي يجب ان يتحلى بها
حسن الخلق مع النّاس
يعد حسن الخلق بين الناس وبعضهم البعض هو الجانب الآخر من جوانب حسن الخلق، وهو الجانب الذي يهتم بحياة الناس ويختص بتعاملهم مع بعضهم بأخلاق حسنة وصفات حميدة.
وقد جاء في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تحث على التعامل بحسن خلق بين الناس وبعضهم البعض، كما ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث الشريفة التي تحث على ذلك أيضا.
ومن تلك الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ما يلي:
قال رسول الله (صل الله عليه وسلم):
(المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ ولَا يُسْلِمُهُ، ومَن كانَ في حَاجَةِ أخِيهِ كانَ اللَّهُ في حَاجَتِهِ، ومَن فَرَّجَ عن مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرُبَاتِ يَومِ القِيَامَةِ، ومَن سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ)
وقال تعالى في سورة يونس:
(لِلَّذينَ أَحسَنُوا الحُسنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرهَقُ وُجوهَهُم قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ أُولـئِكَ أَصحابُ الجَنَّةِ هُم فيها خالِدونَ)
بذلك نكون قد تعرفنا على تعريف حسن الخلق وعلى الأمور التي يجب توافرها عند المسلم للتعامل مع الله عز وجل بحسن خلق، كما تعرفنا على حسن الخلق بين الناس وفضل التعامل به من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة محيط ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من محيط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.