الصداع اليومي المزمن هو اضطراب صداع مستمر نادر يحدث فجأة، وتستمر أعراضه عدة أشهر، وتتراوح من معتدلة إلى شديدة. لا يُعد الصداع اليومي المزمن من الحالات الخطيرة، لكنه يؤثر في حياة المصاب ويعطل أنشطته الروتينية، وعلاجه صعب وفي أغلب الحالات غير مفيد.
له شكلين رئيسيين: أولي وثانوي.
- الصداع اليومي المزمن الأولي: يُطلق عليه الخبراء (الصداع مجهول السبب).
- الصداع اليومي المزمن الثانوي: يحدث هذا الشكل بالترافق مع حالة مرضية أخرى، التي غالبًا ما تكون عدوى فيروسية.
قد يؤثر هذا الصداع في أي شخص وبأي عمر، ولكنه أكثر شيوعًا لدى النساء، وقد يحدث كثيرًا بين الأطفال والمراهقين، خاصة بين سن 10 و18 عامًا.
كيف يؤثر الصداع اليومي المزمن على جسدي؟عادةً ما يؤثر الصداع اليومي المزمن فقط في الدماغ مباشرة. ومع ذلك، عندما يكون له خصائص مشابهة للشقيقة، قد يسبب حساسية للضوء والصوت، ودوار، وغثيان أو قيء.
ما أعراض الصداع اليومي المزمن؟لا يمتلك الصداع اليومي المزمن أعراض مميزة، فهو يجمع بين أعراض الصداع التوتري العادي وأعراض الشقيقة مثل:
- ألم على جانب واحد من الرأس أو من الجانبين.
- شكل الألم نابض أو ضاغط.
- ألم او حساسية من الصوت والضوء.
- دوار مع غثيان وقيء.
- وجود هالات بصرية.
لا يعرف سبب هذا النوع من الصداع بوضوح، لكن قد تكون بعض الأحداث والظروف المرهقة من المحفزات المحتملة. يعد نمط الحياة القلق والمتوتر سمة شائعة بين الأشخاص الذين يصابون بالصداع المزمن، لكن لا توجد بيانات كافية لتأكيد ما إذا كان هذا السبب يسهم في تطور الصداع اليومي المزمن.
تعد الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية واحدة من المحفزات الرئيسية المحتملة، بما في ذلك:
- فيروس إبشتاين بار (وهو سبب رئيسي لمرض كثرة الوحيدات، أو المونو).
- السالمونيلا.
- الإشريكية القولونية (E. coli).
- حمى الضنك.
- كوفيد-19.
- التهاب السحايا أو التهاب الدماغ.
3. قد يحدث الصداع اليومي المزمن أيضًا كأثر ثانوي لحالة طبية أخرى تؤثر مباشرة في الدماغ أو الجهاز العصبي المركزي. تشمل بعض الأمثلة على ذلك:
- النزف تحت العنكبوتي: (نزف في الحيز تحت العنكبوتي غالبًا ما يبدأ فجأة مع صداع يسمى قصف الرعد).
- ضغط منخفض للسائل الدماغي الشوكي (CSF): عادةً ما يكون نتيجة تسرب السائل الدماغي الشوكي في الجمجمة أو حول النخاع الشوكي.
- الضغط المرتفع للسائل الدماغي الشوكي يسبب الصداع أيضًا.
- صداع ما بعد الإصابة: مثل تلك الناتجة عن الارتجاج أو إصابة دماغية رضحية.
- الإفراط في استخدام الأدوية: خاصةً الأدوية المستخدمة لعلاج الصداع أو الشقيقة، والتي قد تسبب (صداع ارتدادي) وهو الصداع الناتج عن التوقف عن تناول الأدوية.
لا، إن الصداع اليومي المزمن لا ينتشر من شخص لآخر. على الرغم من إمكانية حدوثه بعد الإصابة بعدوى، فإن الإصابة بتلك العدوى ليست ضمانة لتطويره.
كيف يتم تشخيص الصداع اليومي المزمن؟تشخيص NDPH هو عملية متعددة الخطوات:
- جمع المعلومات: الخطوة الأولى هي جمع معلومات حول الأعراض، بما في ذلك مدة الصداع، ومتى بدأ، وما تشعر به نتيجة لذلك. إضافةً إلى ذلك، إجراء فحص عصبي لتحري العلامات المرتبطة بإصابات الجهاز العصبي.
- استبعاد الأسباب الأخرى: الخطوة الثانية وهي نقطة مهمة لأن الصداع اليومي المزمن يشترك بالأعراض مع العديد من الحالات العصبية الأخرى.
لا توجد فحوصات يمكنها تشخيصه بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، تركز الفحوصات على استبعاد حالات أخرى قد تسبب أعراضًا مشابهة، خاصةً الحالات التي تشكل خطرًا على الحياة أو تهددها. تشمل بعض الفحوصات المحتملة:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan).
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan).
- البزل القطني.
- اختبارات الدم للبحث عن علامات العدوى.
غالبًا ما يكون علاج الصداع المزمن صعبًا، ولكن بعض الحالات قد تكون السيطرة على الأعراض فيها ممكنة، خاصة تلك التي تتضمن أعراضًا شبيهة بالشقيقة. من المرجح أن تقاوم حالات صداع التوتر العلاج. الوقت أيضًا عامل مهم، إذ تزداد احتمالية استجابته للعلاج كلما كان تلقيه أبكر بدلًا من سنوات بعد بدء الأعراض.
تكون الأدوية عادةً هي الوسيلة الرئيسية لعلاج الصداع اليومي المزمن. تشمل بعض أنواع الأدوية المحتملة:
- مضادات الاكتئاب: مثل أميتريبتيلين، نورتيبتيلين، وفينلافاكسين.
- أدوية مضادة للتشنج: مثل غابابنتين أو توبيراميت.
- حقن توكسين البوتولينوم (المعروفة تجاريًا باسم البوتوكس): حيث يمنع هذا الدواء إشارات الأعصاب، بما في ذلك إشارات الألم.
- الأدوية المستخدمة للوقاية من الشقيقة: حاصرات بيتا مثل بروبرانولول وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 مثل كانديسارتان.
- بعض مخدرات أو مضادات الاكتئاب التجريبية: كيتامين، وهو مخدر قوي يُستخدم أيضًا تجريبيًا في علاج الاكتئاب المُقاوِم، يمكن أن يساعد أحيانًا في تخفيف الصداع اليومي.
لسوء الحظ، يحدث الصداع اليومي المزمن والعديد من العوامل المحفزة على ظهوره بشكل غير متوقع. لذلك لا توجد طريقة لتقليل المخاطر بشكل فعال.
ماذا قد يتوقع إذا كان يعاني صداعًا يوميًا مزمنًا؟يجب أن تتوقع صداعًا بألم معتدل إلى شديد يحدث يوميًا دون توقف. يستمر لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. يستفيد بعض المرضى من العلاج، ولكن الكثير منهم لا يشعرون بأي تحسن.
إلى متى سيستمر لدي الصداع اليومي المزمن؟بالنسبة لبعض الأشخاص، فإن NDPH هو ألم سيختبرونه لسنوات قبل أن يختفي في النهاية. يتوقف الصداع عندهم عادة خلال ثلاث سنوات. وفي حالات أخرى، لا يختفي الصداع أبدًا، بهذه الحالة سيكون المريض مضطرًا للعيش مع ألم مزمن متوسط أو شديد يؤثر سلبًا على حالته العقلية والعاطفية، ويتعارض مع قدرة المريض على العمل والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
عوامل متعددة تجعل من الصعب تشخيص هذه الحالة. نذكر منها:
- أن هذه الحالة نادرة.
- لا توجد اختبارات تشخيصية تؤكد الإصابة بشكل قاطع.
- لا تُظهر اختبارات التصوير عادة أي تغيرات يمكن أن تفسر الأعراض.
بسبب العوامل المذكورة أعلاه، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون الصداع المزمن إلى استشارة العديد من الأطباء بالاختصاصات المختلفة قبل أن يحصلوا على التشخيص.
كيفية الاعتناء بالنفس أو السيطرة على الأعراض؟إذا كان الشخص يعاني صداعًا يوميًا مزمنًا، فمقدم الرعاية الصحية سيقترح بعض السلوكيات لتحسين الحالة.
حيث وُجِدَ أن الاهتمام بالصحة العامة يدعم العلاجات الدوائية ويخفف الأعراض. تشمل هذه السلوكيات الصحية المفيدة ما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم المنتظم.
علاج الصداع المزمن بنفسك أمرٌ صعب عامة، خاصة عندما لا تمتلك تشخيصًا، لأن هذه الحالة غالبًا لا تستجيب لعلاجات الصداع القياسية.
يجب أيضًا عدم محاولة التشخيص أو العلاج بنفسك، لأن الصداع المعتدل أو الشديد الذي يبدأ فجأة هو أيضًا أحد الأعراض الرئيسية للسكتة الدماغية التي تحدث بسبب انسداد أحد الشرايين الدماغية، فانقطاع التروية عن قطاعات الدماغ وبالتالي التلف الدائم أو الموت. لذلك كلما تأخرت باستشارة الطبيب بعد ظهور الأعراض، قلّت احتمالية عكسها.
متى يجب أن أزور مقدم الرعاية الصحية؟إذا لم تكن تعاني عامة الصداع سابقًا، وتطور حديثًا صداعًا مؤلمًا إلى حدٍ ما يلبي أحد المعايير التالية:
- صداع شديد فجائي يزداد سوءًا بمرور الوقت.
- لا يتحسن على الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية.
- ضعف أو خدر أو وخز على أحد جانبي الجسم أو كلاهما.
- فقدان الرؤية أو اضطرابات في رؤيتك، مثل عدم وضوح الرؤية، والرؤية المزدوجة، وما إلى ذلك.
- الارتباك أو الشعور بالتعب الشديد.
- مشكلة في التوازن أو التحدث.
- يحدث على جانب واحد فقط من الرأس أو ينطوي على ألم نابض خافق أو قصف الرعد.
- أعراض أخرى مثل الغثيان الشديد والقيء، أو الحساسية للضوء والصوت.
المعايير المذكورة أعلاه، ليست علامات توجه للصداع اليومي المزمن فقط، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا مع العديد من اضطرابات الصداع الشديدة الأخرى أو الحالات الصحية. يحدث هذا عادة مع الحالات الخطيرة التي يجب على مقدم الرعاية الصحية فحصها لمعرفة ما إذا كان لديك قلق يحتاج إلى رعاية طبية.
اقرأ أيضًا:
خمس طرق لعلاج الصداع النصفي (الشقيقة)
هل توجد علاقة بين القلق والصداع؟
ترجمة: رنيم قرعوني
تدقيق: بسام موسى
مراجعة: هادية أحمد زكي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.