هو وهى / انا اصدق العلم

القلق والاكتئاب قد يزيدان خطر الإصابة بالخثرات الدموية

أظهرت أبحاث حديثة رابطًا بين القلق والاكتئاب وزيادة خطر حدوث الخثار الوريدي العميق. إذ قد يزيد خطر تشكل الجلطات الدموية القاتلة، المعروفة باسم الخثار الوريدي العميق.

في حالة الخثار الوريدي العميق، تتشكل خثرة دموية في وريد عميق، عادًة في الساقين.

قد يتسبب الخثار الوريدي العميق بتقييد تدفق الدم إلى مكان الخثرة وزيادة الضغط في الأوردة. وتكمن الخطورة إذا تفكك جزء من الخثرة أو كلها، وانتقلت عبر الدم وصولًا إلى الرئتين، إذ تمنع الخثرة تدفق الدم، ما يسبب ضيقًا في التنفس وآلامًا في الصدر وحتى الوفاة.

خلال العقد الأخير، اكتشف العلماء روابط بين الصحة العقلية للشخص وخطر تخثر الدم. ولكن، جاءت نتائج الدراسات متضاربة -بسبب العوامل المعقدة مثل استخدام بعض الأدوية من قبل الأشخاص في الدراسة وتاريخ ارتفاع ضغط الدم- لتجعل من الصعب تحديد كيفية الارتباط بالضبط.

أُجريت دراسة منشورة في الرابع من يوليو في المجلة الأمريكية لأمراض الدم، لاستكشاف تأثير القلق أو الاكتئاب على زيادة خطر تخثر الدم لدى الأفراد، إضافًة إلى السبب وراء ذلك.

صرَّحت الدكتورة راشيل روزوفسكي، كبيرة الباحثين في الدراسة ومديرة أبحاث تخثر الدم في قسم أمراض الدم بمستشفى ماساتشوستس العام، لـ Live Science: «أستمد أبحاثي من تجارب المرضى. فعندما أدركت الارتباط بين القلق والاكتئاب على المدى الطويل وتخثر الدم، بدأت التفكير في مدى تأثير تلك الحالات على خطر تشكل خثرات الدموية».

بهدف التحقيق في وجود ارتباط، أجرى الباحثون دراسةً استعراضية للبيانات التي تعود لنحو 119000 شخص، شملت قياسات لنشاط الدماغ المرتبط بالإجهاد التي حصل الباحثون عليها باستخدام تقنية التصوير بالإصدار البوزيتروني، وتكشف فحوصات الإصدار البوزيتروني عن مستويات النشاط واستخدام في أجزاء مختلفة من الدماغ.

قارن الباحثون نشاط اللوزة الدماغية -المنطقة الدماغية التي تعالج وتستجيب للتهديدات المحتملة- بنشاط الفص الجبهي الأمامي السفلي، الذي يساعد في تنظيم عمل اللوزة الدماغية وبالتالي يتحكم في الاستجابات العاطفية. وبهذه الطريقة، حصل الباحثون على لقطة للنشاط العصبي المرتبط بالإجهاد.

تضمنت البيانات أيضًا قياسات للبروتين الارتكاسي C، وتغير معدل ضربات القلب، وهو مقياس للقدرة على التكيف. فكلما زاد تقلب معدل ضربات القلب، كان الجسم قادرًا على التعامل بشكل أفضل مع الإجهاد.

بالمجمل شُخص القلق لدى نحو 106450 شخصًا، في حين كان هناك اكتئاب لدى 108790 شخصًا، وهناك تداخل بين هاتين المجموعتين إذ كان لدى العديد من المشاركين كلتا الحالتين.

خلال فترة متابعة تبلغ 3.6 سنوات، تعرّض نحو 1780 من المشاركين في الدراسة للإصابة بخثار الدم الوريدي، من الملاحظ أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي من القلق أو الاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنسبة 53% و48% على التوالي لحدوث خثار الوريدي العميق مقارنًة بالأشخاص الذين لم يكون لديهم تاريخ طبي لأي من الحالتين.

إضافًة إلى ذلك، من بين 1,520 شخصاً خضعوا لفحوصات الإصدار البوزيتروني، لوحظ أن الأشخاص الذين يعانون القلق أو الاكتئاب أظهروا مستويات أعلى من النشاط العصبي الذاتي من الأشخاص الذين لا يعانون أي من الحالتين. وكان الأشخاص الذين يعانون من مستويات أعلى من المعدل الطبيعي لهذا النشاط أكثر عرضة بنسبة 30٪ للإصابة الخثار الوريدي العميق مقارنة بالأشخاص ذوي المستويات الطبيعية.

في البداية، أكد روزوفسكي: “لقد أظهرنا أن القلق والاكتئاب كانا مرتبطين بشكل كبير مع زيادة نشاط الجهاز العصبي الذاتي”، ثم اكتشف الفريق أن نشاط الجهاز العصبي الذاتي كان مرتبطًا بزيادة نشاط تكوين الكريات البيض، وهي عامل محرك للالتهابات.

توصل فريق البحث في السابق إلى نتائج تبين أن هذا الأمر يعمل على تعزيز التخثر من خلال عدة آليات متنوعة، وفي الوقت الحالي، ربط الفريق بين مشاعر القلق والاكتئاب وزيادة نشاط الجهاز العصبي الذاتي، وبالتالي الارتباط بينه وبين زيادة خطر خثار الدم الوريدي.

توجد ثلاث آليات ممكنة تربط بين القلق والاكتئاب وخثار الدم الوريدي وهي: زيادة نشاط الجهاز العصبي الذاتي، وزيادة في مستويات الالتهاب، وتقليل التقلب في معدل ضربات القلب.

خلص الباحثون إلى أنه كلما زادت مستويات التوتر التي يواجهها الشخص، زادت خطورة إصابته بخثار الدم الوريدي.

تسلط هذه الدراسة المثيرة للاهتمام الضوء على كيفية تأثير نشاط الجهاز العصبي الذاتي على إنتاج الدم في الجسم، وفقًا لكامران ميرزا، أستاذ علم الأمراض الدموية في جامعة ميشيغان والذي لم يشارك في الدراسة، إذ قال ميرزا في تصريح لLive Science: «الصلة المحتملة بين الصحة العقلية وزيادة خطر التخثر تستحق المزيد من البحث».

لفت الباحثون الانتباه إلى أن البيانات التي استخدمت في الدراسة كانت محدودة بالبيانات التي جمعت سابقًا.

يمكن للدراسات المستقبلية التي تتتبع الأفراد عبر الزمن أن تمكن العلماء من تتبع التغيرات في مستويات التوتر والالتهاب ورؤية كيفية علاقتها بالخثار الوريدي العميق، ويخطط الفريق لاستكشاف كيفية تأثير علاج القلق أو الاكتئاب على معدلات الخثار الوريدي العميق، ويرغبون أيضًا في معرفة ما إذا كان بإمكان تقليل النشاط الذاتي للجهاز العصبي أن يقلل من الخطر.

اقرأ أيضًا:

لماذا النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأمراض القلب والاكتئاب؟

هل يزيد التوتر والاكتئاب خطر الإصابة بمرض ألزهايمر؟

ترجمة: حسن السعيد

تدقيق: ألاء ديب

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا