كان يوم التوحيد في عام 1932م الانطلاقة الحقيقية تحت اسم "المملكة العربية السعودية"، وكانت الحرب العالمية الثانية قد نشبت في سبتمبر 1939م. وفي يوم 14فبراير من عام 1945م، وأثناء الحرب، كان اللقاء التاريخي بين الزعيمَين (الأمريكي روزفلت، والسعودي الملك عبدالعزيز)؛ إذ التقت إرادة الدولتين في صناعة اتفاق ومصالح مشتركة على متن البارجة "كوينسي" في البحيرات المُرة بقناة السويس، وكان هذا اللقاء يمثل تحالفًا سعوديًّا أمريكيًّا، رسم خلاله المؤسس ملامح الشراكات الاستراتيجية بين البلدين.
77 عامًا من الشراكة الأمريكية-السعودية، اتسمت بالكثير من الإيجابيات على البلدين، رغم ما نُشر في " الوثيقة الرسمية" من مكتب المؤرخين التابع لوزارة الخارجية الأمريكية في عام 2020م، أنه منذ عام 1945م القليل تم إنجازه على الصعيد الرسمي، لتقريب المسلمين منا، بينما تم عمل الكثير لإبعادهم عنا.
وبالأمس 9/ ديسمبر من عام 2022م، وفي عهد ملكنا سلمان، الملك السادس من أبناء المؤسس، وبرؤية عميقة وفاعلة من حفيد المؤسس ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، بدأ في تلوين هذا الرسم، بألوان الطيف السعودي، تحكي عن ملامح شرقية من أقدم الثقافات.. إنها الصين الشعبية.
المكان كان في الرياض، وعلى مرأى ومسمع من العالم، عُقدت مع الصين قمم ثلاث "سعودية، خليجية، وعربية" ضمن اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، مستبشرة بخلق امتزاج غربي وشرقي، وولادة نظام عالمي جديد ذي أقطاب مختلفة، تساعد على اجتثاث الإرهاب الدولي من جذوره، وتعمل على بناية ناطحات سحاب تمطر خيرًا على العالم الجديد.
هكذا هي العلاقات بين الدول، تُبنى على المصالح، ويجب أن تحارب كل من يسعى لهدم جدار العالم، من أولئك الذين لم ينسلخوا بعد من أيديولوجياتهم المعتوهة، وشعاراتهم المختلة.
يجب أن نعترف بأن الصين مصنع العالم، وهذا المصنع عليه أن ينتشر في أصقاع المعمورة خدمة للإنسانية، وبُعدًا عن الاحتكار المعرفي والتقني، وإعادة تأهيل وبناء طريق الحرير الصيني "البري والبحري"؛ ليكون كما كان في السابق حلقة الوصل بين ثلاث قارات "آسيا، إفريقيا وأوروبا"، تمثل ثُلثي منتجات العالم، ويغطي 70٪ من العالم، وبالتحديد يغطي 68 دولة!!
من مخرجات القمم الثلاث التشديد على مواءمة الحزام (طريق الحرير الجديد) مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030م، وتحقيق ذلك في عام 2049م، وفق رؤية الصين 2050م.
العالم اليوم أحوج ما يكون إلى السلام، ونشر المعرفة.. يحتاج إلى شراكات ومشاركات في التنمية الشاملة، ولسنا بحاجة إلى بارجات وحاملات طائرات!! هكذا قيادة المملكة العربية السعودية، تجعل من الآخرين يثقون بأنفسهم أولاً، إنها فن التفكير السريع، وفن اتخاذ القرار؛ فالقيادة مسؤولية، ولا بد من سبق الركب، وتلك من طبيعة تاجر الأمل!!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.