أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه على تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، وذلك عبر إصدار أمر تنفيذي تنفيذًا لما طرحه سابقًا بتغيير اسم المسطح المائي الشهير فور توليه الرئاسة.

وقال الرئيس الـ47 للولايات المتحدة خلال خطاب تنصيبه رئيسًا للبلاد: "بعد وقت قصير من الآن سنُغيِّر اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا".

وأشارت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفات إلى أن "ترامب" سيأمر بإعادة تسمية خليج المكسيك وجبل دينالي في ألاسكا في أول أوامره التنفيذية.

وأوضحت "ليفات" عبر حسابها بمنصة "إكس" أن خليج المكسيك سيعاد تسميته بخليج أمريكا، وسيعود دينالي (أعلى جبل في أمريكا الشمالية) إلى جبل ماكينلي، اسمه السابق الذي غيَّرته إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في عام 2015.

وكان الرئيس الجديد قد طرح فكرة تغيير اسم الخليج الذي يحيط بقارة أمريكا الشمالية من كل الجهات قبل تنصيبه بأسابيع قليلة، لافتًا إلى أن الاسم الجديد سيكون جميلاً ومناسبًا.

لا يوجد اتفاق دولي رسمي أو بروتوكول لتسمية المناطق البحرية، ولا توجد هيئة دولية لها كلمة الفصل بشأن الأسماء البحرية، على الرغم من أن المنظمة الهيدروغرافية الدولية تسعى إلى توحيد الأسماء وحل النزاعات.

أما داخل الولايات المتحدة فهناك المجلس الأمريكي للأسماء الجغرافية المخول له التعامل مع مثل هذه الحالات، ومن مسؤولياته الحفاظ على استخدام موحد للأسماء الجغرافية في جميع أنحاء الحكومة الفيدرالية.

وعلى موقعه على شبكة الإنترنت يقول المجلس إنه لا يحبذ تغيير الأسماء الجغرافية ما لم يكن هناك سبب مقنع. مضيفًا بأن "السياسة الأكثر أهمية فيما يتعلق بالأسماء هي الاستخدام والقبول المحلي".

ومن الناحية النظرية سيكون إجراء ترامب كافيًا لتغيير اسم الخليج في الوثائق الرسمية داخل الولايات المتحدة، لكن الدول الأخرى لن تكون ملزمة بتلك التسمية أو تغييرها في مراسلاتها ومعاملاتها وخرائطها.

تغيير الأسماء الجغرافية وعدم توحيدها كان سببًا في اشتعال خلافات جمة وتوترات دبلوماسية بين عدد من الدول المجاورة لبعضها؛ فهناك خلاف كوري ياباني على تسمية المياه الواقعة بين البلدين؛ إذ تطلق عليه طوكيو "بحر اليابان" مستشهدة بخرائط كتبها مستكشفون أوروبيون، فيما تشير إليه سيئول باسم "بحر الشرق"، مبررة بأن الاسم الياباني يستحضر استعمار طوكيو للمنطقة.

وفي حين يُعرف البحر الواقع بين بروناي والصين وماليزيا والفلبين وتايوان وفيتنام على نطاق واسع باسم "بحر الصين الجنوبي" في اللغة الإنجليزية، فإنه يعرف باسم "بحر الفلبين الغربي" في الفلبين، و"بحر الشرق" في فيتنام، و"بحر الجنوب" في الصين.

وقد اقترح أشخاص محايدون تجنبًا للخلافات وسعيًا للوصول إلى حل وسط تسميته "بحر جنوب شرق آسيا"، ولكن ما زالت القضية تُمثل أزمة بين تلك الدول.

ويُعتبر الخليج بحرًا هامشيًّا للمحيط الأطلنطي (الأطلسي)، وهو مسطح مائي كبير، تحيط به قارة أمريكا الشمالية من أغلب الجهات، ويحده في الشمال الشرقي والشمال والشمال الغربي ساحل الخليج الأمريكي، تحديدًا ولايات فلوريدا وألاباما وميسيسيبي ولويزيانا وتكساس، وفي الجنوب الغربي والجنوب الولايات المكسيكية: تاماوليباس، فيراكروز، تاباسكو، كامبيتشي، يوكاتان وكينتانا رو، وفي الجنوب الشرقي كوبا.

ويُعَدُّ حوض الخليج مركزًا مهمًّا للنشاط الاقتصادي، بما في ذلك الصيد والنقل البحري وإنتاج النفط والغاز؛ ما يُفسِّر اهتمام "ترامب" به، وبتغيير اسمه.