عرب وعالم / السعودية / عكاظ

أفكار قبل يوم التأسيس!

في الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام؛ يحتفي المجتمع بمؤسساته وأفراده بذكرى تأسيس الدولة في العام 1727 على يد الإمام محمد بن سعود، ويتسابق الجميع على تقديم مبادرات نوعية، وأنشطة وفعاليات متعددة، كما تنشط الأفكار الإبداعية التي ترمز للعمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة قبل ثلاثة قرون، وبناء كيان سياسي على أسس راسخة من الوحدة والاستقرار والتنمية.

اليوم نتشارك معاً في تقديم أفكار جديدة للاحتفاء بهذه المناسبة، والتعبير عنها برؤية أكثر عمقاً وشمولاً في الجوانب المعرفية والعاطفية والسلوكية، حيث تحمل المناسبة أفكاراً ثرية ومتنوعة، وأهمية استثمارها في تعزيز وحدتنا الوطنية، ومشروعنا الحضاري، والاعتزاز بسيرة أجيال تعاقبت في ملاحم بطولية للحفاظ على هذا الكيان العظيم.

من هذه الأفكار مثلاً؛ الرمزية التاريخية التي يحملها قصر سلوى في حي الطريف بالدرعية كمقر للحكم في الدولة السعودية الأولى، وفي المقابل قصر المصمك الذي يمثّل رمزية إعلان الدولة السعودية الحديثة، ومنطلقاً لتوحيد المملكة، والفكرة أن تكون هناك فعالية تربط قصر سلوى بقصر المصمك، من خلال بناء رمزي للقصرين، وبينهما ممر يروي القصة من التأسيس إلى التوحيد، من خلال «بوثات» تحمل وثائق وصوراً وخرائط ومقتنيات وشخصيات؛ ليكون الزوار في رحلة تاريخية على مدى ثلاثة قرون، وقصة وطنية متماسكة بقيمها وإرثها، وميزة هذه الفكرة أنها يمكن استنساخها في جميع مناطق المملكة في وقت متزامن، وتختصر الكثير من المعارف التاريخية، وخصوصاً لهذا الجيل الحالي.

اليوم لدينا فعالية مميّزة جداً تنظمها وزارة الإعلام بمسمى «واحة الإعلام»، وأعتقد أن استنساخ المسمى لتكون «واحة التأسيس» فكرة جديرة بالتطبيق أيضاً، وتركز هذه الواحة على الأبعاد الحضارية والثقافية التي قدمتها الدولة السعودية إرثاً للإنسان على مدى القرون الثلاثة الماضية، ومن ذلك التعليم، والتأليف، والخط العربي، والمخطوطات النادرة، والعمارة السعودية، والحرف، والأزياء، والأكلات، والتجارة، وغيرها.

أفكار أخرى تجسّد شخصية مانع المريدي، وشخصيات الأئمة والملوك، إلى جانب الشخصيات الوطنية الأخرى في زمن تأسيس الدولة السعودية الأولى، وقصصهم البطولية التي تبقى عنواناً ممتداً للتضحية والفداء، ومن أبرزهم «أرحمة بن جابر الجلهمي»، و«مسعود بن مضيان»، و«غالية البقمية»، و«بخروش الزهراني»، وغيرهم؛ أيضاً من الأفكار ربط عام الحرف اليدوية 2025 الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة بيوم التأسيس؛ ليجسّد موروثنا الإبداعي، وتفاصيلنا الثقافية المتنوعة، كذلك من الأفكار فعالية «» الذي تمثله الدرعية اليوم كهوية للسعوديين يُعرفون بها على مدى ثلاثة قرون، وما تمثله من الحجر الأساس لقيم المواطنة التي تعلمنا كيف هي التضحية للوطن، والدفاع عنه، والصمود لأجله أمام كل التحديات.

أفكار كثيرة، ومثلها أكثر لدى السعوديين وهم يُحلّقون بإبداعهم في كل عام؛ ليعيدوا لنا التاريخ من التأسيس إلى التوحيد، وربطها بمراحل طويلة من الكفاح والتضحية؛ وصولاً إلى هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية التي تشهد فيها المملكة رؤية طموحة، ومنجزات تنموية غير مسبوقة.


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا