في 5 يناير 2025 أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن اكتمال تشغيل جميع مسارات شبكة قطار الرياض، ويشمل ذلك المسار البرتقالي "محور طريق المدينة المنورة"، الذي يربط شرق المدينة بغربها، ويمتدُّ من طريق جدة غربًا حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني بمحاذاة منطقة خشم العان شرقًا، بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومترًا.

ويُعدُّ مشروع قطار الرياض من أكبر مشاريع النقل العام في المنطقة؛ حيث يتألف من ستة مسارات رئيسية: "المسار الأحمر، المسار الأزرق، المسار البرتقالي، المسار الأصفر، المسار الأخضر، والمسار البنفسجي"، وتربط هذه المسارات شرق الرياض بغربها وشمالها بجنوبها وفي جميع الاتجاهات.

ويهدف مشروع "قطار الرياض" إلى تحسين جودة الحياة وتسهيل التنقل لسكان الرياض وزوارها، من خلال توفير وسيلة نقل عام حديثة وفعّالة، ومع اكتمال تشغيل جميع المسارات أصبح بإمكان الموظفين وسكان العاصمة الاستفادة من شبكة متكاملة من وسائل النقل العام؛ مما يسهم في تقليل الاعتماد على السيارات الخاصة وتخفيف الازدحام المروري.

هذا التطور يتوقّع أن يُحدث تغييرًا جذريًّا في ثقافة النقل العام في الرياض؛ حيث أظهر استطلاع للرأي أن 71% من سكان المدينة يرون أن القطار سيغير من عاداتهم في التنقل، فيما رأى 80% أنه سيسهم في جذب الاستثمارات إلى الرياض، و81% يرون أنه سيقلل من الازدحام المروري؛ حيث ساهم في توفير الوقت لدى المواطنين، كما ساعد في التقليل من التكدس المروري، بل جعل الحياة أكثر سهولة وسلاسة، خاصة فيما يخصّ التنقل بين المدن المختلفة.

ومن الناحية التقنية يتميّز قطار الرياض بتطبيق أحدث التقنيات في مجال النقل، ويشمل ذلك القطارات ذاتية القيادة، وأنظمة التحكم المتقدمة، والمحطات المصممة لتوفير أعلى مستويات الراحة والأمان للمستخدمين.

ويساهم المشروع في تعزيز البنية التحتية للمدينة؛ مما يجعلها أكثر جاذبية للاستثمارات والشركات العالمية، وعلى المدى البعيد يتوقع أن يسهم قطار الرياض في تقليل التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات، وتحسين جودة الهواء في المدينة.

كما سيعزّز من ثقافة المشي واستخدام وسائل النقل العام؛ مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة للسكان، وذلك بالمقارنة مع تجارب دولية، يُعتبر مشروع قطار الرياض من بين الأحدث والأكثر تطورًا؛ حيث يجمع بين التصميم العصري والتقنيات المتقدمة؛ مما يجعله نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، وربما يتفوق على بعض أنظمة النقل العام في مدن عالمية من حيث الكفاءة والتقنية.

ويُمثل تشغيل جميع مسارات قطار الرياض خطوة محورية نحو تطوير منظومة النقل العام في العاصمة السعودية؛ حيث إن هذا المشروع لا يسهم فقط في تسهيل التنقل، بل يسهم أيضًا في تعزيز الاقتصاد المحلي، وتحسين جودة الحياة، وتغيير الثقافة المجتمعية نحو تبني وسائل نقل أكثر استدامة وفعالية.