30 ديسمبر 2024, 9:02 مساءً
أحدثت الثورة الرقمية تحوُّلاً جذريًّا في صناعة الإعلام؛ إذ أصبح الإنترنت والشبكات الاجتماعية جزءًا أساسيًّا من استراتيجيات المؤسسات الإعلامية في العالم؛ إذ يتيح الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية للمؤسسات الإعلامية الوصول إلى جمهور واسع ومتفاعل، ويوفران أدوات جديدة لتحليل البيانات والتفاعل المباشر مع المتابعين؛ ما يساعد في تحسين التخطيط والإدارة.
وفي التفاصيل، قال أستاذ الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل، البروفيسور عبدالحليم موسى يعقوب: إن الإعلام الرقمي يُحتِّم علينا استخدام التقنيات الحديثة في إنتاج وتوزيع المحتوى الإعلامي، مثل المواقع الإلكترونية، والتطبيقات، والبودكاست، والوسائط المتعددة.. مشيرًا إلى أن هذا النوع من الإعلام يُمثِّل وسيلة أساسية للوصول إلى جمهور متنوع ومنتشر في أماكن جغرافية مختلفة، ومن خلاله يمكن للمؤسسات الإعلامية متابعة وتحليل سلوك الجمهور؛ ما يساعد في تقديم محتوى مخصص، يُلبي احتياجات وتوجهات المتابعين.
وعدَّ الشبكات الاجتماعية، وفي طليعتها فيسبوك، وX، وإنستغرام، ويوتيوب، ولينكدإن، منصات رئيسية للتواصل والتفاعل بين المؤسسات الإعلامية وجمهورها؛ إذ تقدم هذه الشبكات وسيلة فعَّالة لنشر الأخبار، والمحتوى الإبداعي، والدعاية، وتبادُل الآراء. كما توفر بيانات حية وفورية عن اهتمامات الجمهور؛ ما يعزز قدرة المؤسسات الإعلامية على اتخاذ قرارات مدروسة، وتحقيق التواصل الفعَّال.. مفيدًا بأن التخطيط السليم والإدارة الجيدة من أهم مقومات النجاح لأي مؤسسة إعلامية في العصر الرقمي.
وقال البروفيسور يعقوب: من خلال استخدام البيانات المستخلصة من الشبكات الاجتماعية، وتحليل الاتجاهات الرقمية، يمكن للمؤسسات الإعلامية تحسين خططها الاستراتيجية، وتطوير محتوى يلائم اهتمامات الجمهور؛ إذ إنه بالتخطيط والإدارة الأساسية يتقدم التفاعل مع الجمهور، الذي من خلاله تكمن روح الاستماع إلى تعليقات المتابعين، وقياس ردود الفعل؛ ما يُعزِّز للمؤسسات الإعلامية تحسين محتواها، وتوجيهه بشكل يتناسب مع رغبات الجمهور.
واسترسل بأن استخدام أدوات تحليل البيانات، مثل Google Analytics وSocial Media Insights، يساعد المؤسسات الإعلامية على قياس فاعلية حملات الإعلام الرقمي، وتحليل الاتجاهات بالصورة التي تحتم على المؤسسات الإعلامية المضي نحو الإبداع والتنوع في المحتوى عبر تقديم مجموعة متنوعة من التنسيقات، مثل "صور، فيديو، نصوص، بودكاست... إلخ"؛ ليصبح من المهم أن تواكب المؤسسات الإعلامية هذه التنسيقات، وتستخدمها بما يتناسب مع جمهورها المستهدف؛ إذ يتيح الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية إمكانية الاستجابة السريعة للأحداث الجارية، وتغطيتها بشكل لحظي؛ ما يعزز قدرة المؤسسات الإعلامية على التأثير والتفاعل مع الوضع الراهن.
وشرح أستاذ الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل التحديات التي تواجه الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية قائلاً: بالرغم من سهولة الوصول إلى المعلومات إلا أن هناك تحديات تتعلق بالمصداقية والموثوقية في المحتوى المنشور. ومع تزايد عدد المحتوى الرقمي على الإنترنت تُواجه المؤسسات الإعلامية منافسة شديدة في جذب انتباه الجمهور. لافتًا إلى أن حماية البيانات الشخصية للمستخدمين أصبحت من القضايا الأساسية التي يجب أن تأخذها المؤسسات الإعلامية في اعتبارها عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
ودعا إلى ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية، وتبنِّي الأدوات والوسائل الحديثة، كالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي؛ لتحسين الإنتاج، وتخصيص المحتوى، واستخدام أدوات التحليل المتقدمة لتتبُّع سلوك الجمهور، ومعرفة ما يفضلونه وما لا يعجبهم، والعمل على تحسين هذه الجوانب. لافتًا إلى أنه يمكن للمؤسسات الإعلامية التعاون مع الشخصيات المؤثرة على منصات الشبكات الاجتماعية؛ للوصول إلى جمهور أكبر، وزيادة التأثير.
واختتم بالقول: الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية أصبحا من الأدوات الرئيسية لتخطيط وإدارة المؤسسات الإعلامية. ومن خلال استخدام هذه الأدوات بفاعلية يمكن للمؤسسات الإعلامية الوصول إلى جمهور أوسع، وتحقيق تفاعل أكبر، وتعزيز تأثيرها الإعلامي.
ومع التحديات الحالية يبقى الابتكار والتحليل المستمر هما مفتاح النجاح في هذا المجال المتسارع والمتغير.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.