عرب وعالم / السعودية / صحيفة عاجل

تبًا لمن يشكك في كفاءة شبابنا وشاباتنا في سوق العمل

تم النشر في: 

26 ديسمبر 2024, 9:11 صباحاً

عن فلان بن فلان (الله يمسيه بكل خير)، بلغني أن زميلاً عزيزًا وأديبًا لبيبًا مدح مقالي الذي نشرته صحيفةُ الأبيّة ـ أمد الله في عمرها ـ الأسبوع الماضي، بعنوان رحلتي مع القطار، ومع أن (نقال العلوم) مبالغ درجة أولى وتسويّقي درجة ثانية، إلا أنني مجرد ما سمعت المدحة (دي)، فتحت (قلاب) الثوب وأغلقته مرتين متتاليتين الأولى لا شعوريا والثانية بوعي لكني كذلك لا أعرف لها سببًا، ولو أن لي في الشعر مثقالا لقلت فيه شعرا شكسبيريا.

وبما أن جمهور الشعر الشعبي كاد أن يقتتل الشهرين الماضيين، وأشعل منصة التيك توك والسناب على بيتٍ من الشعر كل يدعي أنه له، فإنني سأكسر القاعدة وآخذ بيتًا عربيًا أبًا عن جد لمشهور في عصره وحتى الآن، وهذه المرة سآخذه سلفةً كي لا يدعي أحد أنه له، لأقول لمن أثنى عليّ مشكورًا: كسوتني حلةً تبلى محاسنها لأكسونّك من حسن الثناء حللاً، وقد قررت بهذا المناسبة الفرائحية أن أكتب حلقةً أخرى عن تجربتي مع المترو،  و(لعيون) أخونا الغالي الذي غرف لي المديح  _ على وزن ثريف _ وهي وجبة جنوبية فارهة، سيكون مقالنا اليوم عن كفاءة الشباب السعوديين كصورة حية شاهدتها في المترو، ومن خلال تجربتي الجديدة مع القطار..

ربما لا يعرف البعض عني أنني أدير ظهري لكثير من المشكلات تأثرًا ببعض كتب تطوير الذات، واقتداءً بقول الشاعر: أرحْتُ نفسيَ مِنْ هَمّ العداواتِ، وهذا سلوك غير جيد مع احترامي الشديد، ومن منا لم يجد مشكلةً في يومياته، بل ـ قطعا - لن تفارقنا المصاعب والمشكلات حتى في لبس هدومنا، الهدوم كلمة لها أصل عربي، وطلاب الثمانينيات يعرفونها جيدا لكثرة ما تكررت على مسامعهم من معلمي تلك الحقبة الزمنية الجميلة  ..

مالكم ( في الطويلة ) إلا أن بطاقة الصراف لم تستجب لخصم مبلغ الدخول إلى محطة القطار، فاستدرت كعادتي مع المشكلات، ولم أطلب الدعم من أحد، إذ كل ما في الأمر أن سأعود إلى سيارتي وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لكن يا (عيني) على شبابنا وشاباتنا في محطة المترو كانوا متيقظين لكل ما يجري، وتبّاً لمن يشكك في كفاءتهم وقدراتهم لسوق العمل، وفي أقل من نصف دقيقة نادتني إحدى الموظفات وعرضت عليّ المساعدة وحلت المشكلة..

نجد لطافتهم _ أيضا _ ورقيّهم في التعليمات وإيضاحها لمستخدمي القطار، وفي هذا السياق كنت أحمل بيد كأسًا من القهوة ولا تناقشونني في عشقي الأبدي لهذا المشروب، فاستوقفني بكل أدب شاب مبتسم غاية في الرقيّ والذوق والتقدير والاحترام، وأوضح لي ما الذي يترتب على اصطحاب ذلك، صحيح أنني بحْلَقْتُ بعينيّ وكأن أمراً قد وقع، ولكن بصدر رحب تقبّلتُ كلامه، وتذكّرت من أسلوبه الساحر المقولة النقدية: كلامك صح وأسلوبك أصح، على غرار من يقعون في فخ كلامك صح وأسلوبك خطأ.

شيء ألفتَ نظري خلال استخدامي لشبكة النقل العام (المترو)، وهو ارتفاع مستوى ثقافة المشي، فمعظم من رأيت مقبلاً أم مغادرًا المحطة  لا يستخدم السلالم الكهربائية المتحركة ويسلك درج السلم الثابت، أعتقد السكريين يتحسّن وضعهم الصحي بتلك الطريقة، وتصبح (المترو) نزهةً ووصفةً طبيةً، أما (رفعة) الضغط فلا يحسّنها إلا أن تعقد صلحًا مع الأولاد وأم العيال في البيت مفاده "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"، خميسكم سعيد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة عاجل ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة عاجل ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا