نظّمت واحةُ الملك سلمان للعلوم بالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، أمس، جلسةً حوارية بعنوان "المستقبل المهني في الصناعة والتعدين"، ضمن فعاليات مهرجان العلوم والتقنية "ستيم 2024".

وشارك في الجلسة مديرُ عام تطوير القدرات البشرية بوزارة الصناعة والثروة المعدنية ناصر المطيري، والرئيس التنفيذي لشركة التحول المبتكر الدكتور أحمد آل ثنيان، بحضور عدد من المسؤولين والطلاب والطالبات.

وخلال الجلسة أعلن المشرفُ العام على واحة الملك سلمان للعلوم الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر، عن إطلاق مهرجان جديد بعنوان "الرياضيات.. لغة العلوم" مطلع يناير المقبل، مؤكدًا أن المهرجان يهدف إلى تغيير المفاهيم حول الرياضيات كعلم رئيسي ومفتاح لفرص مستقبلية واسعة، معربًا عن أمله في أن يسهم المهرجان في إلهام الطلاب والطالبات وتعزيز شغفهم بالعلم والتعلم.

من جانبه أوضح "المطيري" خلال الجلسة أن السعودية تمضي قدمًا في الاستثمار في قطاعات استراتيجية، تشمل صناعة السيارات والصناعات الغذائية، مشيرًا إلى أن المنتجات السعودية تحتل 55% من القيمة السوقية لقطاع الصناعات الغذائية في الخليج؛ مما يؤكد ريادتها في هذا المجال.

وسلط "المطيري" الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الكفاءة والإنتاجية، مشيرًا إلى أن الفرص الوظيفية في هذا المجال لا تزال قيد التطوير. وأعلن عن مبادرات مرتقبة بالتعاون مع تعليم الرياض، تشمل زيارات ميدانية للمصانع، وإطلاق "هاكاثون الصناعة"، إضافة إلى برامج ابتعاث تهدف إلى تمكين الشباب من مهارات سوق العمل.

بدوره شدد الدكتور أحمد آل ثنيان على أهمية المهارات الشخصية والتقنية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، مثل التفكير النقدي والتصميمي، إلى جانب الذكاء العاطفي والاجتماعي، داعيًا إلى تعلم لغات أجنبية وإدارة الوقت بشكل فعّال.

وأكد "آل ثنيان" أن المرحلة المقبلة تتطلب من الشباب القدرة على خلق الفرص بدلًا من البحث عنها، مع التركيز على تأسيس شركات ريادية، مضيفًا أن تنمية المهارات اللاصفية، خصوصًا في الرياضيات والعلوم، تساعد الطلاب على مواجهة التحديات وحل أعقد المشكلات.

وأشار المشاركون إلى أن قطاعي الصناعة والتعدين يشكلان محورًا رئيسًا لتوليد الوظائف ضمن رؤية المملكة 2030؛ حيث تهدف الوزارة إلى توفير أكثر من 3 ملايين وظيفة نوعية بحلول الأعوام القادمة.

إلى ذلك شهدت الجلسة تفاعلًا كبيرًا بين الطلاب والمختصين؛ حيث ناقشوا الفرص والتحديات التي تواجه سوق العمل، مؤكدين على أهمية الشراكة بين القطاعات المختلفة لتطوير الكوادر الوطنية بما يتماشى مع تطلعات المملكة.