عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

شمس "" تغرُب.. فصل الختام لرئاسة في مفترق طرق

تم النشر في: 

18 ديسمبر 2024, 11:43 صباحاً

في يوم طويل قضاه الرئيس في أنغولا، تجلّت ملامح الإرهاق على مُحياه؛ بعد زيارات لميناء مكتظ بالرافعات ومصنع يعجّ بأحزمة النقل، وجد الرئيس نفسه جالسًا على طاولة خشبية دائرية في غرفة خانقة، حيث أسند رأسه على يده، وأغمض عينيه للحظات بينما استمرت الخطابات.

لا شك أن رحلة جوية حول العالم تُرهق أي رئيس، فما بالك برئيس يبلغ من العمر 82 عامًا، ومع ذلك، يرى بايدن في هذه الزيارة رمزية خاصة، فقد قطع آلاف الأميال لتسليط الضوء على مشروع خط سكة حديد جديد تدعمه الولايات المتحدة، والذي يَعِد بتغيير اقتصادات إفريقيا وتوفير الموارد لأمريكا، لقد أصرّ على الحضور، مُعتزًا بكونه أول رئيس أمريكي يزور أنغولا.

تقلبات ومنعطفات

وهذه هي المرحلة الأخيرة من رئاسة بايدن، الأيام الأخيرة من فصل الختام لرحلة سياسية ملحمية امتدت لنصف قرن، شهدت الكثير من التقلبات والمنعطفات. الوقت يمر بسرعة، ويبدو بايدن أكبر سنًا وأبطأ قليلًا مع مرور كل يوم. يؤكد مساعدوه أنه لا يزال يتمتع بذهن حاد داخل غرفة العمليات، حيث يتواصل مع القادة العالميين للتوسط في وقف إطلاق النار في لبنان أو التعامل مع الوضع المُضطرب في ، لكن من الصعب تخيّل أنه يعتقد جديًا بإمكانية تحمّل أعباء أكثر الوظائف إرهاقًا في العالم لأربع سنوات أخرى، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

ولا يسهُل على بايدن تقبّل فكرة الخروج، لم يحدث أي شيء منذ اضطراره للانسحاب من السباق في يوليو يُثبت خطأ هذا القرار. ومع ذلك، تم فوز دونالد ترامب على نائبة الرئيس كامالا هاريس على أنه رفض لبايدن، وهو أمر كان مؤلمًا ولا يزال. لكن على عكس ترامب قبل أربع سنوات، يتقبّل هذا الرئيس النتيجة. بايدن مُصمّم على إنهاء ولايته الرئاسية بصورة إيجابية وتشكيل إرثه كرئيس ذي شأن.

"نعم، هذا صعب"، قال تيد كوفمان، صديق بايدن ومساعده وخليفته في مجلس الشيوخ. "لكنه مرّ بأمور أصعب من ذلك. لديه قائمة طويلة من الأشياء التي يريد القيام بها، وهو يُركّز على إنجازها". لطالما كان بايدن سياسيًا عمليًا، وهو الآن أكثر عملية من أي وقت مضى. لقد أدرك منذ فترة طويلة أن رئاسته لن تتجاوز ولاية واحدة، لذا فهو يُركّز على تحقيق أكبر قدر ممكن خلال هذه الفترة. يُدرك بايدن أن الوقت ليس في صالحه، لذا فهو يعمل بجد لضمان أن يكون إرثه إيجابيًا ودائمًا.

السياسة الخارجية

لطالما كان بايدن داعمًا قويًا للسياسة الخارجية، وخاصة فيما يتعلق بإفريقيا. يُعدّ مشروع خط السكة الحديد الجديد الذي يدعمه في القارة مثالًا على التزامه بتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الدول الإفريقية. يؤمن بايدن بأن هذه المشاريع يُمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، ليس فقط في إفريقيا ولكن في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، يُدرك بايدن القيود التي يواجهها. يعلم أن الوقت ينفد، وأن هناك الكثير مما يجب القيام به في فترة زمنية قصيرة. يعمل عن كثب مع فريقه لضمان تحقيق أهدافه قبل مغادرة منصبه.

وبايدن مُصمّم على ترك إرث إيجابي، ليس فقط من خلال سياساته وإنجازاته، ولكن أيضًا من خلال الطريقة التي يُدير بها عملية الانتقال. يُريد التأكد من أن إدارته تترك خلفها إرثًا من الكفاءة والنزاهة، وأن سياساته ستستمر في التأثير على الأجيال القادمة. في حين واجه بايدن تحديات كبيرة خلال رئاسته، إلا أنه يظل مُتفائلًا بشأن مُستقبل البلاد. يؤمن بقوة الشعب وقدرته على التغلب على الصعاب. يأمل أن يُنظر إلى رئاسته على أنها فترة من التقدم والوحدة، حتى في خضم الانقسامات السياسية.

ومع اقتراب بايدن من نهاية ولايته الرئاسية، يُدرك أن مهمته لم تنتهِ بعدُ. يلتزم بمواصلة العمل من أجل القضايا التي يؤمن بها، حتى بعد مُغادرة البيت الأبيض. يُخطّط للبقاء نشطًا في الحياة العامة، واستخدام خبرته وعلاقاته لمواصلة التأثير على السياسة الأمريكية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا