عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"كارثة بيئية وشيكة".. غرق ناقلتين روسيتين تحملان كميات كبيرة من النفط في البحر الأسود

تم النشر في: 

15 ديسمبر 2024, 5:07 مساءً

في تطور مثير للقلق، غرقت ناقلتان روسيتان تحملان كميات كبيرة من المنتجات النفطية في البحر الأسود، مما أثار مخاوف من كارثة بيئية وشيكة، ففي ظل الأحوال الجوية العاصفة، انقسمت سفينة الشحن "فولجونفت-212" إلى نصفين، مهددًة بإطلاق آلاف الأطنان من زيت الوقود الثقيل في المياه.

حادثة مأساوية

وتعود تفاصيل الحادثة إلى اليوم (الأحد)، عندما تعرضت السفينة "فولجونفت-212" لموجة عاتية أدت إلى انقسامها. وأظهرت مقاطع الفيديو المروعة مقدمتها وهي تخرج عمودياً من الماء، في مشهد يدل على خطورة الموقف. وقد وقع الحادث قبالة الساحل الشرقي لشبه جزيرة القرم المحتلة، على بعد 5 أميال فقط من مضيق كيرتش.

والناقلة كانت تحمل 4,300 طن من زيت الوقود الثقيل، المعروف باسم المازوت، والذي يشكل خطراً كبيراً على البحرية. وقد بدأت خدمة الطوارئ الروسية عملية إنقاذ واسعة النطاق، حيث شاركت قاطرات وطائرة هليكوبتر في محاولة لإنقاذ أفراد الطاقم البالغ عددهم 13 فرداً.

وفي تطور لاحق، واجهت ناقلة شحن أخرى، وهي "فولجونفت-239"، صعوبات في نفس المنطقة. وكانت تحمل 4 أطنان من زيت الوقود، مما زاد من مخاوف حدوث كارثة بيئية. وقد أظهرت مقاطع الفيديو سفينة أخرى وهي تغرق، بينما صرخ أحد البحارة: "تغرق سفينة أخرى! يا إلهي!"

اتهامات بالتهور

واتهم المسؤولون الأوكرانيون روسيا بالتهور وعدم المسؤولية. حيث قال ديمترو بليتينشوك، المتحدث باسم البحرية الأوكرانية: "هذه ناقلات روسية قديمة للغاية، ولا ينبغي الإبحار بها في مثل هذه العاصفة. لقد انتهكت روسيا قواعد التشغيل، والنتيجة هي حادث مأساوي".

وتشير التقارير إلى أن المنتجات النفطية، في حالة تسربها إلى البحر الأسود، ستتسبب في أضرار بيئية جسيمة. فالبحر الأسود، الذي يعاني بالفعل من آثار الحرب، قد يواجه كارثة بيئية تهدد الحياة البحرية والنظام البيئي بأكمله.

وتعد ناقلة النفط "فولجونفت-212" قديمة، حيث يبلغ عمرها 55 عاماً، وقد تم تجديدها مؤخراً. ومع ذلك، يبدو أن عملية التجديد لم تكن كافية لمنع الحادث. فقد انكسر الدرز الضخم في منتصف السفينة، مما أدى إلى غرقها.

وشاهد أفراد الطاقم سفينتهم وهي تتحطم، حيث وقفوا على الجسر يرتدون سترات النجاة البرتقالية. وأظهرت لقطات الفيديو بقعة سوداء تطفو على سطح الماء، بجوار مقدمة السفينة المقلوبة. وتصطدم الأمواج العاتية بالهيكل المنكوب، في مشهد يدل على قوة الطبيعة وقسوتها.

وتأتي هذه الحادثة في ظل الصراع العسكري المكثف في البحر الأسود منذ غزو روسيا الكامل لأوكرانيا في عام 2022. فقد استخدمت أوكرانيا طائرات مسيرة بحرية وصواريخ لإغراق بعض السفن الروسية، مما أجبر الأسطول الروسي على الانسحاب من ميناء سيفاستوبول في القرم والانتقال إلى ميناء نوفوروسيسك الأكثر أماناً.

الاستجابة الدولية

وفي يونيو ، تسببت القوات الروسية في كارثة بيئية أخرى عندما فجرت سد كاخوفكا الكهرومائي فوق نهر دنيبر. وأدى هذا الانفجار إلى إطلاق كميات هائلة من المياه، مما أدى إلى جرف عشرات القرى وتدفق المياه الملوثة إلى البحر الأسود. ووفقاً لعلماء الأحياء، فإن التلوث الناتج عن هذه الكارثة قد تسبب في القضاء على العديد من الكائنات البحرية.

وسجل العلماء ارتفاعاً ملحوظاً في الوفيات بين الدلافين وخنازير البحر منذ الهجوم الروسي الشامل. حيث قُتل حوالي 1,000 من الحيتانيات في عام 2022، مما أثر على أعداد الدلافين ذات المنقار القصير والدلافين ذات الجانب الأبيض.

وتطلب هذه الكارثة البيئية المحتملة استجابة دولية عاجلة. فمن الضروري اتخاذ إجراءات سريعة لمنع تسرب النفط إلى البحر الأسود، وحماية الحياة البحرية والنظام البيئي الهش. كما يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الحوادث وتطبيق معايير السلامة البحرية بشكل صارم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا