12 ديسمبر 2024, 11:32 صباحاً
كشفت مراجعة لدراسات سابقة حول تأثير التبرع بأعضاء الجسم على سلوكيات المتلقين، أن الأشخاص الذين مروا بعمليات زرع أعضاء في أجسامهم، عبروا عن تغيرات غريبة في عواطفهم وأذواقهم وذكرياتهم.
وحسب تقرير نشرته صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، اليوم الخميس، فهذه الظاهرة أكثر شيوعًا بين من تلقوا قلبًا من متبرع.
ويضيف التقرير، ليس القلب فقط، لكن حتى أولئك الذين تلقوا الكلى والرئتين وجلود الوجوه لاحظوا أيضًا تغييرات في تفضيلاتهم الغذائية واختياراتهم الموسيقية وحتى التوجه الجنسي.
وراثة ذكريات المتبرعين
بالنسبة لبعض المرضى المتلقين، ظهرت عليهم هوايات وتفضيلات جديدة، هي هوايات وتفضيلات المتبرعين، مما دفع الخبراء إلى التساؤل عما إذا كان المتلقون يتلقون أيضًا ذكريات المتبرعين.
قصة الصبي الذي أصبح يخاف من الماء
وحسب "الديلي ميل"، ففي مراجعة نُشرت في وقت سابق من هذا العام، أشار الباحثون إلى دراسة حالة، حيث تلقى صبي يبلغ من العمر تسع سنوات قلبًا من فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات غرقت في مسبح عائلتها.
على الرغم من أن الصبي لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية وفاة المتبرع، إلا أن والدته ذكرت أنه أصبح "خائفًا للغاية من الماء".
في حالة أخرى، تلقى أستاذ بالجامعة قلبًا من ضابط شرطة قتل بعد إصابته برصاصة في وجهه، وبعد فترة بدأ الأستاذ الجامعي في رؤية "وميض من الضوء" أمام عينيه مباشرة.
وقال: "يصبح وجهي ساخنًا جدًا، كأنه يحترق بالفعل".
التفسير العلمي للظاهرة الغريبة
تشير الأبحاث المتزايدة إلى أن هذا قد يكون بسبب ارتباط القلب والدماغ بشكل جوهري، حيث يشترك القلب في الخلايا العصبية والخلايا المشابهة للدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، قد تتسبب عملية زرع الأعضاء في تغيير الجينات التي تتحكم في السمات والتعبير عن نفسها بشكل مختلف.
مصادفة للغاية.. أو استجابة نفسية للشفاء
ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن هذه الحالات مصادفة للغاية، وقد تكون التغييرات بدلاً من ذلك استجابة نفسية للتعافي من جراحة كبرى وأمراض القلب القاتلة تقريبًا.
ربما السبب هو الأدوية المثبطة للمناعة
اقترح خبراء من جامعة ماكجيل في كندا، على سبيل المثال، أن الأدوية المثبطة للمناعة التي يتعين على متلقي الأعضاء تناولها يمكن أن تسبب زيادة في الشهية، مما قد يغير وجهة نظرهم بشأن الطعام.
ربما قلق المتلقين من وراثة سمات المتبرعين
تشير أبحاث أخرى إلى أن المتلقين قد يذهبون إلى الجراحة وهم قلقون بالفعل بشأن وراثة سلوكيات أو سمات شخصية المتبرع، مما قد يؤدي إلى تغييرات سلوكية.
ربما الضغط النفسي الناتج عن إجراء جراحة كبرى
إن الضغط الناتج عن إجراء عملية جراحية كبرى قد ينقذ حياة المريض، وقد يؤدي إلى تغيير نظرته إلى جوانب معينة من حياته مثل العلاقات.
تحولات في تفضيلات المتلقين
بالإضافة إلى الذكريات، فإن بعض المرضى يبلغون أيضًا عن تحولات في تفضيلاتهم المحددة.
في إحدى دراسات الحالة التي أجريت عام 2002، شرح الأطباء بالتفصيل حالة امرأة ورثت تفضيلات الطعام من المتبرع.
كتب الباحثون: "كانت راقصة ومصممة رقصات تهتم بصحتها، وعند مغادرتها المستشفى شعرت برغبة لا يمكن السيطرة عليها للذهاب إلى مطعم كنتاكي فرايد تشيكن وطلب قطع دجاج، وهو طعام لم تأكله أبدًا.. ومن المثير للاهتمام أنه تم العثور على قطع دجاج كنتاكي غير مأكولة في سترة الشاب عندما قُتل".
تلقت قلبًا نباتيًا.. وهذا ما حدث
أصبحت امرأة أخرى تبلغ من العمر 29 عامًا، والتي تلقت قلبًا من نباتي يبلغ من العمر 19 عامًا، فجأة نفورًا من اللحوم.
نحتاج للمزيد من البحث
وحسب التقرير، فإن الفريق الذي قام بمراجعة الدراسات حول تأثير التبرع عام 2024، طالب بالمزيد من البحث حول العلاقة بين عمليات زرع القلب والذاكرة.
كتبوا: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث متعدد التخصصات لكشف تعقيدات نقل الذاكرة، ومرونة الأعصاب، وتكامل الأعضاء، وتقديم رؤى حول كل من زراعة الأعضاء والجوانب الأوسع لعلم الأعصاب والهوية البشرية.
"إن فهم هذه التعقيدات يعد بداية لتقديم رعاية أفضل للمرضى في حالات زراعة الأعضاء ويعمق فهمنا للجوانب الأساسية للتجربة البشرية والوجود".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.