07 ديسمبر 2024, 11:35 صباحاً
يحذّر الكاتب والمحلل السياسي عبدالرحمن الراشد أنه ليس من الحَصافة استعجالُ الحكم على الأحداثِ الكبرى في سوريا، لافتًا إلى أنه ليس لنا إلا أن نتابعَ الأحداث وفق تبدلاتِها، خاصة في الاصطفافِ في ظرفٍ غامضٍ متغير جغرافيًّا وسياسيًّا إقليميًّا ودوليًّا. ومع سرعة الانهيارات في عدة مناطق بسوريا، يطرح الكاتبُ العديدَ من الأسئلة ليست لها إجابات محسومة بعد؛ حسب وصفه، وأهمها عن ماهية "هيئة تحرير الشام" "هتش" وشخص زعيمها أحمد الشرع، الجولاني سابقًا، وهل يمكن أن ينهار النظام السوري؟ مؤكدًا أن المنطقة ستتغير بشكل كبير في حال استيلاء المعارضة على الحكم؟
ليس من الحَصافة استعجالُ الحكم على الأحداثِ
وفي مقاله "الشرع و"هتش" على أبواب دمشق" بصحيفة "الشرق الأوسط"، يبدأ "الراشد" محذرًا ويقول: "ليس من الحَصافة استعجالُ الحكم على الأحداثِ الكبرى في سوريا، وبعيدًا عن الاصطفافِ في ظرفٍ غامضٍ متغير جغرافيًّا وسياسيًّا إقليميًّا ودوليًّا، ليس لنا إلا أن نتابعَها وفق تبدلاتِها، حتى أكثر المطلعين معرفةً دُهشوا من سرعة الانهيارات في شمالِ غربي سوريا، والبارحة في شرقها في دير الزور، وربما قريبًا في الجنوب حيث درعا".
أسئلة ليست لها إجابات محسومة بعد
ويرى "الراشد" أنّ الموقف يطرح الأسئلة دون إجابات، ويقول": "هناك العديد من الأسئلة ليست لها إجابات محسومة بعد.. أولها عن "هيئة تحرير الشام" "هتش" وشخص زعيمها أحمد الشرع، الجولاني سابقًا، المتهمين بالقاعدية؟
بالفعل، جذورها "جبهة النصرة". إنَّما خلال السنوات الماضية طرأت تغيراتٌ على سلوك هذه الجماعة وعلى خطاب قائدها "الشرع" نفسه، وهذا التغير ليس وليدَ الحرب الحالية، بل منذ نحو 5 سنوات.
هل يمكن أن تكون تقية سياسية؟
ربما، وليس أمامنا سوى التعامل مع ما يفعله، وكما قال لـ"سي إن إن": «انظروا إلى أفعالي، لا إلى كلامي". ولو افترضنا أنه قاعدي مستتر، كما يرميه خصومه، فإنَّ مستقبل مشروعه السياسي لن يبحر بعيدًا، حتى تركيا، الداعم الرئيسي له، ستخشى تسليمَ الحكم لجماعة متطرفة قد تؤثر على أوضاعها الداخلية؛ لهذا بعيدًا عن التفتيش على النوايا، فإنَّ العالم مضطرّ للتعامل معه وفق أفعاله، وليس بالإصرار على محاكمة تاريخه. وهذا ما جرى مع الإمام الخميني عندما وصل للحكم في إيران، و"طالبان" أفغانستان في عام 1996، و"الإخوان" بعد ترؤسهم مصر؛ حيث تعاملت معهم حكومات العالم وفق قاعدة القبول بالواقع الجديد حتى يثبت خلاف ذلك".
هل يمكن أن ينهار النظام السوري؟
وردًّا على هذا السؤال يقول "الراشد": "لا شكّ أنّه ارتكب أخطاء استراتيجية بإصراره على علاقة عسكرية مع إيران ذات أبعاد خارجية، وكذلك عندما رفض التعامل مع جارته الكبرى تركيا، وعندما أغلق الباب بعد انتصاره في 2018 أمام المصالحة مع المعارضة، مع أنّها استمرّت تسيطر على نحو نصف البلاد. دمشق تحصد ما زرعته. وقد بنت سياستها الدفاعية على دعم إيران وميليشياتها، بما فيها العراقية و"حزب الله"، الذين هم في وضع صعب، في حين بات المسلحون على بعد ساعة من دمشق فقط.
لكن ما كان يظنّ أنه حتمي في 2015 بسقوط الأسد، فوجئ العالم بأنه ربح المعركة. بالتأكيد، ظروف اليوم مختلفة، فالحرب الأخيرة بين محور إيران مع إسرائيل شلّت طهران، ولو عبرت قواتها الحدود إلى سوريا فالأرجح أن تتدخل إسرائيل، ناهيك عن الموقف التركي الواضح بأنها ستشارك في المعركة إن دخل العراق. عسكريًّا: يتبقّى أمل النظام في نجدة روسية جوًّا وبرًّا بقواتها "الفاغنر"، لكن الوقت قصير مع اقتراب الفصائل المسلحة من دمشق، وروسيا منشغلة في حرب أكبر في أوكرانيا. سياسيًّا: ربما تنتظر معجزة بمبادرة مصالحة مع تركيا، اللاعب الرئيسي في المعركة، وحلّ يقدم الجميع فيه تنازلات كبيرة، تبدو بعيدة مع اتساع الخلاف بين العاصمتين، وإعلان الرئيس إردوغان أن المسلحين ذاهبون إلى دمشق".
المنطقة ستتغير وبشكل كبير في هذه الحالة
وينهي "الراشد" قائلًا: هل ستتغير المنطقة في حال استيلاء المعارضة على الحكم؟
قطعًا وبشكل كبير، فالتوازنات الإقليمية ستتبدل؛ كونها تترافق مع نتائج حربَيْ غزة ولبنان. سوريا مهمة للاستراتيجية الإيرانية، وبفقدانها يتغيّر ميزان القوى الإقليمي. أمام سوريا والسوريين أيام صعبة، راجين لهم أن يخرجوا منها بأمن وسلام".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.