عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

المالية: التضخم في تحت السيطرة بالرغم من ارتفاعه عالميًّا.. والمؤشرات الاقتصادية تدعو للتفاؤل

تم النشر في: 

26 نوفمبر 2024, 7:57 مساءً

أكد المالية محمد بن عبدالله الجدعان أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كانت واضحة جدًّا للتأكد من تنفيذ الميزانية وفقًا لما خُصصت له، والتأكد من تنفيذها بكفاءة عالية، مشيرًا إلى تصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي تحدث فيه عن دور الميزانية في تقديم الخدمات للمواطنين، وتحسين هذه الخدمات، ورفع فرص الأعمال والوظائف للمواطنين والمواطنات، وتمكين القطاع الخاص، والتأكد من وجود واضحة جدًّا لتنفيذ الاستراتيجيات.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقده الوزير الجدعان اليوم في بمناسبة إعلان الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1446 / 1447هـ (2025م)، مبينًا أن سمو ولي العهد أكد بوضوح قدرة الاقتصاد بكفاءة عالية جدًّا على مواجهة التحديات التي نشاهدها حولنا في العالم.

وقال الجدعان: "شاهدنا -كما ذكره سموه ولي العهد- نموًّا مميزًا في الاقتصاد غير النفطي بالرغم من كل التحديات الجيوسياسية حول العالم، وأكد سموه أهمية دعم المالية العامة واستدامتها، وأهمية إدارة الدَّين العام بحصافة، ونجاح خطط خلال السنة الحالية والسنوات السابقة في الوصول إلى تغيرات هيكلية رائعة جدًّا في الاقتصاد".

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتطورات الاقتصادية أضاف الجدعان: "إن المؤشرات الاقتصادية على المدى المتوسط مؤشرات تدعو إلى التفاؤل، وتبني على ما سبق. وقد تحدثنا في المؤتمر الماضي عن الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وما وصل إليه من مستويات متميزة بنمو كبير جدًّا خلال الفترة من 2016 إلى نهاية ؛ إذ تواصل النمو بنسبة 64% إلى أربعة تريليونات ومئة تقريبًا في الناتج المحلي الاسمي".

وأشار إلى أن الناتج المحلي الحقيقي، بالرغم من الانخفاض الكبير جدًّا في الناتج المحلي النفطي، إلا أن الناتج المحلي غير النفطي ساعد على نموه واستمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي، وسيستمر هذا النمو في العام القادم لمستويات 4.6%، وبمتوسط في هذه الحدود على المدى المتوسط إلى 2027 وما بعدها بإذن الله تعالى.

وأكد وزير المالية أن التضخم في السعودية تحت السيطرة بالرغم من ارتفاعه عالميًّا، واستمرار ذلك التضخم؛ إذ وصلنا إلى 1.7 هذا العام، ومن المتوقع أن يستمر مستوى التضخم في الأعوام القادمة على المدى المتوسط لأقل من 2%.

وركز معاليه على التغيير الهيكلي؛ لأهميته القصوى، ومساهمة الاستثمار الخاص في الناتج المحلي؛ إذ إن تغييره في كل الدول يأخذ وقتًا طويلاً جدًّا، ويتغير ببطء، ومن الصعب تغييره في فترة قصيرة. مبينًا أن في الفترة من 2016 (وقت انطلاق رؤية السعودية 2030) إلى اليوم حدث تغيُّر مميز في هذه النسبة بنسبة 52%؛ لتصل في منتصف عام 2024 إلى 24.7% من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا التغير الهيكلي يعكس ثقة القطاع الخاص فيما يحدث في اقتصاد السعودية.

وأوضح أن الناتج المحلي غير النفطي لعام 2024 بنهاية السنة يُتوقع أن يصل إلى 3.7%. وهذه التغيرات تكشف نتائج عمل لمدة ست أو سبع سنوات ماضية لاستراتيجيات يتم تنفيذها بكفاءة لمبالغ كبيرة جدًّا، يتم إنفاقها من المالية العامة، ولإنفاق كبير جدًّا من القطاع الخاص أيضًا؛ لاستغلال الفرص الاقتصادية التي نتجت من رؤية 2030، وما تبع ذلك من فرص في الاقتصاد.

وفيما يتعلق بتوقعات إقفال عام 2024 أفاد وزير المالية بأنه يتوقع أن ننتهي بمستوى إنفاق في حدود التريليون وثلاثمئة وخمسة وأربعين مليارًا، ومستوى إيرادات في حدود تريليون ومئتين وثلاثين مليار ريال، وبعجز يقدر تقريبًا بمئة وخمسة عشر مليار ريال.

وتعني هذه الأرقام أن الحكومة استمرت في إنفاقها التوسعي المركَّز على القطاعات ذات الأثر أولاً، التي تلامس المواطنين، وثانيًا الأثر المباشر على الاقتصاد؛ بما يخلق فرص أعمال للمواطنين والمواطنات؛ إذ شاهدنا قفزات كبيرة جدًّا.

وقال: "إننا لو ننظر إلى إحصاءات المنشآت أو الإحصاءات المنشورة من هيئة الإحصاءات العامة لوجدنا قفزات كبيرة جدًّا في حجم المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي استغلت الفرص التي تخلقها هذه الدورة الاقتصادية والإنفاق الحكومي. وهذه الأرقام تعكس حقيقة أخرى، هي أن أرقام الميزانية تستمر أرقامًا متحفظة للسنة الرابعة والخامسة على التوالي، وننتهي بإيرادات إجماليها أعلى من المخطط له في الميزانية عندما أعلناها في العام الماضي؛ ويدل ذلك على أن الحكومة دائمًا تأخذ جانب التحوط عند تقدير الإيرادات، سواء الإيرادات النفطية وغير النفطية، وأن نتائج الإنفاق خلال السنة تعزز أيضًا من الدورة الاقتصادية؛ وبالتالي تنمي الإيرادات غير النفطية".

وأضاف: "نستمر في ذلك أيضًا -إن شاء الله- في ميزانية العام القادم، ونرى -بإذن الله تعالى- نموًّا يتزايد، سواء في الإيرادات النفطية أو غير النفطية، أو في المؤشرات الاقتصادية".

وفيما يتعلق بالعام القادم أكد الجدعان أن ميزانية 2025 تزيد في جانب الإنفاق عما أُعلن في ميزانية 2024 نحو 2.7%، وإجمالي الإنفاق المتوقع سيكون في حدود تريليون ومئتين وخمسة وثمانين مليارًا، متوقعًا أن تكون الإيرادات في حدود التريليون ومئة وأربعة وثمانين مليارًا، وأن يكون العجز في حدود 101 مليار ريال. وتعني هذه الأرقام استمرار نهج توسعي مخطط له من الحكومة؛ لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، ورفع مستوى وجودة الخدمات، وتوسيع هذه الخدمات، والتركيز على استراتيجيات ذات أثر اقتصادي مؤثر على الوظائف وعلى فرص الأعمال، وعلى استدامة الاقتصاد السعودي، وإكمال المشاريع التي بدأت في السنوات السابقة -بإذن الله-؛ لربط المنظومة الاقتصادية معًا، سواء من الناحية التقنية أو من ناحية البنية التحتية.

وأوضح الجدعان أن الإنفاق على القطاعات يبرز فيه أن 526 مليارًا من ميزانية العام القادم ستكون في الإنفاق على قطاعات (التعليم، الصحة، التنمية الاجتماعية والخدمات البلدية)، التي تُعدُّ محور ارتكاز بتوجيهات قيادة هذه الدولة.

وأبان معاليه أن توزيع القطاعات يأخذ في الاعتبار أين تركيز الاستراتيجيات والمشاريع ذات الأثر على الوطن، وعلى المواطن، وعلى فرص الأعمال، وعلى استدامة هذا الاقتصاد بإذن الله تعالى.

وفيما يتعلق بجانب الإيرادات على المدى المتوسط ذكر أن جانب الإيرادات في إعلانات الحكومة في الميزانية دائمًا يأخذ الجانب المتحفظ، ونتوقع إيرادات لعام 2026 في حدود التريليون ومئة وثمانية وتسعين مليارًا، ونتوقع إيرادات لعام 2027 في حدود التريليون ومئتين وتسعة وثمانين مليار ريال، وسنستمر بنهجنا في استخدام هذه الإيرادات بما يعود بالفائدة على هذا الوطن، وعلى مواطنيه، وعلى الخدمات المقدمة لهم، وعلى فرص الأعمال التي تُخلق من قِبل الاقتصاد، وعلى فرص العمل التي أيضًا يخلقها الاقتصاد بأشمله.

وفيما يتعلق بالنفقات ذكر الوزير الجدعان أنه من المتوقع أن تنمو النفقات على المدى المتوسط؛ لتصل إلى تريليون و429 ريالاً في عام 2027م. وإن هذا جزء من التخطيط المالي طويل المدى، عملت عليه الحكومة على مدى شهور وسنوات؛ لتصل إلى تخطيط مالي أقرب إلى الدقة، عالي الكفاءة، يصل إلى مرحلة من النضج فيما يتعلق بأولويات الإنفاق، وكفاءة الإنفاق، وتمويل الاستراتيجيات ذات الأثر الفاعل على الاقتصاد المستدام.

بأن الاستثمار في المواطنين والخدمات المقدمة يُعدُّ استثمارًا في الاقتصاد، واستثمارًا في مستقبل أبناء السعودية؛ لاستدامة اقتصادها.

وفيما يتعلق بعجز الميزانية أشار الجدعان إلى استمرار العجز المخطط له في الميزانية على المدى المتوسط؛ ليصل إلى نحو 140 مليار ريال في سنة 2027م، مشيرًا إلى الأخذ في الاعتبار أن متحفظة في تقديرها للإيرادات؛ إذ وضعت في بيان الميزانية المنشور على موقع الوزارة مجموعة سيناريوهات لتقديرات الإيرادات، قد ينخفض فيها العجز في حالة تحقق بعض السيناريوهات، لكن من باب الاحتياط دائمًا تأخذ الجانب المتحفظ في تقدير الإيرادات؛ وبالتالي تقديرات العجز.

وتحدَّث الجدعان عن عدد من النقاط المهمة التي لم تُطرح سابقًا في الميزانية، مشيرًا إلى تغييرات هيكلية في الاقتصاد، تتطلب سنوات لرؤية نتائجها، وبدأت تظهر بالفعل، مفيدًا بأن الإنفاق يتزايد بنحو 33% سنويًّا على المشاريع النوعية، والاستراتيجيات ذات الأثر، وبرامج تحقيق رؤية السعودية 2030. مفيدًا بأن الإنفاق على هذه المجالات شهد ارتفاعًا بنسبة 38% سنويًّا منذ انطلاق الرؤية، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو؛ إذ يخصص الجزء الأكبر من الإنفاق التوسعي لهذه المشاريع والاستراتيجيات.

وبيَّن أن هذا التوسع في الإنفاق أسهم في زيادة نسبة إسهام الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، من نحو 47% في عام 2016 إلى نحو 52% بحلول النصف الأول من عام 2024.

وأوضح أن هذه التغيرات الهيكلية، مثل بناء المدن الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية الكبرى، تستغرق سنوات لتظهر نتائجها بشكل كامل، ولا تزال بعض المشاريع في مرحلة الإكمال.

وتحدث عن زيادة الإيرادات غير النفطية بنسبة 154% منذ عام 2016م؛ لتصل إلى 472 مليار ريال، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة تعني أن الاقتصاد السعودي بات أقل تأثرًا بتقلبات أسعار النفط مقارنة بالسابق؛ ما يضمن استقرار الإنفاق، واستدامة النمو الاقتصادي.

وأكد الجدعان الدور المحوري للاستثمار الخاص الذي ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي إلى 24%، مقارنة بمساهمة القطاع النفطي البالغة 28%، مشيرًا إلى أهمية الصادرات غير النفطية في خلق قطاع اقتصادي قادر على المنافسة الدولية، وزيادة الوظائف ذات الجودة العالية، وتحسين ميزان المدفوعات من خلال زيادة التدفقات النقدية الأجنبية.

وفيما يتعلق بسوق العمل أفاد بأن عدد العاملين السعوديين في القطاع الخاص زاد بنسبة 23% منذ عام 2016م حتى منتصف عام 2024م؛ ما يعكس توسعًا ملحوظًا في أعمال القطاع الخاص.

وأشاد وزير المالية بالدور المتنامي لقطاع ، الذي أصبح ثاني أكبر مساهم في ميزان المدفوعات بعد النفط؛ إذ بلغت إيراداته 48 مليار ريال بنهاية عام 2023م، ومن المتوقع أن تتجاوز هذا الرقم في عام 2024م. مؤكدًا أن تحول السياحة من قطاع مستورد للعملات الأجنبية إلى قطاع مصدِّر لها يُمثل نجاحًا استراتيجيًّا كبيرًا.

وأوضح الجدعان أن الحكومة تركز في المدى المتوسط على استكمال مشاريع كبرى، تشمل (النقل، جودة الحياة والصحة). ومن بين هذه المشاريع (حديقة الملك سلمان، المسار الرياضي، مشاريع البحر الأحمر، القدية، نيوم والدرعية)، التي تسهم جميعها في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

وتطرق وزير المالية إلى أن الاستراتيجيات تُعدُّ إحدى أهم النقاط التي أدت إلى تغييرات هيكلية في الاقتصاد السعودي، مبينًا استمرار الدعم لها، والتركيز عليها، وموضحًا أن الاستراتيجيات القطاعية والمكانية هي الاستراتيجيات الخاصة بمناطق (مكة المكرمة، منطقة عسير، منطقة الشمال، منطقة الرياض، منطقة الشرقية وبقية مناطق السعودية).

وتناول خلال المؤتمر الصحفي الاستراتيجيات القطاعية متطرقًا لأبرز خمسة قطاعات يتم التركيز عليها، يأتي في مقدمتها القطاع الصناعي، الذي يعد أهم القطاعات، التي تلتقي بمحاور عدة، منها الأمن الوطني، والقدرة على التوظيف، والقدرة على التصدير والمنافسة، إضافة إلى ميزان المدفوعات، ومدى القدرة على رفع مستوى التصدير التي تنعكس على زيادة دعم ميزان المدفوعات.

كما تطرق إلى جوانب الصادرات، التي من خلالها يتم استبدال الواردات من خلال الاستثمار واستهلاك المنتج المحلي، إضافة إلى التصدير والمنافسة دوليًّا؛ بما يعزز من جودة المنتج المحلي.

كما أبرز وزير المالية دور قطاع السياحة وأثره في الناتج المحلي لميزانية الدولة، عادًّا القطاع السياحي أكبر القطاعات التي لديها القدرة على إيجاد العديد من الوظائف، إضافة إلى قدرتها في ميزان المدفوعات، من خلال المشاريع الجاري تنفيذها، وعلى كامل القطاع، فضلاً عن إيصال الخدمات الأساسية لبعض المشاريع السياحية حول السعودية، في إطار تعزيز قطاع مهم جدًّا للاقتصاد؛ لخلق فرص أعمال ووظائف.

وتناول وزير المالية في حديثه قطاع النقل والخدمات اللوجستية، مؤكدًا أنه لا يمكن أن يكون القطاع الصناعي فاعلاً دون أن يكون مدعومًا بقطاع لوجستي، يستطيع أن ينقل هذه الصناعة إلى خارج السعودية أو إلى المشترين داخل السعودية، عادًّا قطاع النقل والخدمات اللوجستية أحد أهم القطاعات الممكنة للعديد من القطاعات الأخرى، مؤكدًا أن قطاع النقل والخدمات اللوجستية له فائدة مباشرة في إيجاد مناطق لوجستية لاستغلال مركز السعودية المتوسط لثلاث قارات وفي العالم، مشيرًا إلى أن وزارة النقل والخدمات اللوجستية تقوم بدور فاعل في الموانئ، وفي المطارات، وفي الطرق، وفي الخدمات السككية، فضلاً عن المناطق اللوجستية.

وتطرق إلى قطاع بمفهومه الواسع، وقطاع الطاقة المتجددة، والغاز، وشبكات الغاز، وإيصالها إلى المناطق الصناعية حول السعودية ومحطات التحلية ومحطات الكهرباء والمصانع الكبرى حول السعودية، وسلاسل الإمداد للطاقة المتجددة.

وأكد وزير المالية أن وزارة الدفاع بدأت في تنفيذ الخطة العشرية، مبينًا أن الإنفاق العسكري يتبعه تسكين لهذه الصناعات في السعودية، والطموح كبير جدًّا في توطين الصناعات العسكرية.

وأضاف الجدعان بأن الفترة المقبلة ستشهد كذلك التركيز على برامج رؤية 2030م، مؤكدًا أنه تم تحقيق العديد من المنجزات فيما يخص برامج الرؤية.

وردًّا على أحد أسئلة الصحفيين عن استمرار تسجيل السعودية عجزًا في الميزانية مع ارتفاع الإيرادات والنمو الملحوظ في القطاع غير النفطي والخطط المستقبلة في ذلك، تطرق معاليه إلى سقف الدَّين، والنظر إلى المالية العامة في إطار أوسع، مشيرًا إلى الإيرادات والنفقات وأساليب التمويل والاستدانة.

وقال الجدعان: "إذا كان العائد من إنفاقك من الدَّين أعلى من تكلفة هذا الدَّين فيجب علينا أن ننظر إلى الاستدانة بدلاً من تقليص الإنفاق، مثل أي استثمار آخر على المستوى الشخصي، أو حتى على مستوى الشركات".

وأضاف: "مستويات الدَّين في السعودية لا تزال أقل من أغلب الدول في مجموعة العشرين، ولدينا سعة وفق خطة الدَّين للاقتراض للسنوات القادمة، واستيعاب مستويات العجوز المقبولة جدًّا كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي".

وفيما يتعلق بملف الإزالات والتعويضات للأراضي، وانعكاساتها على الميزانية، أكد أنها لا تتم إلا لمصلحة عامة وفقًا للنظام والقائمين على تقييم العقارات التي سيتم إزالتها مرخصين من هيئة مستقلة، وهي هيئة تقويم، بحسب مؤهلين في هذا المجال، يأخذون في الاعتبار قيمة العقار كأرض، وهل هو سكني أم تجاري، وموقعه، وأيضًا المباني التي تقام عليه ونوعيتها، ويأخذون في الاعتبار أيضًا الأثر على صاحب العقار. وأفاد بأن الحكومة رصدت مبالغ كبيرة جدًّا لتعويض الملاك للعشوائيات، بما في ذلك الملاك الذين ليس لديهم صكوك رسمية، أخذًا في الاعتبار تقدير وضع المواطنين المالكين لهذه المباني؛ إذ في عام 2024 تم صرف خمسة وخمسين مليارًا تقريبًا تعويضات.

وعن طرح الحكومة السعودية أسهم أرامكو في السوق المالية بيَّن أنها مجموعة أهداف تحققت، منها ما يتعلق بالشفافية والإفصاح، وجزء يتعلق بتسييل بعض هذه الأصول واستغلالها في دعم ما يحدث في الاقتصاد لصندوق الاستثمارات العامة.

وأوضح التمكن من خلال هذا الطرح بنقل حصص تعادل تقريبًا 16% من أسهم أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة أو لشركاته التابعة؛ ما عزز من قدرته المالية، سواء من خلال توزيعات الأرباح التي يحصل عليها، أو قدرته حتى على الاقتراض. مضيفًا بأنه لا يوجد حاليًا خطط محددة لنقل مزيد من الأسهم إلى صندوق الاستثمارات العامة، وسيُعلَن أي نقل في حينه.

وفيما يتعلق بالمالية العامة أشار إلى أنها تحصل على ثلاثة مصادر للإيرادات: من النفط، وهي من شركة أرامكو (الريع)، والريع متعارف عليه، وهو نسبة دولية تؤخذ، وتبلغ في السعودية 15% من مبيعات الشركة بعيدًا عن الأرباح. والمصدر الثاني يأتي من البترول من خلال شركة أرامكو عبر الضرائب؛ فأرامكو بموجب النظام تدفع للحكومة 50% من أرباحها ضرائب، وهذا العنصر يأتينا أيضًا بشكل دوري كل ثلاثة أشهر للخزانة؛ لتمويل النفقات كجزء من الإيرادات. والمصدر الثالث يأتي من النفط، عبر الأرباح؛ إذ تعتمد على الملكية.

وقال: "إنه بعيدًا عن ملكيتنا في أسهم أرامكو، سيأتينا 100 في المئة من الريع، و100 في المئة من الضرائب. وما سينقص هو حسب النسبة التي تم نقلها، سواء للصندوق أو للعامة في السوق المالية، وهو فقط جزء من الأرباح، وما زلنا نحصل على أربعة وثمانين أو ثلاثة وثمانين في المئة من الأرباح".

وأوضح أن الدعم المقدم من الحكومة لا يقتصر على الدعم الاجتماعي المباشر، مثل الضمان الاجتماعي وحساب المواطن، بل يشمل خدمات أساسية، تُقدم بالمجان للمواطنين، منها الصحة والتعليم والأمن والبنية التحتية.. مشيرًا إلى أن ميزانية القطاعات الخدمية بلغت 260 مليار ريال للصحة، و200 مليار ريال للتعليم، و121 مليار ريال للأمن. مؤكدًا أن هذا الدعم وطني، وركيزة أساسية في نظام السعودية.

وأشار إلى جهود رفع كفاءة الدعم الاجتماعي، وضمان وصوله لمستحقيه من خلال إصلاحات متواصلة، تشمل إعادة هيكلة منظومة الضمان الاجتماعي، وتمديد برنامج حتى نهاية عام 2025م، وغيرها من المبادرات الموجهة؛ لتحسين الأثر الاقتصادي والاجتماعي للدعم.

وشدَّد الجدعان على التمييز بين المالية العامة وصندوق الاستثمارات العامة، موضحًا أن مشاريع مثل نيوم والقدية والبحر الأحمر تُنفَّذ عبر شركات مملوكة للصندوق بميزانيات مستقلة عن المالية العامة للدولة، مؤكدًا أن جميع المشاريع الكبرى تحظى بخطط واستراتيجيات واضحة مع مراجعات دورية، تضمن تنفيذها بكفاءة عالية، وأنه لا يوجد مشروع استراتيجي غير ممول حتى عام 2030م.

وأكد أن السعودية تمكنت من الحفاظ على معدلات تضخم منخفضة مقارنة بالدول الأخرى خلال السنوات الماضية، مستشهدًا بتجميد أسعار الطاقة، وضمان وفرة السلع الأساسية كأمثلة للإجراءات الحكومية، موضحًا أن الحكومة تعمل باستمرار على تحقيق توازن بين كفاءة الإنفاق واستمرار التنمية؛ لضمان عدم تأثر المشاريع الاقتصادية الكبرى.

وأشار إلى استمرار الحكومة في دعم المواطنين؛ للتخفيف من أثر التضخم، مستشهدًا بتمديد برنامج حساب المواطن، واستمرار دفع مبالغ كبيرة؛ لتثبيت أسعار الوقود. مؤكدًا أن الحكومة مستمرة في جهودها؛ لضمان استقرار الأسعار، وتخفيف العبء الاقتصادي عن المواطنين.

واختتم وزير المالية المؤتمر بتوجيه الشكر للقيادة الرشيدة على دعمها الكبير لجهود التنمية والاقتصاد، معبرًا عن اعتزازه بجهود رجال الأمن وموظفي الحكومة في مختلف القطاعات لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وأكد أن العمل الجماعي من قِبل المواطنين والجهات الحكومية هو أساس النجاح المستمر لتحقيق الرخاء والنمو للمملكة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا