25 نوفمبر 2024, 1:56 مساءً
وضعت الحكومة الباكستانية العاصمة إسلام أباد تحت الإغلاق الشامل، حيث اتخذت إجراءات صارمة لمنع أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان من تنظيم احتجاج ضخم، وأغلقت السلطات الإنترنت، وسدت الطرق الرئيسية، ونشرت الآلاف من قوات الشرطة وشبه العسكرية في محاولة للسيطرة على الوضع. يأتي هذا الإغلاق بعد دعوة خان لأنصاره للتجمع والمطالبة بالإفراج عنه، مما أدى إلى تصاعد التوتر السياسي في البلاد.
نداء نهائي
وأصدر عمران خان، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عام، "نداءً نهائيًا" لأنصاره للنزول إلى إسلام أباد والتعبير عن غضبهم تجاه ما يعتبرونه ظلمًا سياسيًا. ويواجه خان مئات التهم، لكنه يصر على أن سجنه جزء من مؤامرة سياسية من قبل الجيش والحكومة الحالية لإبعاده عن السلطة. ويطالب أنصاره بالإفراج عنه، ويدعون إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة، متهمين الحكومة بالتلاعب في انتخابات فبراير.
وبدأت المسيرة يوم الجمعة الماضي، حيث استجاب عشرات الآلاف من أنصار خان لدعوته من داخل السجن، وبدأوا في التوجه نحو العاصمة من مختلف مناطق البلاد. واتهمت الحكومة الائتلافية، بقيادة شهباز شريف وحزبه الرابطة الإسلامية الباكستانية، بالاستجابة بشكل قمعي لهذه المسيرة، حيث وضعت حواجز على الطرق، وحظرت الإنترنت والرسائل، ونشرت قوات أمنية ضخمة. وشبهت العاصمة بقلعة محصنة، حيث تم إغلاق المنطقة الحمراء، التي تضم المباني البرلمانية، بالكامل.
وخلال تقدم المسيرة نحو إسلام أباد، وقعت مواجهات عنيفة بين أنصار خان وقوات الشرطة. حيث تعرض المتظاهرون للغاز المسيل للدموع والضرب بالهراوات، مما أدى إلى اعتقال الآلاف منهم، معظمهم من منطقة خيبر بختونخوا، معقل خان. ورد أنصار خان برشق الحجارة وإحراق مركبات الشرطة، مما زاد من حدة التوتر. وتشارك زوجة خان، التي أُفرج عنها مؤخرًا من السجن، في المسيرة، معلنةً دعمها الكامل لزوجها.
استعدادات للمواجهة
وأعلن شيخ وقاص أكرم، أمين سر المعلومات، أن أكثر من 70 ألف شخص يتوجهون إلى العاصمة من خيبر بختونخوا وحدها، ويخططون لإغلاق إسلام أباد من ثلاثة جوانب. وأكد أكرم أنهم مستعدون تمامًا لمواجهة أي عقبات، حيث أحضروا شاحنات مزودة بمراوح كبيرة لتفريق الغاز المسيل للدموع والرصاصات المطاطية. وأشار إلى أن وصول المتظاهرين إلى العاصمة يعتمد على قدرتهم على التغلب على الحواجز، متوقعًا أن يستغرق الأمر يومًا آخر على الأقل.
وزعم أكرم أن الجيش طلب من أعضاء القيادة العليا الاجتماع مع خان في السجن، في محاولة لإقناعه بإلغاء المسيرة. وذكر أن جميع مطالبهم مهمة، لكن المطلب الوحيد الذي يمكن للحكومة تلبيته على الفور هو الإفراج عن جميع السجناء السياسيين، بما في ذلك خان. ويعتقد أنصار خان أن هذه المسيرة هي فرصتهم الأخيرة لإيصال صوتهم للمؤسسة العسكرية، ومحاولة تجنب المحاكمة في محكمة عسكرية، وفقاً لصحيفة "الجارديان" البريطانية.
وصفت حكومة شريف مسيرة حزب الإنصاف بأنها "مؤامرة مدروسة جيدًا"، متزامنة مع زيارة دولة لرئيس بيلاروسيا. وتعهدت الحكومة باعتقال كل محتج من الحزب يحاول الدخول إلى إسلام أباد، متهمةً خان بمحاولة الالتفاف على نظام العدالة. وأكد وزير التخطيط الاتحادي، أحسن إقبال، أن إطلاق سراح خان يتوقف على موافقة المحاكم، وأنه يجب عليه تبرئة نفسه من القضايا المرفوعة ضده قبل أن تتمكن الحكومة من إطلاق سراحه.
وتثير مسيرة خان تساؤلات حول مستقبل الاستقرار السياسي في باكستان. فهل ستنجح هذه المسيرة في تحقيق أهدافها، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوتر؟ وهل ستتمكن الحكومة من السيطرة على الوضع، أم أن هذه الاحتجاجات قد تتحول إلى حركة شعبية واسعة النطاق؟ كل هذه الأسئلة تنتظر إجاباتها في الأيام القادمة، حيث يتابع العالم عن كثب تطورات هذه الأزمة السياسية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.