24 نوفمبر 2024, 9:12 مساءً
في لحظة إنسانية استثنائية عاد التوأم السيامي السوداني، سماح وهبة، بعد 33 عامًا من فصلهما في أول عملية لفريق طبي سعودي متخصص؛ للحديث عن تجربتهما الفريدة، وذلك على هامش المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة 2024، الذي انطلق بالعاصمة الرياض أمس برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.
نقطة تحوُّل تاريخية
وكانت عملية فصل التوأم السيامي السوداني، التي أُجريت في ديسمبر 1991 على يد فريق طبي بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، نقطة تحوُّل في مسيرة السعودية الطبية والإنسانية؛ فقد كانت العملية شديدة التعقيد؛ وتطلبت أكثر من 18 ساعة من الجراحة الدقيقة لفصل التصاق معقَّد في الصدر والبطن، وسط احتمالات نجاح لم تتجاوز 60%.
وعلى الرغم من تلك التحديات، نجح الفريق الطبي في إحداث تغيير جذري في حياة التوأم؛ ليبدأ برنامج فصل التوائم السيامية مسيرة إنسانية ممتدة، استقبلت خلالها السعودية أكثر من 130 حالة من 26 دولة مختلفة، بغض النظر عن العِرق أو الدين أو الجنسية.
رحلة فخر وإنجاز
وقالت سماح وهبة لـ"سبق": "أُجريت لنا عملية الفصل عندما كنا في عمر عام وشهرين. لا نتذكر التفاصيل، لكننا نعيش الآن بكل فخر وامتنان لهذه اللحظة. المؤتمر الدولي للتوائم الملتصقة 2024 يعزز شعور الانتماء لدينا؛ إذ جمعنا مع توائم من جنسيات مختلفة؛ لنشارك تجاربنا، ويتعلم بعضنا من بعض".
وأضافتا: "نشعر بالاعتزاز لكوننا جزءًا من هذا البرنامج الرائد، الذي لا يعكس فقط مستوى التقدم الطبي في السعودية، بل أيضًا قيمها الإنسانية. ما زلنا نتلقى الرعاية الطبية، ونُغيِّر أطرافنا الصناعية بشكل دوري، لكن حياتنا ممتلئة بالفخر والشكر".
مَعلم إنساني عالمي
ولم تكن عملية فصل "سماح وهبة" مجرد نجاح طبي، بل كانت بداية لتأسيس برنامج سعودي متكامل، أصبح اليوم منارة طبية وإنسانية عالمية، وهو مستمر في تقديم خدماته بالمجان لجميع الحالات؛ ما يعكس التزام السعودية برفع المعاناة عن الأطفال وأُسرهم حول العالم.
وقالت سماح: "هذا المؤتمر بالنسبة لنا حدث فريد؛ جمعنا بتوائم من مختلف الجنسيات؛ وتبادلنا التجارب، وتشاركنا قصص النجاح والصعوبات، وشعرنا بأننا جزء من عائلة كبيرة ممتدة عبر الحدود".
مسيرة الإنسانية مستمرة
ومنذ ذلك الإنجاز الأول حقَّق البرنامج أكثر من 61 عملية فصل ناجحة. وما بدأ كعملية معقدة أصبح اليوم نموذجًا عالميًّا للتميز الطبي والإنساني.
ويستمر المؤتمر الدولي في استعراض هذه التجارب، وتعزيز التعاون بين الخبراء العالميين؛ لتقديم أفضل الحلول الطبية لهذه الحالات النادرة.
وختامًا، يبقى البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية رمزًا لريادة السعودية في خدمة الإنسانية، وامتدادًا لقيمها الراسخة في العطاء والتفاني؛ ليجسد نموذجًا حيًّا لما يمكن أن تقدمه يد الخير والعلم معًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.