21 نوفمبر 2024, 8:48 مساءً
صراع القلب والعقل مَن ينتصر؟
يقول عالم الأعصاب د. دلوكس من الناحية التشريحية يملك نظام المشاعر القدرة على العمل بشكل مستقل بعيدًا عن القشرة الدماغية وأن مشاعرنا تحمل عقلاً خاصًا بها عقلاً يحمل آراءً مستقلة عن عقلنا المنطقي.
إذًا مركز العاطفة القلب ولكن ردة الفعل للعاطفة مصدرها العقل.
يقول عالم الإنسانيات إيراسموس: (لقد وهبنا الله قدرًا من العاطفة والمشاعر تفوق العقل حتى إننا يمكن أن نقول إن نسبة العاطفة إلى العقل بنحو 24 إلى واحد) وبالتالي فإن العقل العاطفي تكون استجابته أسرع كثيرًا من العقل المنطقي لأنه يقفز للتصرف دون أن يتوقف للحظة لكي يفكر فيما يجري كما حدث في الموقفين السابقين في المقال السابق وكدفاع الأم مثلاً عن صغارها في عالم الغابة، لذلك العقل العاطفي يحقق السرعة على حساب الدقة وهو الرادار الذي يقرأ الخطر و يستشعره ولذلك إن انتظرنا العقل المنطقي حتى ينتهي من الحكم على بعض الأمور فإننا لن نخطئ فحسب ولكن قد نموت!
ذكر بول بلوم في كتابه ضد التعاطف في الدفاع عن الحنان العقلي أن التفكير العقلي عرضة أيضًا للتحيز فنحن كائنات يغلب عليها النقصان مع أن بوسعه أن يؤدي في أحسن حالاته إلى تبصر أخلاقي ولذلك قد تضطرب محاولاتنا في التفكير العقلاني أو يداخلها شيء من المصلحة الذاتية وذكر فيلسوف الأخلاق جيمس أن التفكير العقلاني جزء جوهري من الأخلاق، فالأخلاق في أضعف الإيمان هي الجهد المبذول لإرشاد سلوك المرء بوساطة العقل.
لذلك يخوض الدماغ البشرى نزاعًا ومع نفسه بين مركز العاطفة الذي يسعى إلى الإشباع الفوري، ومركز العقل الذي يسعى إلى تحقيق أهداف على المدى البعيد.
لذا فإن الاستجابة الأولى في إطار أي موقف عاطفي هو القلب وليس العقل.
يقول الله سبحانه وتعالى(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج.
قلوب يعقلون بها لأن القلوب مصدر العاطفة ولكن دون وعي ولاتفكر والتعقل والتفكر يكون بالعقل ولذلك فإن العمى عن الحق والبيان هو عمى القلوب وليس الأبصار لأنها مركز العاطفة وبداية الاستجابة.
إذًا القلب (العاطفة) والعقل قوتان متكاملتان في طبيعة النفس البشرية وكمال الفرد في الموازنة بينهما.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.