يرى المختصُّ في المعارض والمؤتمرات سلمان بن سهيل العطاوي، أن قطاع المعارض والمؤتمرات من القطاعات الحيوية التي تساهم بشكل كبير في تحفيز الاقتصاد وتنشيط التجارة وتبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الصناعات والمجتمعات.

ولتحقيق النجاح في تنظيمها أكد "العطاوي" أن الخدمات اللوجستية تشكّل دورًا محوريًّا في ضمان سير العمليات بشكل منظم وفعّال، مبيِّنًا أن الخدمات اللوجستية تشمل جميع العمليات التي تتعلّق بالتخطيط والتنفيذ والإدارة لكل ما يتعلّق بنقل المواد والمعدات والتجهيزات الخاصة بالمعارض، هذا بالإضافة إلى إدارة الوقت والموارد البشرية والتنسيق بين مختلف الأطراف؛ لضمان تسليم جميع الاحتياجات في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة.

وكشف "العطاوي" أن تنظيم أي معرض أو مؤتمر يتطلّب تجهيزات متنوعة مثل المنصات ومعدات الصوت والإضاءة وشاشات العرض؛ حيث تتضمّن الخدماتُ اللوجستية وصولَ هذه المعدات إلى الموقع في الوقت المحدد وبحالة جيدة.

وفي قطاع المعارض والمؤتمرات أوضح أن الوقت من أهم العوامل الحاسمة، ولا بد أن يضمن التخطيط اللوجستي التزام جميع الأطراف بالجدول الزمني؛ مما يقلّل من احتمالات التأخير أو الارتباك. وتتمحور أهميتها في توفير الدعم للعارضين من خلال تنظيم عمليات الشحن والاستلام لمواد العرض، وتقديم حلول مريحة لتخزين ونقل المعدات خلال الفعالية.

ولفت إلى أن تخطيط الخدمات اللوجستية يشمل تسهيل حركة الزوار والمشاركين بدءًا من توفير وسائل النقل المناسبة إلى إدارة الحشود؛ مما ينعكس على تجربة إيجابية للزوار، ورغم أهميتها تواجه الخدماتُ اللوجستية العديدَ من التحديات فتعدد الأطراف المشاركة يتطلّب تنسيقًا دقيقًا بين جميع الجهات لضمان عدم وجود تناقضات أو تأخيرات.

وأكّد أنه يجب التخطيط مسبقًا للتعامل مع المفاجآت مثل تعطل المعدات أو التأخير في الشحن، وهو ما يتطلّب وجود خطط بديلة. ويجب العمل على الاستدامة والسعي لتقليل الأثر البيئي من خلال استخدام تقنيات صديقة للبيئة في النقل والتخزين، فيمكن للجهات التي تتطلع للنجاح والتميز في مجالها أن تكون صاحبة دور ريادي ونوعي في هذا التوجه العالمي لحفظ الكوكب، وتضع الاستدامة ضمن أولوياتها في خططها، وأن تجري ما يلزم من تغييرات في عملياتها لتحقيق ذلك.

ولفت إلى أنه ومع تطور التكنولوجيا من المتوقّع أن يشهد قطاع الخدمات اللوجستية تطورات كبيرة، مثل استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات وتحسين العمليات، وتبنّي تقنيات مثل الطائرات بدون طيار لتسريع عمليات الشحن، واستخدام أنظمة الواقع الافتراضي لتحسين تصميم وترتيب المعارض.

وختم "العطاوي" حديثه بقوله: تعتبر الخدماتُ اللوجستية العمودَ الفقري لأي معرض أو مؤتمر ناجح؛ فهي ليست مجرد عمليات نقل أو تخزين، بل هي عملية استراتيجية تتطلب تخطيطًا محكمًا وتعاونًا وثيقًا بين جميع الأطراف، مع تزايد الطلب على الفعاليات الكبرى والاحترافية ستظلّ الخدمات اللوجستية تلعب دورًا حيويًّا في ضمان نجاح قطاع المعارض والمؤتمرات.