الجمعة 08 نوفمبر 2024 | 02:59 مساءً
الحمد لله أننا مجتمع لا يزال يحافظ على قيمه ومسؤولياته الاجتماعية والأخلاقية . فمجتمعنا لم ينقلب على عاداته وشهامته وتقديره لمكانة كبار السن من آباء وأمهات وأقارب . لكن ومع زيادة الارتباطات والأعمال وحاجة رب الأسرة للسفر إما للسياحة مع زوجته وأبناءه ، أو ما يتطلبه العمل من تنقلات ، فإن الوقت المحدد للبقاء بجانب كبار السن في البيوت بات يتقلص أكثر فأكثر .
يغفل البعض منا عما يحتاجونه الكبار حتى لو لم يكونوا عاجزين عن الحركة . فيعتقدون بأنهم إن قاموا بتأمين الحياة الكريمة من أكل وملبس ومكان نظيف وتخصيص خادم أو خادمة لرعايتهم هو أمر كاف لهم . بينما هذا اعتقاد خاطئ لا ينتبه له الكثير من الأبناء والبنات . فرغم أن كل ما أشرت إليه هو من الأمور المهمة لحياة كريمة لكبير السن ، إلا إن الحاجة لمن يجلس معهم ويسايرهم ويسليهم بكلام لطيف وقصص طريفة ، أهم بكثير من كل ما يقدم لهم من رعاية .
” أمي ” رحمة الله عليها كانت تقول لزوجتي أم فجر ، أن يوم عودتنا من السفر بالنسبة لها هو كيوم عيد . تقول هذا الكلام رغم أن بيوت أخواني ملاصقة لبيتنا ، وهم وأسرهم وبناتي لا يتركونها أبدا . والسبب أنها تشعر بالوحدة لأن من يعيش معها في بيت واحد هو الهواء الذي تتنفسه مساء كل يوم . فما بالكم مع الأمهات والآباء الذين ليس لديهم من الأقارب من يجلس معهم ويؤنس وحدتهم .
أبكتني قصة سردها لي مدير إحدى المستشفيات الجامعية الكبرى قبل سنوات . ومختصر القصة أنهم كانوا يعانون من بعض ضعاف النفوس الذين ما أن تقبل الإجازات المدرسية وتبدأ مواسم السفر ، إلا وقد أوصلوا ” المسن ” الذي يسكن معهم للمستشفى عند الطوارئ ثم يتحججون أنهم سيذهبون لإكمال الأوراق عند الاستقبال لكنهم لا يعودوا . كونهم قد خططوا للسفر في الإجازة ، ولن يجدوا أفضل من المستشفى لرعاية هذا القريب.
لا أدري اليوم فيما إن كانت الأنظمة قد تغيرت أو أن عقوبات قد أقرت لمن يستخدم هذه الفكرة القبيحة .
مختصر الحديث أن العناية بكبير السن وبصدر رحب وفرح كبير ، هو هدية من الله ليكثر حسناتك ويمنحك الأجر والثواب . وأن تأمين احتياجاته وحياته الكريمة غير كافِ . فالروح تبي الأرواح كما يقال .
ولكم تحياتي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السعودي اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السعودي اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.