يعد معرض الصقور والصيد السعودي الدولي حدثًا مميزًا يعكس عراقة تراثنا الخليجي ويجسد ارتباط المجتمعات الخليجية بموروثات الصيد وتربية الصقور. يمثل هذا المعرض، الذي يُقام سنويًا في المملكة العربية السعودية، نافذة واسعة تعكس عشق الإنسان الخليجي للصقور، التي كانت ولا تزال رمزًا للفخر والكرامة، وأحد أهم مكونات الحياة الصحراوية القديمة.

تراث عريق وموروث حيّ منذ قرون طويلة، ارتبطت الصقور بالصحراء العربية، حيث كانت تُستخدم كوسيلة للصيد وللتنقل عبر الأراضي الشاسعة. ومع مرور الزمن، أصبحت الصقور رمزًا لتراث المنطقة، تمثل القوة والصبر والمهارة. يعكس معرض الصقور هذا التراث الغني، حيث يجتمع الصقّارة والهواة من مختلف دول الخليج والعالم لاستعراض مهاراتهم وتبادل خبراتهم.

مشاركة دولية وإقبال واسع يحظى المعرض بمشاركة واسعة من دول الخليج العربي، بالإضافة إلى مشاركات دولية من مختلف أنحاء العالم. تتنوع الفعاليات بين مزادات لبيع وشراء الصقور النادرة، مسابقات في مهارات الصيد والتربية، وعروض حية لمهارات الطيور الجارحة. هذه الفعاليات لا تقتصر على المتخصصين فقط، بل تتيح للزوار من جميع الأعمار فرصة الاستمتاع بمشاهدات حية وتجارب فريدة من نوعها.

الحفاظ على البيئة والصقور المهددة لا يقتصر المعرض على إحياء التراث فقط، بل يتضمن أيضًا مبادرات لحماية البيئة والصقور المهددة بالانقراض. يتم تنظيم حملات توعية حول كيفية الحفاظ على الصقور البرية وبيئاتها الطبيعية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الصيد المستدام والتقنيات التي تضمن الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.

منصة للتجارة والتكنولوجيا معرض الصقور والصيد السعودي الدولي هو أيضًا سوق تجاري ضخم يجذب الشركات المتخصصة في معدات الصيد، التخييم، والأسلحة التقليدية والحديثة. الشركات تعرض أحدث التقنيات والمنتجات المتعلقة بالصقور والصيد، مما يتيح فرصة فريدة للتجار والهواة لاقتناء أفضل الأدوات والمعدات.

مفخرة خليجية بكل ما يقدمه من فعاليات وعروض، يُعد معرض الصقور والصيد السعودي الدولي مفخرة لتراثنا الخليجي، حيث يعكس عمق ارتباط الإنسان الخليجي بالطبيعة ويحتفي بالتقاليد التي ترسخت عبر الزمن. إنه مناسبة ليس فقط للاحتفاء بهذا التراث، بل أيضًا للحفاظ عليه والترويج لممارسات مستدامة تضمن استمراريته للأجيال المقبلة.